نكشف حقيقة الصراع بين قائمة سيف اليزل وتحالف تهاني الجبالي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



لم تبدأ الصراعات بين قائمة "في حب مصر" والتحالف الجمهوري، بالبلاغ الذي قالت المستشارة تهاني الجبالي، اليوم الإثنين أنها ستتقدم به للنائب العام، ضد كلا من اللواء سامح سيف اليزل والصحفي أسامة هيكل القياديين بالقائمة.

وترجع الأزمة إلى جذور تعود إلى ما قبل بدأ العملية الانتخابية برمتها، وإن كان قد وصلت إلى ذروتها قبل تقديم البلاغ، حين تم تسريب أو بالأدق إعادة نشر وثيقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"،  قيل إنها توكيل رسمي من سوزان مبارك قرينة الرئيس المخلوع حسني مبارك للمستشارة تهاني الجبالي مؤسس قائمة التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية، كتوكيل عام في القضايا كمحامية منذ عام 2001 قبل تعيينها كقاضية في المحكمة الدستورية العليا، في تلميح إلى أن "الهانم" سوزان هي من عينت "الجبالي" في الدستورية العليا.

ومن جانبها نفت "الجبالي"  صحة هذه الوثيقة، وتبرأت كالعادة مما يتردد عن علاقتها بزوجة المخلوع مبارك، مؤكدة إن موضوع تداول وثيقة – وصفتها بالمزورة - كان من أيام الإخوان وقبل 3 سنوات من الآن، بهدف تشويه صورتها.
 
" شروط تهانى للإنضمام للقائمة"

كانت معركة نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا مع قائمة "فى حب مصر"، قد بدأت منذ تشكيل القائمة نفسها، حيث أكد الكاتب الصحفي مصطفى بكرى في تصريحات إعلامية أنه زار المستشارة، وعرض عليها الانضمام للقائمة، وقتما كان اللواء سامح سيف اليزل يقوم بتشكيلها، بوصفه المقرر العام.

ولكن "الجبالى" قرأت الأسماء التي كانت معها في نفس الكشف، ثم قامت بشطب 33 اسم من إجمالي 40 شخصية، واشترطت استبعاد هذه الأسماء لكى تقبل بالانضمام إليها، وهو ما رفضه القائمون على "حب مصر"،
 
"تضم فلول ورجال أعمال وتستخدم المال السياسي"

وكشفت المستشارة تهاني، عن سر رفضها الانضمام إلى القائمة، في تصريحات إعلامية إن تلك القائمة ممولة من رجال أعمال محسوبين على نظام مبارك، وتضم شخصيات من الفلول ومستخدمي المال السياسي.

ورغم إن اللواء "سيف اليزل" رفض الرد على هذه الاتهامات، واكتفى بقوله أن المستشارة تهاني صديقة عزيزة وأخت فاضلة، ولكن استمرت الجبالي في تكييل الاتهامات لقائمة "في حب مصر"، وخرج الفريق حسام خير الله القيادي بالتحالف الجمهوري، ليتهم قائمة "اليزل" بأنها مدعومة من الدولة، وأن أحد المؤتمرات الانتخابية التي كان التحالف بصدد الإعداد لها قد تم إحباطه بسبب تدخلات أمنية لصالح قائمة اليزل.
 
"بلاغ للنائب العام بتهمة التحالف مع الإخوان"

وخلال اليوم الثاني من التصويت بالمرحلة الثانية، دخلت المستشارة تهاني بالصراع إلى منعطف شديد الخطورة، حيث اتهمت خلال مؤتمر صحفي لها اليوم، قائمة "في حب مصر" بعقد صفقات مع جماعة الإخوان، لافتة إلى أنها ستتقدم ببلاغات للنائب العام بذلك، بينما أكدت "فى حب مصر" أنها سترد بالقانون.

وقالت "الجبالي" خلال كلمتها بالمؤتمر، أن اللواء سامح سيف اليزل، المقرر العام لقائمة في حب مصر، اجتمع مع قيادات إخوانية في الخارج وتحالف مع تنظيم الإخوان للحصول على أصواتهم، واصفة ذلك بالاختراق للأمن القومي المصري، لافتة إلى أنها ستتقدم بهذه الوقائع في بلاغ إلى النائب العام.

وأوضحت أن قيادات قائمة في حب مصر اجتمعت مع ممول الإخوان في الكويت وهذا يعتبر اختراقًا للأمن القومي المصري، مشيرة إلى أن المشهد الانتخابي ظرف مؤقت ولا يتجاوز أبدًا ليصل لفكرة الخيانة العظمى كما يحدث على حد وصفها.

وتابعت: "هناك صفقة وتواطؤ بين في حب مصر والإخوان والولايات المتحدة الأمريكية، لإعادة جماعة الإخوان للحياة السياسية".
 
 
"خبراء سياسيون: صراع على كرسي لا يستحق"

قال الكاتب الصحفي محمود نفادي، المتخصص في الشؤون البرلمانية ورئيس رابطة المحررين البرلمانيين، إن ما يحدث لا يعدو كونه صراع على كرسي البرلمان، لافتا إلى أن هذا الكرسي لا يستحق أن نوصل الأمور إلى هذا الحد، مشددًا على أن شرف المنافسة يقتضي ألا تصل الأمور إلى التراشق بتهمة خيانة الوطن.

وأضاف "نفادي" إن المستشارة تهاني أوصلت الأمور إلى تهم لا يقبلها العقل، ولا يصدقها أحد، مستبعدًا أن تكون قيادات بحجم اللواء سامح سيف اليزل يمكن أن تتحالف مع الإخوان.

وتابع: مثلما نستبعد أيضا أن تكون الجبالي يمكن أن تتحالف مع الإخوان؛ لأن الوطنية ليست حكرا على أحد، والمنطقي أن نثق في رموزنا الوطنية. 

بينما قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسى محمد طرابيه الخبير في الشؤون الحزبية والبرلمانية، إن مثل هذه الصراعات الانتخابية التي تضمنت تبادل اتهامات وصلت للإضرار بالأمن القومي، تمثل إساءة بالغة لبعض الجهات المحترمة التي كان يعمل بها قادة هذه القوائم الانتخابية، مثل المحكمة الدستورية العليا والأجهزة السيادية والمقاعد الوزارية وغيرها.

وأوضح "طرابيه" أن الصراع المشتعل بين المستشارة تهاني الجبالي واللواء سامح سيف اليزل سببه الأساسي أن كل منهما يقود قائمة انتخابية، وكليهما يؤكد أنه مسنود من جهات عليا في الدولة، كما أن تهاني تعلم أن هذه المعركة بالنسبة لها حياة أو موت – كما يقولون، حيث أنها إذا نجحت على رأس القائمة، تطمح إلى أن يتم فتح الباب أمامها للترشح على منصب رئيس مجلس النواب، أو على الأقل يتم تزكية ترشيحها لمنصب وكيلة المجلس.

أما سيف اليزل فيراهن على أن قائمته ستفوز بجميع مقاعد القوائم الـ 120 على مستوى الجمهورية،  ويعلم جيدًا أن الفوز بهذه المقاعد بنسبة 100% ، سيمكنه من الفوز بزعامة الأغلبية تحت القبة، إضافة إلى رئاسة لجنة الدفاع والأمن القومي.

وشدد الخبير السياسي، على أن هذه الصراعات تسيئ للعملية الانتخابية وللمشهد السياسي والديمقراطي بوجه عام.


ومن جانبه قال أحمد بهاء الدين شعبان القيادى بالحزب الشعبي الاشتراكي إن العملية السياسية برمتها أشبه بمسرحية هزلية، وما كان على قامة بحجم المستشارة تهاني الجبالي، أن تشارك في هذه اللعبة، موضحًا أن القيادات ذات التاريخ الوطني حين تقبل أن تكون جزء من منظومة مليئة بالأخطاء، وتتنافى مع مبادئها، فإنهم يخرجون بلا مكاسب وربما يخسرون تاريخهم.
  
وأشار "شعبان" إلى أن كثير من رموز اليسار الوطني قبلوا مناصب وزارية بعد 25 يناير، ولم يستطع أحدهم أن يغير شيئًا، وخرجوا بعد أن أدركوا أنهم أختيروا فقط لتجميل الصورة، في مقدمتهم المناضل الكبير كمال أبو عيطة والدكتور جودة عبد الخالق والمبدع جابر عصفور، موضحًا أنه حين طرح إسم المستشارة تهاني كمرشحة لمنصب وزيرة العدل وقتها قلت: "لو عرضوا عليها أنصحها بالرفض، لأنها لن تستطيع أن تطبق مبادئها طالما المنظومة نفسها لا تتغير بتغير الأسماء والأشخاص".