بالصور.. بائع أعلام وزوجته بالمنصورة: "نفسنا في أوضة تلمنا احنا وعيالنا".. وابنتهما: "نفسي أشوف السيسي"

تقارير وحوارات

بائع الأعلام وزوجته
بائع الأعلام وزوجته


"محمد": من بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو والحال ضاق بينا ومكسبنا 20 جنيه لو جت.
"رباب": ابني عنده 5 سنوات ومش عارفين نعلمه ولو فضلنا بالحال ده هنعيش في الشارع
"شهد": بنزل مع "ماما وبابا" نبيع أعلام عشان أفضل في المدرسة

"كل اللي بنتمناه ونفسنا فيه أوضة تلمنا احنا وعيالنا بدل الشقة اللي عايشين فيها ومش عارفين ندفع ايجارها ومش لاقيين ناكل هندفع ايجار ولا نعيش"، هكذا بدأ محمد جمعة محمد- 27 عامًا- بائع مُتجول حديثه إلينا.

وطالب "محمد" هو وزوجته رباب الهادي- 27 عامًا- التي كانت تجلس إلى جواره ومن حولهما طفليهما، والذين يقيمون في كفر البدماص بمدينة المنصورة، بأقصى أمانيهم في الحياة وهم يجلسون في ميدان الثورة لبيع أعلام مصر والقُبعات ينتظرون الاحتفالات الوطنية من فترة لأخرى.

ويعملون ليلًا ونهارًا مُتمنين نظر المسؤولين إليهم بعين الرحمة لعدم مقدرتهم على العيش في الحياة بهذه الطريقة الصعبة لهما وطفليهما "شهد" 7 سنوت في الصف الثاني الابتدائي، و"رضا" لم يتعلم للعبء الزائد عليهما.

وقال "محمد": "في الفترة من ثورة 25 يناير حتى 30 يونيو الدخل والمكسب كان كويس ويكفي الأسرة ويصل من 75 جنيهًا إلى 100 جنيه خلال الأيام التي يكون بها تجمعات في الميدان ومن سنة ماضية حتى الآن مكسبنا 20 جنيهًا ويبقي خير وبركة كسبناها".

وأضاف: "أنا متعلمتش لأن ملقتش اللي يوجهني ودلوقتي عندي شهد 7 سنوات في الصف الثاني الابتدائي، ورضا 5 سنوات، ومش عارف أخليه يروح مدرسة بسبب الحال اللي وصلنا ليه ونفسي أعلمهم ويكونوا أحسن الناس بس هجيب منين!".

وتابع قائلًا: "بعمل كبائع مُتجول منذ الصغر ومبقتش عارف أشتغل من حملات المرافق، وحاولت أشتغل عند الناس بس مبيأكلش عيش والعيشة صعبة، ومكسبي مع عربتي في الشوارع طوال اليوم 25 جنيهًا هدفع منه إيجار الشقة 500 جنيه آخر الشهر ولا هأكل العيال".

وقال "محمد": "نفسي في أوضة تلمني أنا وعيالي وتعبت من محاولة الوصول من المسئولين ومحدش سامعني ونفسي أول لمحافظ الدقهلية ويساعدني لأن مبعرفش أكل عيالي في الأيام اللي احنا فيها والحياة بقت أصعب من الأول ولو في وظيفة هتُسترني وراتبها كويس هجري عليها وهحاول أشوف شغلانة تانية بعدها عشان أعرف أخلي ولادي كويسين مش أُميين زيي أنا وأمهم".

وقالت "رباب" زوجته منذ 8 سنوات: "شوفنا المُر بعنينا وكنا بنام على الرصيف أيام ثورة 25 يناير والحمد لله كنا بنكسب كويس لأننا بنتقي الله في رزقنا الحلال وبعد ثورة 30 يونيو وكانت مستورة الحمد لله وبعدها الحال تدهور بنا الأكثر ومش عارفين نعمل ايه، ولأن احنا ناس بسيطة وغلابة ومنعرفش مسئولين مش عارفين ناخد أوضة نعيش فيها عشان نوفر فلوس الإيجار ونعلم عيالنا".

وأضافت: احنا متمرمطين في الشوارع عشان ناكل عيش ومش عارفين، وكنت أنا وجوزي شغالين باليومية وبناخد "300" جنيه قبل ثورة يناير عشان نعرف نتعايش وكنا بنقول "الحمد لله" بكرة الدنيا هتمشي ولما الدنيا تدهورت بينا وكان ممكن نبقى في الشوارع مش لاقيين مكان نعيش فيها عشان مش معانا ايجار الشقة جمعنا من الراتب ولعب الأطفال وجبنا شوية أعلام والضيق اتفك علينا شوية وبعدها انهارنا والحمد لله علمت بنتي وابني المفروض يكون دخل حضانة مش عارفين ندخله بسبب الفلوس.

وعندما سألنا ابنتهما "شهد" البالغة من العمر 7 سنوات عن ما تتمني قالت: "نفسي يكون عندي أصحاب ألعب معاهم وبننزل الشغل أنا وأخويا الصغير مع بابا وماما نبيع أعلام عشان أفضل في المدرسة، وبحب الرئيس السيسي ونفسي أشوفه وأقوله إن أفضل على طول في المدرسة".