أحمــد متولــى يكتب: القبــض علــى "الـسبكى" متلبســًا

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

وكيل النيابة: اسمك بالكامل يا "سبكى".. وسنك.. وعنوانك؟

السبكى: أنا الحاج أحمد السبكى، عايش من زمان واسأل الناس، وساكن فى الدقى فوق محلات الجزارة بتاعت المرحوم أبويا أشهر جزار فيكي يا جيزة.

 

وكيل النيابة: ما أقولك فيما نسب إليك بسب وائل الإبراشى على الهواء بشتيمة قليلة الأدب؟

السبكى: استحالة يا باشا، الإبراشى دا حبيبي من زمان، كل الحكاية أننا وأنا بكلمه فى التليفون عدت "نموسة" قدامى جيت أهشها دخلت فى مناخيري، وبدل مقول "عاااااطس" الإبراشى سمعها يا "ع***"، حتى اسأل سعد الصغير يا بيه كان واقف جنبي وشايف "النموسة".

 

وكيل النيابة: تعرف إيه عن السينما يا "سبكى"؟

السبكى: هى اللى بتأكلنا عيش يا باشا.. السينما عاملة زى الرقاصة، كل أما تهز فيها أكتر تجيب فلوس أكتر، عشان كدا أنا ماشى بمبدأ " هزها عشان تجيب رزقها".

 

وكيل النيابة: أنت متهم بإفساد الذوق العام، وانحراف العيال الصغيرة، وتعليم الشباب شُرب المخدرات؟

السبكى، وتبدو عليه علامات الحيرة والدموع تملأ عينه: عيب عليك يا باشا، الشباب هو اللى بايظ لوحده، عيال مش لاقيه شغل وبيطفشوا من المدارس والدولة منفضالهم، الملجئ الوحيد ليهم النواصى والأفلام اللى بنعملهالهم.. يبقي كدا أنا اللى بوظتهم، والله عيب عليكي يا حكومة تقولى الكلام دا.

 

وبعدين مش فيه حاجة اسمها "رقابة" اللى بيعدى عليها الفيلم قبل ما يتعرض، روحوا اسألوهم بتوافقوا على أفلام "السبكى" ليه، هو أحنا بنرشيهم يا باشا عشان يمشوا أفلامنا لا سمح الله؟

 

دا لولا عيلة "السبكية" كانت ضاعت السينما اللى بتتفشخروا بيها يا باشا، فى الوقت اللى كنت سعادتك فى البيت أنت وزملاتك بعد الثورة أنا كنت برمى فلوسى فى السوق وبنتج أفلام عشان المركب اللى كنتوا بتقولوا عليها تمشى، "السبكية" عملت أفلام محترمة مع أكبر نجوم فى مصر زى أحمد زكى، أحنا اللى اكتشفنا محمد رمضان وحسن الرداد ومحمود الليثي وكريم محمود عبدالعزيز – مع أنه واد سيس ومالوش جمهور بس عشان خاطر أبوه، أحنا اللى بنخلي ياسمين عبدالعزيز تظهر كل موسم بفيلم جديد فى الوقت اللى مافيش عندكم حاجة اسمها بطولة للستات بعد ما حنان ترك اتحجبت وقعدت فى البيت.

 

"السبكية" هما اللى عملوا "امرأة هزت عرش مصر" ومن ساعتها واحنا ماسكين فى الهز واكتشفنا صافيناز وبوسى وإليسار العراقية وقريب هنستورد شحنة رقاصات من البرازيل.. دا كله عشان مين، مهو عشان مصر، والعجلة بتاعت الإنتاج تمشى يا باشا.

 

وكيل النيابة، يطلب سيجارة لـ"السبكى" بعد انفعاله: هدى نفسك يا سبكى.. أحنا كلنا عارفين أنك راجل وطني وبتحب مصر.. لكن أفلامك بقت أغنية ورقاصة وبلطجي.. ميصحش كدا يا أخى؟

السبكى: المنتجين  أصحابي كانوا بيخافوا على فلوسهم ودكنوها تحت "البلاطة" فى الوقت اللى أنا كنت برمى فلوسى فى السوق، قولت لحد ما البلد تنصلح حالها، واشتريت عربيات لمحمد رمضان عشان يدغدغها فى أفلامه، وجبتله كومبارسات يتعلم فيهم الضرب براحته، وجبت رقاصات مستوردة من بره عشان نطرى على الناس شوية، وزى ما اكتشفت اوكا واورتيجا اكتشفت ولاد سليم اللبانين، دا كله عشان خاطر مصر.. وفى الأخر بتتهمونا اننا بنبوظ أخلاق الناس.

 

وكيل النيابة: إيه اللى خلى سعد الصغير وأخوك سيد السبكى يتصلوا بالإبراشى عشان يعتذروله عن شتيمتك ليه على الهواء؟

السبكى: أنا يا سعادة الباشا اللى قولت لسعد يكلمه ويصلح العك اللى أنا عملته، دا مهما كان لفظ وطلع على الهواء من غير ما اقصد، والعطسة كانت شديدة شوية، وبعدين الأستاذ وائل الإبراشى من الناس اللى بتساعدنا دايما هو أخونا الكبير والسند بتاعنا وصوتنا فى الإعلام النظيف، رغم انى محتار لحد دلوقتى هو لابس باروكة فعلاً والا دا شعره الحقيقي، وكمان هو بيتحفنا الصراحة كل يوم والتاني باللوك الجديد  بتاعه، ومش بعيد اتفق معاه على فيلم جديد يكون هو البطل بتاعه واسميه "صافيناز والشعر الأبيض".

 

وكيل النيابة: يا "سبكى" لو أتعرض عليك تعمل فيلم بطولة محمد رمضان وصافيناز بس بشرط يكون فيلم وطني.. هتوافق؟

السبكى، والفرحة العارمة تغمر عينه: هوافق طبعا يا معالى الباشا، حد يكره الخير، فيلم يعني إيرادات، يعني شباك تذاكر، يعني نجاح للفيلم الوطني ياباشا، وفى الحالة دى هسمية "الرصاصة فى فستان الرقاصة" واخلى محمد رمضان طول الفيلم يلف ورا صافيناز فى الكازينوهات عشان يلاقى الرصاصة، وفى أخر الفيلم تعترفله صافيناز أن الرصاصة دى غير الرصاصة بتاعت الأستاذ محمود ياسين اللى حارب بيها لوحدة قدام إسرائيل فى كل أعماله الوطنية، فتفر الدمعة من عينه ويهتف بصوت عالى "تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".

 

ومش بعيد كمان يا باشا ننافس بالفيلم دا على الأوسكار ونستغل شهرة سعد الصغير وبوسى بعد خبر جوازهم المتفبرك ويغنوا تتر الفيلم.

 

وكيل النيابة، موجهًا حديثه لكاتب المحضر: أقفل يا ابني المحضر فى ساعته وتاريخه بإخلاء سبيل أحمد السبكي لعدم كفاية الأدلة وضبط "الناموسة" اللى خلته يعطس على الهواء، ومطالبة الشعب بالاعتذار له، وأن الإبراشى يلم الدور شوية لعدم التشكيك فى وطنية ناس زى "السبكية".

 

السبكى، مُهللًا: يحيا العدل.. تحيا مصر.. شكرًا لوكيل النيابة