تفاصيل رسالة روسيا العنيفة إلى السعودية.. والرد القوى من المملكة.. و"حيرة" مصر بينهما

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


جاء استعمال روسيا صواريخ "كروز" في ضرب تنظيم داعش الإرهابي، وفقًا لما نشره موقع "فان" الروسي؛ ليكون رسالة موجهة إلى السعودية وتركيا وقطر.

رسالة روسيا إلى السعودية

سيطرت الدهشة على خبراء السلاح حول أسباب ونوايا لجوء استعمال البحرية الروسية لـ26 صاروخًا من قطع حربية في بحر قزوين، من مسافة 1500 كيلو متر، لضرب البنيات التحتية لتنظيم داعش في سوريا، بالإضافة إلى أن إطلاق صواريخ كروز من بحر قزوين من زاوية عسكرية غير مجدٍ، ولكنه هو رسالة "جيوبولتيك" موجهة إلى تركيا وقطر والسعودية، مفادها "صواريخنا يجب أن تكون تنبيهًا جديًا لهذه الدول".

كما اطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على توجيه سفن مجموعة بحر قزوين ضربة صاروخية لمواقع داعش و"جبهة النصرة" في سوريا، بعد تنسيق مع إيران والعراق بشأن مسار الصواريخ التي عبرت أجواءهما.

وأجمع المراقبون على أن موسكو تنوي من وراء ضربتها البحرية هذه، والتي صبت فيها حمم صواريخها على رؤوس الإرهابيين ومعاقلهم، من حيث لم يعلموا، التأكيد على مضيها قدمًا في إشهار سلاحها، وأنها لن تتوانى عن رفعه في وجه أي جهة تتهددها، دفاعًا عن مصالحها، وأينما كان منبع التهديد

استيعاب السعودية

ومن جانبها استوعبت السعودية هذه الرسالة جيدًا، وقامت بالرد على رسالة روسيا، حين أصدر 55 من علماء الدين في المملكة العربية السعودية بيانًا، دعوا فيه كل الفصائل السورية إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة في وجه "التدخل الروسي في سوريا" الذي قالوا إنه لم يأت إلا لإنقاذ نظام بشار الأسد من هزيمة محققة.

وأكدوا أن روسيا دولة كافرة، شنت حربًا على دولة مسلمة، وهذا الأمر يستوجب تدخل الدول الإسلامية، ما يؤكد رغبة السعودية في تحويل ضرب روسيا لمعاقل تنظيم داعش في سوريا إلى حرب على الإسلام.

موازنة حرجة بين موقف مصر من الضربات الروسية وعلاقاتها بالسعودية

الأمر يمثل مشكلة لمصر لمصر، حيث تأييدها الواضح للضربات الروسية الموجهة للجماعات الإرهابية في سوريا، والعلاقات الاستراتيجية والمصيرية التي تربطها بالسعودية وبقية دول الخليج التي يرى أغلبها ضرورة إسقاط بشار الأسد، لأنها تعد استمراره انتصارا لإيران في الحرب الباردة الدائرة معها في المنطقة، وربما هذا ما يفسره تصريح وزير الخارجية المصري المكمل لإيضاح موقف مصر من ضربات روسيا في سوريا، إذ دعا إيران إلى انتهاج ما وصفه بسياسات إيجابية في منطقة الشرق الأوسط

وبالرغم من القلق المصري الواضح من موقف الخليج الرافض للضربات الروسية في سوريا، فقد راهنت القاهرة على روابطها القوية والعميقة مع السعودية التي ربما تتأثر، لكنها لن تصل إلى مستوى الاهتزاز.

استحالة قيام حرب عالمية ثالثة

وقال اللواء مهندس حمدي جبر عامر - خبير استراتيجي، إن السعودية لديها خلافات مع سوريا وروسيا والعراق واليمن، وتريد الزج بمصر إلى هذه المشاكل، مشددًا على أن مصر دولة محورية ولا ينبغي لها معاداة أي دولة من أجل السعودية، مؤكدًا على أهمية التوازن في علاقتها الخارجية في هذا التوقيت تحديدًا، حيث أن مصر دولة رائدة ولن تكون تابعة للسعودية.
 
وأضاف "عامر" - في تصريح خاص لـ"الفجر" - أنه سيكون هناك موقف من السعودية تجاة مصر، بعد تأييدها لضربات روسيا لداعش وجبهة النصرة، ستكون في إطار تخفيض حجم المعونات التي ترسلها لمصر، إلا أن العلاقات بين البلدين كبيرة وعلى مستوى أكبر من هذه المعونات.
 
ونفى "عامر" ادعاءات المعارضة السورية بتوجيه روسيا ضربات لها، مؤكدًا على أن روسيا تمتلك صواريخ حديثة وأقمار صناعية لرصد مواقع داعش وتحديد أهدافها.

وأكد "عامر" استحالة قيام حرب عالمية ثالثة، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا بين أمريكا وروسيا وفرنسا من خلال إطلاق الصواريخ على داعش، والتي تمر على تركيا، لافتاً إلى أن تركيا بها صواريخ أمريكية مضادة للصواريخ الروسية، وكان من الممكن أن تعرض الصواريخ الروسية، إلا أنها لم تقم بذلك.

الحفاظ على المستوى الأدنى من العلاقات بين مصر والسعودية

ومن جانبه أشاف اللواء نبيل فؤاد - مساعد وزير الدفاع سابقًا، أن مصر لم تؤيد روسيا تأييد كامل، مشيرًا إلى أنها أيدت حربها على الإرهاب، مشددًا على أنها كانت بعيدة عن موقف السعودية بروسيا، حيث أن تصريحات وزير الخارجية المصري جاءت في إطار الحفاظ على سوريا ومحاربة الإرهاب بشكل عام.

ولفت "فؤاد" - في تصريح خاص لـ"الفجر" - أن العلاقات بين مصر والسعودية، ليست على ما يرام خلال الفترة الأخيرة، وهناك تأثيرات عديدة عليها، لافتًا إلى توقف اتفاقية القوى العربية المشتركة، إلا أنه من مصلحة البلدين أن يكونوا في جانب واحد، ولذلك وبرغم بعض العوامل الأخيرة، إلا أن البلدين يحافظان على استمرار المستوى الأدنى من العلاقة بين البلدين.