التدخل العسكري البريطاني في سوريا.. أسبابه ونتائجه

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 بعد أن أصبح التدخل الروسى عسكريا فى سوريا، أمرا واقعا، وسبقه التدخل التركى المباشر، ظهرت مؤخرا دعوات لتدخل بريطانى، حيث نشرت صحيفة التايمز البريطانية، مقالا يدعو فيه كاتبه الحكومة البريطانية إلى التدخل عسكريا في سوريا، للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، وإجبار نظام الرئيس بشار الأسد، على الدخول في المفاوضات.
 
ورصدت الفجر، آراء عدد من الخبراء في هذا الشأن، حيث قال السفير محمد سامح ضرار، خبير العلاقات العربية الأوروبية، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن تلك الدعوات تنظر إلى أن مئات الآلاف من البريطانيين، التحقوا بتنظيم "داعش" للمشاركة في جرائمه، كما أن هناك مليار دولار من أموال دافعي الضرائب تنفق على اللاجئين في الأردن، إلى جانب مئات الآلاف من اللاجئين على أبواب أوروبا، ومن ثم يرى البريطانيون الداعمون لهذا الاتجاه، إن سوريا أصبحت مشكلة تواجه مصالحهم فى المنطقة، وبالتالي منهم من يميل للتدخل العسكرى، وآخرون يفضلون الحل الدبلوماسي.
 
وأضاف"ضرار" إن بريطانيا مازالت تتعامل باعتبارها الدولة القائدة للإتحاد الأوروبي، والتى تشارك الولايات المتحدة فى زعامة العالم الغربى، بوصها أكبر قوة سياسية فى أوروبا، بينما ألمانيا هى الأقوى اقتصاديا، ومن ثم لا ترضى أن تظل غائبة عن المشهد فى المنطقة.


وتابع : إن فرنسا تدخلت مرتين عسكريا فى سوريا، ولكنها لاتميل لبقاء نظام بشار الأسد، بينما ترجح حاليا كفة روسيا وإيران لصالح بشار، ومن ثم يأتى التدخل البريطانى بهدف تحقيق توازن فى القوى المتواجدة على الساحة السورية، مابين المصالح أمريكا وحلف الناتو من ناحية، وقوة روسيا وإيران ونظام الأسد على الأرض من ناحية أخرى.
 
ومن جانبه أكد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان  إن  دخول بريطانيا عسكريا فى سوريا شئ متوقع جدا؛ لأن تدخل بريطانيا هو الأسهل، وذلك لوجود قاعدة عسكرية لها في البحرين.
 
و أشار إلي أن التسوية، التي ستحدث في نهاية الأمر، بين كل من أمريكا وفرنسا وروسيا، وهى الدول التى لها تواجد على الأرض، وبالتالي سيكون لمصالحها  نصيب من التسوية، فأين الوجود الانجليزي ؟، موضحا أن بريطانيا تبحث لنفسها عن موطأ قدم، لعلمها أن الأمور تتجه نحو التسوية واقتسام المصالح.
 
وتابع: فرنسا، لها دور ومكان و تحارب بطريقة معينه، و هكذا الروس والأمريكان، وحتى الصين لوحت مؤخرا عن احتمالات عن دخولها.
 
وأضاف"عودة" إن الصورة الأخيرة ستتحدد في نهاية التسوية، ولكن لا شئ يمنع انجلترا من التدخل،  خاصة أنها  دوله من دول مجلس الأمن، وطالما هناك مساحة مفتوحة في الأراضي السورية لدخول أي قوة عظمي، سيكون من الطبيعي أن نجد بريطانيا في الصورة.
 
وفى سياق متصل قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن  إنجلترا تتدخل؛  لكي تكون الصورة متكاملة، و تشارك الطيران الروسي و الفرنسي، فالجميع يتفق علي ضرب "داعش" خاصة الغرب، فيما عدا روسيا فهي متهمة بأنها تقوم بضرب داعش والمعارضة السورية الوطنية أيضا.
 
وأكد"بيومى" أن ضرب داعش، يأتي لصالح الجميع؛ لأن داعش خارجة عن القانون، كجماعه إرهابية تكفرنا جميعا، ولا يستطيع أحد أن يقف في وجهها.

وتابع:  إن كل تدخل أجنبي يحدث، فهو يعقد المشكلة أكثر، وحين تتوقف الحرب سيكون السؤال، من سيدفع هذه الضريبة، وهل ستنتهي الحرب في مزاد  مابين أمريكا و روسيا و إنجلترا وفرنسا، ليحصل كل منهم على نصيبه من اللعبة.
 
وأضاف إن  أخطر ما يمكن أن يحدث لدوله، هو أن يستعين أحد بالقوي الخارجية، فكل طرف يتدخل من الطبيعى أن له أجندته، وهو ما يجعل الحل السلمى أكثر صعوبة.