أحمد شوبير يكتب : الأهلي فى خطر

الفجر الرياضي



كواليس الجلسة الأخيرة لمجلس إدارة الأهلى

صمت مدير عام الأهلى أمام اتهامات د. أحمد سعيد له بالتسريبات

الإنقاذ هل يأتى من داخل المجلس أم خارجه؟

■ لماذا غضب الشيخ لأول مرة بهذه الطريقة؟ ■ كيف قدم رئيس الأهلى استقالته؟

ما حدث داخل اجتماع مجلس إدارة الأهلى الأخير لا يمكن أن يمت للأهلى ومبادئه وقيمه وهيبته بأى حال من الأحوال على الإطلاق ودعونا نبدأ الحكاية من أولها، فليس عيبا على الإطلاق أن يكون هناك خلاف فى وجهات النظر بين السادة أعضاء مجلس الإدارة بل الأصل هو الاختلاف حتى تصل فى النهاية إلى الصالح العام للنادى الأهلى ولا يخفى على أحد أنه فى أيام صالح سليم ومن بعده حسن حمدى كانت هناك اختلافات كثيرة فى وجهات النظر، إلا أن شخصية رئيس النادى فى النهاية كانت تفرض الاحترام على الجميع لذلك لم نسمع أبدا عن تشابك أو مشاحنات تصل إلى حد التطاول بالألفاظ داخل مجلس إدارة الأهلى، ويبدو أن هذا ما يحدث الآن فالجلسة الأخيرة لم تكن تحمل أبدا أى بوادر لانقسامات أو أزمات، فجدول الأعمال الذى كان يشتمل على 12 نقطة أبرزها إعادة تشكيل المنظومة الإعلامية داخل النادى الأهلى، بالإضافة إلى التجديد لمدير عام النادى الأهلى مع تجديد تفويض رئيس النادى فى إدارة ملف كرة القدم، أى أن جدول الأعمال لم يكن ينتظر أى مشاكل على الإطلاق، وبالفعل بدأت الجلسة بعيدا عن جدول الأعمال، حيث طلب رئيس الأهلى الموافقة على تعيين سمير عدلى مديراً للعلاقات الكروية العامة ووليد مهدى منسقا للشئون الإعلامية داخل فريق الكرة وهما منصبان جديدان على الأهلى، وهو ما أثار اندهاش السادة أعضاء المجلس حتى المقربين من رئيس النادى، ولكن نظرا لسقف الراتب المادى بالإضافة إلى وساطة سمير زاهر صديق الرئيس وافق المجلس ولم تكن هناك أى مشكلة فى هذا الملف ثم بعده انتقل الأعضاء إلى مناقشة بعض القضايا العامة دون أدنى مشكلة حتى وصلوا إلى المنظومة الإعلامية داخل النادى الأهلى، وكان هناك قرار سابق بإسناد هذا الملف للدكتور أحمد سعيد نائب الرئيس، فبدأ فى عرض تصوراته وقدم تصورا ممتازا للمرحلة القادمة ثم اقترح عودة السيد جمال جبر مديراً للمنظومة الإعلامية لكن فوجئ باعتراض شديد من رئيس النادى بحجة أن جبر كان قد استبعد من قبل وبالتالى لا يليق على الإطلاق عودته مرة أخرى فكان رد أحد الأعضاء أن سيد عبدالحفيظ مدير الكرة كان قد تم استبعاده بل إقالته ثم عاد بناء على ترشيح من رئيس النادى نفسه ولم يعترض أحد وأن مصلحة الأهلى تقتضى إعادة جبر مرة أخرى خصوصا بعد الفشل الإعلامى الذريع لهذه المنظومة مرة أخرى، ومن لا يعرف أن طريقة تشكيل المنظومة شابها الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب، فعلى سبيل المثال أنها كانت تضم صحفية شابة تدعى هبة من كبار مشجعى «وايت نايتس» رابطة مشجعى الزمالك الشهيرة بالإضافة إلى بعض علامات الغموض ناهيك عن عدم وجود أسماء تنتمى للأهلى، وهو ما أثار غضب معظم أعضاء المجلس ورغم المحاولات المستميتة التى بذلها رئيس النادى بكل الطرق لاستمالة عدد من الإعلاميين إلى صفه إلا أن التيار ظل عاليا ضد المجلس والكثير من قراراته نظرا لحالة التخبط الشديد التى صاحبت معظم القرارات الخاصة بالإعلام داخل الأهلى، ومن أكثر ما أثار غضب بعض أعضاء المجلس هو طريقة التعاقد مع العضو المنتدب لقناة الأهلى الذى كان يكلف خزينة النادى الأهلى 25 ألف جنيه شهريا دون أى واجبات أو مهام عمل ما اضطر رئيس الأهلى فى النهاية إلى إقالته رغم الصداقة العنيفة والقديمة التى تجمعهما إلا أن ضغوط الأعضاء كانت أقوى بكثير من محاولة فرضه واستمراره فى منصبه.

وكالعادة انضم إلى الحديث كامل زاهر أمين الصندوق وعماد وحيد عضو مجلس الإدارة بالإضافة إلى محمد عبدالوهاب فلم يجد الرئيس بدا من الموافقة ولكن بتحفظ شديد على اسم جمال جبر، حيث اتهمه مدير النادى بتسريب تقرير علاء عبدالصادق للإعلام وأيضا بأنه يعمل ضد مصلحة الأهلى عن طريق تسريب العديد من الأخبار، وهو ما جعل أحمد سعيد يشتاط غضبا وعنف مدير النادى وسأله عن باقى التسريبات التى تخرج من مكتبه وضرب له العديد من الأمثلة عن أخبار كثيرة خرجت من مكتب مدير الأهلى فلزم الأخير الصمت تماما ولم يستطع الرد بأى كلمة على اتهامات د.أحمد سعيد ثم فاجأ الرجل المجلس بالاستفسار عن قصة مقاطعة بعض الإعلاميين، وطلب أن يطلع على القرار فكانت المفاجأة أنه لا يوجد أصلا قرار من مجلس إدارة النادى بالمقاطعة لأى من الإعلاميين وأن كل ما حدث أنه تم الاتفاق بين رئيس الأهلى ومدير النادى بإبلاغ الإعلام عن طريق المتحدث الرسمى صلاح يحيى بهذا القرار لذلك أصيب الجميع بالصدمة من إقحام الأهلى فى أزمات ومشاكل هو فى الأصل فى غنى عنها لدرجة أن أحمد سعيد قال: بدلا من أن نعتمد على أبنائنا التحسين صورة الأهلى إذا بنا خسرهم الواحد تلو الآخر، لذلك صمم سعيد على موقفه وحاز الأغلبية المطلقة للقرار، واستمرت الجلسة مع عوامل الشد والجذب، ووضح أن الرئيس فقد السيطرة تماما على قيادتها حتى جاء وقت مناقشة ملف كرة القدم وهنا طلب مدير النادى تجديد التفويض لرئيس النادى فى إدارة ملف كرة القدم ليفاجأ الجميع بطاهر الشيخ نجم الأهلى السابق ولاعب الكرة الوحيد داخل المجلس بطلب أن يتولى هو ملف الإشراف على كرة القدم، وهو ما أصاب رئيس الأهلى بالدهشة ليصرح قائلا أنه من المعروف أن رئيس الأهلى هو من يتولى الإشراف على كرة القدم فصرخ الشيخ قائلا أن هذا قد يكون صحيحاً مع صالح سليم لأنه نجم كرة قدم كبير أو حسن حمدى أو الخطيب لأنهما على خطى صالح سليم لاعبان كبيران، وبالتالى من السهل لهما أن يقودا منظومة كرة القدم، أما أنت فحسب معلوماتى لم ترتد الشورت مرة واحدة فى حياتك، وهو ما أصاب رئيس الأهلى بالدهشة الشديدة واضطر للاستعانة بصديقه محمد عبدالوهاب الذى تدخل لاقناع طاهر الشيخ بأن من الأفضل أن يتولى رئيس الأهلى الملف لما له من خبرة إدارية تؤهله لقيادة هذا الملف فإذا به يواجه انفجاراً جديداً عن طاهر الشيخ مكررا عليه نفس القول بأنه عليه أن يصمت تماما لأنه لا يعرف شيئا عن كرة القدم بل إنه زاد الأمر عندما سأله عن التعاقدات ولماذا يقحم نفسه فيها خصوصا أنه ليس مفوضا من قبل المجلس لعقد الصفقات بل إنه طلب منه الابتعاد تماما عن ملف الصفقات، منعا للقيل والقال وصمم على طلبه بأن يتم تعيينه مسئولا عن ملف كرة القدم من قبل مجلس الإدارة ثم صرخ قائلا: سنة ونصف وأنا ساكت تماما لم أتدخل فى أى شىء اسمع عن أخبار التعاقدات والصفقات من البرامج وأقرأها فى الصحف وكأننى لست عضوا فى مجلس الإدارة، أعانى تماما من التجاهل التام ولم أتدخل فى شىء على الإطلاق حتى لا يقال أننى أعطل مسيرة الفريق لكن النتيجة جاءت خسائر مستمرة وفقدان لكل البطولات لذلك أنا مصمم على موقفى وأحتكم لمجلس الإدارة للتصويت ليفاجأ الجميع بصوت رئيس النادى معلنا استقالته وأنه لن يدخل النادى بعد اليوم، وتكهرب الجو بشدة داخل المجلس خاصة بعد خروج رئيس المجلس وهرع خلفه كامل زاهر أمين الصندوق وعماد وحيد عضو المجلس المقرب جداً من الرئيس بينما اتجه أحمد سعيد وطاهر الشيخ إلى جانب آخر خارج المجلس وهرع اليهما محمد عبدالوهاب لمعرفة ماذا يقولان وفى محاولة لإنهاء الخلاف الشديد وهو ما رفضه تماما طاهر الشيخ الذى اندهش الجميع من انفعاله الشديد لأول مرة منذ انتخابه خصوصا أن الرجل معروف عنه دماثة الخلق والهدوء الشديد منذ أن كان لاعبا بالفريق وحتى هذه الجلسة، ونجحت الوساطات وعاد الجميع إلى طاولة المجلس ورفض الرئيس المشاركة فى أى مناقشات وكان أولها التمديد لمدير عام النادى فحصل على الأغلبية وذلك حتى لا يفهم أن هناك لوبى يعمل من داخل المجلس ضد رئيس النادى ثم فاجأ الرئيس الأعضاء بأنه سينصرف وأن استقالته ستكون أمام المجلس خلال أسبوع على الأكثر لأنه -وعلى حد قوله- لا يستطيع العمل فى مثل هذه الأجواء، خصوصا أنه تلقى أكثر من رسالة أثناء مجلسه تؤكد له أن كل أحداث الجلسة تذاع على الهواء مباشرة خصوصا فى البرنامج الذى قرر مقاطعته، فكان غضبه عنيفا ورد فعله شديدا للغاية متهماً بعض أعضاء المجلس بأنهم يعملون ضده ويحاولون تشويه صورته.

وبالفعل غادر رئيس الأهلى الجلسة قبل نهايتها بحوالى 20 دقيقة ما اضطر الأعضاء إلى رفع الجلسة وذلك خوفا من أن يلاحظ الصحفيون المتابعون للجلسة هذه الخلافات الكبيرة إلا أن الأمور كانت قد خرجت مبكرا للإعلام أثناء انعقاد الجلسة، وهو ما دعا رئيس الأهلى إلى طلبه سحب الهواتف من الأعضاء بالإضافة إلى تركيب كاميرات لمراقبة ما يحدث من الأعضاء فى محاولة للسيطرة على الوضع المتفاقم داخل ملجس الإدارة.

أيضا من المفاجآت الهجوم الشديد من عماد وحيد عضو المجلس على علاء عبدالصادق مدير قطاع الكرة السابق الذى وصل إلى طريقة لا يمكن لأحد أن يصدق أنها تخرج من عضو مجلس إدارة النادى الأهلى، خصوصا أن وحيد كان قد أجرى زيارة عائلية لعبدالصادق بعد أن لوح بالاستقالة احتجاجا على ما يحدث مع فريق الكرة، كما أنه ليس خافيا أن رئيس الأهلى كان قد قام بزيارة لعبدالصادق منذ فترة قريبة لإثنائه عن تقديمه استقالته واعدا إياه بتقديم يد العون له خلال المرحلة القادمة طالبا منه الاستمرار فى منصبه وذلك حتى لا يحدث انهيار لفريق الكرة وهو ما استجاب له عبدالصادق نظرا للصداقة المتيمة التى تجمع عبدالصادق برئيس الأهلى، لكن عادوا ليقولوا إذا كان ما يقوله عبدالصادق صحيحا فلماذا لم يقدم استقالته من قطاع الكرة؟ وهو ما أصاب عبدالصادق بالدهشة الشديدة والاستغراب على هذا التحول فى المواقف، خصوصا من أصدقائه الثلاثة داخل المجلس رئيس النادى وكامل زاهر وعماد وحيد ما أصاب عبدالصادق بالصدمة العنيفة.

ورغم أن السيد الرئيس كان قد عقد عدة اجتماعات طوال الفترة السابقة بالسادة مستشاريه الإعلاميين وأحد أقاربه الذى يتمتع بعلاقات قوية مع الجماهير بالإضافة إلى صحف كبير له عمود رأى قوى ومؤثر بإحدى الصحف اليومية طالبا منهم سرعة انشاء صفحة على فيسبوك تهاجم كل من ينتقد رئيس الأهلى واعدا بالدعم الكامل واللا محدود لها إلا أنه فوجئ بوجود صفحة تسمى إنقاذ الأهلى، وأن عدد المنصمين إليها فى أقل من يومين تجاوز 50 ألفاً وهو ما أصابه بالصدمة الشديدة.

ولا يخفى على أحد أن الأستاذ حامد عز الدين الإعلامى الكبير الذى يتميز بمواقفه المؤيدة بشدة للنادى الأهلى بعيدا عن أى اسماء ويعمل مستشارا إعلاميا بلا أجر أو رئيس متطوعا للمنظومة الإعلامية أبدى استياءه الشديدة للطريقة التى تدار بها الأمور، وأعلن للمقربين منه أنه يفكر فى عدم الاستمرار أكثر من ذلك والأمر نفسه ينطبق على إبراهيم المنيسى رئيس تحرير مجلة الأهلى، الذى كان على وشك الاستبعاد من منصبه رغم النجاحات اللا محدودة التى حققها منذ توليه رئاسة تحرير المجلة، حيث يستعد هو الآخر لترك منصبه نظرا لغضبه الشديد مما يحدث معه ومع المخلصين من رجال الإعلام الأهلاوية والتهمة دائما جاهزة وهى أنهم ينتمون إلى جهة حسن حمدى وكأنها تهمة أن يكون هؤلاء ممن شاركوا فى إرساء منظومة إدارية وإعلامية ورياضية شهد الأهلى معها أجمل وأحلى انتصارات وأيضا استقراراً غير عادى قاد الفريق إلى أن يتبوأ أكبر مكانة لنادٍ فى إفريقيا والشرق الأوسط والعالم العربى، ورغم كل ذلك يفاجأون باتهامات شبه يومية تقف خلف أحد أعضاء مجلس الإدارة الذى يركبه ميت عفريت فور أن يسمع اسم صالح سليم أو حسن حمدى فينهال بكل أنواع الهجوم عليهما وكأنهما كان سببا فى دمار الأهلى وهو ما أحزن الجميع لأن ذلك لم يحدث أبدا فى تاريخ النادى الأهلى.. إذن وكما قلت من قبل أن الأزمة فى هيبة الأهلى والخوف من ضياعها والخلافات داخل مجلس الإدارة حيث كان رئيس الأهلى يؤكد دائما أن المجلس يد واحدة وأنه يتعرض لمؤامرة من الخارج أما الآن فقد أصبح الأمر علانية والخلافات واضحة للجميع وبات الإنقاذ حتميا للأهلى من داخل المجلس قبل أن يأتى من الخارج.