عبد اللطيف المناوى: الحياد فى «الغد العربى» غير موجود لأن الإعلام ليس عملاً خيرياً

العدد الأسبوعي

عبداللطيف المناوى
عبداللطيف المناوى


أكد أن الدولة لابد أن يكون لديها إعلامها القوى وإسقاط ماسبيرو من الحسابات خطأ كبير

بحضور تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، وهرناندو دى سوتو الخبير الاقتصادى العالمى ونخبة من رموز السياسة والإعلام والفن عقدت قناة «الغد العربى» الإخبارية التى يتولى رئاستها الإعلامى عبد اللطيف المناوى، الأحد الماضى أول مؤتمر عالمى يتناول السياسات العالمية وأثرها فى تشكيل مستقبل المنطقة العربية، وكان هذا الملتقى بمثابة الإعلان الرسمى عن إطلاق القناة.

عن ذلك أكد المناوى أنه أصر أن يكون الاحتفال بالقناة مختلفاً، بحيث لا يصبح الإطلاق بمعنى الحفل، لكن بمفهوم آخر وهو الاشتباك مع قضايا الواقع، وهو أحد الأنشطة المهمة والمستمرة لقناة الغد العربى، بعقد وإقامة ملتقى دولى يناقش القضايا الآنية لكل فترة من الفترات، وعن اختيار عدد كبير من الأجانب ليكونوا متحدثين فى الملتقى، قال: «هذا الأمر كان مقصوداً حتى لا نحدث أنفسنا»، وكل الأسماء التى تم اختيارها هم مؤثرون فى المراكز الغربية سواء أمريكا أو بريطانيا، ومعظمهم على علم جيد بالمنطقة العربية أو عمل بها، وبالطبع كان هناك تواجد للمفكرين والصحفيين والسياسيين العرب، للنقاش حول القضايا المطروحة، وكانت الفكرة الأساسية هى إثارة الجدل والحوار، وإدارة حوار مختلف مع الأطراف الأخرى.

وفسر حصول القناة على رخصة قناة إخبارية رغم أن الدولة المصرية كانت تمنع ذلك منذ فترة طويلة، بأن الواقع الإعلامى تجاوز كل القوانين الفعلية الموجودة، ووفقاً لقانون رقم 13 المنظم لأعمال البث فى جمهورية مصر العربية واتحاد الإذاعة والتليفزيون يحظر أى محطة من المحطات أن تقدم خدمة إخبارية، ويقتصر هذا فقط على التليفزيون الوطنى، وقال: «الآن إذا نظرنا إلى كل القنوات الموجودة، ابتداء من قنوات الموسيقى وانتهاء بالقنوات المتخصصة نجدها تقدم خدمات إخبارية والموقف تغير، حتى وحدات البث الخاصة القانون يمنعها ويحظرها أيضاً وليس المطلوب هو تغيير هذا الواقع والعودة به إلى ما قبل 25 يناير، ولكن المطلوب تغيير المنظومة القانونية والتشريعية لتتوافق مع طبيعة الوضع الجديد الذى أصبح عليه الإعلام، ولابد أن يشارك فى هذا الأمر ملاك الوسائل الإعلامية، والعاملون فيها وكذلك المشرعون، وممثلو الشعب بعد وجود البرلمان، والمجتمع المدنى، وهناك حاجة لضبط المشهد، ليتم تلبية حاجة المجتمع للإعلام وحماية الإعلاميين.

وعلق على التضييق الإعلامى على عدد من الإعلاميين قائلاً: «الظرف الذى تعيش فيه البلاد شديد الحساسية والتوتر وينعكس على جميع الأطراف، وبالتالى فى حالة عودة البلاد إلى وضع أكثر طبيعية سيعود كل طرف إلى موقعه الصحيح، الإعلامى يعمل كإعلامى، والسياسى يعمل كسياسى، والأمن يعمل كأمن، وهذا لابد أن يستظل كل ذلك تحت مجموعة من القوانين، وفى هذه الحالة الجميع سيشعر بالاستقرار، ولن يكون هناك تضييق أو إعلامى يجلس بمنزله.

وعن كيفية تعامل «القناة» مع الأزمات مثل «شرم الشيخ» والسياحة على سبيل المثال، قال: «بالحقيقة، وإذا أخذنا شرم الشيخ كمثال فهى أزمة حقيقية لها سيناريوهات متعددة، والوضع الطبيعى للنقاش ألا ندفن رءوسنا فى الرمال، ونؤكد أنه لا توجد مشكلة، وألا نجادل ونختار الحل السهل ونؤكد أن هناك مؤامرة، وألا ننساق خلف فكرة الوضع الأمنى المنهار فى مصر فنسير خلف التهليل أو السعادة بما حدث، والوضع ببساطة يكمن فى طرح الاحتمالات المختلفة، وأن تكون الموضوعية هى الشعار وأن يتم فتح المجال لأطراف مختلفة وكذلك تحليلات مختلفة ومعرفة جيداً كيف يفكر الآخر، وما هى ثقافته حتى يتم التعامل معها، حتى وإن كانت هناك وجهة نظر تميل إليها القناة فلابد أن تتم معالجتها بقدر عالٍ من الحرفية، لأنه بالطبع وسائل الإعلام ليست عملاً أو رسالة خيرية، ويرى أن الحلول التى تميل إلى العاطفة ليس هذا وقتها.

وعن تقييمه لعلاقة الإعلام بالرئيس السيسى التى شهدت مؤخراً بعض التوتر وموقف القناة من هذا الأمر، أكد أن العلاقة التى تحكم القناة والدولة بشكل عام هى علاقة قانونية مهنية، مع الوضع فى الاعتبار أن القناة تبث برامجها من داخل مصر، وأهم شىء أكد عليه منذ أن تولى منصبه، هو التعامل وفقاً للقانون فى كل شىء، ابتداء من ترخيص المصعد، وانتهاء برخصة البث، وأشار إلى أن الرئيس السيسى لديه قدرة على التواصل مع البشر بشكل عام، ولديه القدرة بأسلوبه وإقناعه ومنطقه أن يكسب من حوله، وتساءل: «هل هذا يكفى ليكون استراتيجية إعلامية للدولة؟!، وأضاف أن هذا التساؤل لابد أن يتم طرحه على من يدير الدولة من حكومة ووزراء ومسئولين، وينبغى فى النهاية البحث عن استراتيجية واضحة فى التعامل مع الإعلام، وتبدأ هذه الاستراتيجية بسؤال غاية فى البساطة، وغاية فى التعقيد فى نفس الوقت: وهو ماذا تريد الدولة من الإعلام؟.

وبسؤاله عن الأزمة الأخيرة بين قناة mbc مصر وماسبيرو قال: «لدى قدر كبير من التقدير والأمل فى ماسبيرو ومازلت أعتقد أن هذا المكان بما لديه من إمكانات، وما لديه من بعض الموارد البشرية الموجودة، قادر أن يكون له مكان مختلف فى المنافسة، والأزمة فيه تنحصر فى مسألة الإدارة، وأعتقد أن الدولة لابد أن يكون لديها فى هذه المرحلة إعلامها القوى المعبر عنها وعن موقفها بحرفية، وإسقاط ماسبيرو من الحسابات، أحد الأمور التى لوحدثت لكانت خطأ كبيراً، وأن البعد السياسى فى الموضوع هو السبب فى أزمة ماسبيرو وMBC، فى مرحلة تتواتر فيها أحاديث أن هناك توتراً فى العلاقة بين مصر والسعودية، وبالتالى أخطأت MBC فى إصدار هذا المنتج فى هذا التوقيت بهذا الشكل لأسباب مهنية وسياسية.

وعما أثير بأن هناك خطاً موصولاً بين قناة «الغد العربى» وقناة «TEN» لأن المالك واحداً وهو السياسى محمد دحلان، نفى هذا الأمر وقال: إن «الغد الغربى» مؤسسة وten مؤسسة أخرى ليس لهما علاقة ببعضهما، وأن القناة قائمة برأس مال عربى، والنسبة الأكبر للإمارات، وأحد الأطراف هو دحلان.

وعن استعداد القناة للتحديات التى قد تواجهها فى الدول المختلفة مثل إغلاق مكاتبها فى المناطق المتوترة فى الوطن العربى أو الدول الأجنبية، يرى أن الأمر وارد جداً ولا يستبعده ولكن لا يعلم التوقيت، ويعتبر أن هناك قنوات تسعد بهذا الأمر لاستغلاله فى الدعاية عن أنفسهم، لكن فى كل الأحوال حتى يتلافى هذا الأمر عليه أن يحافظ على المهنية فى التغطية.