في ذكرى وفاته "عامر منيب" يقدم هدية لـ"الجيش" بعد رحيله "بروفايل"

الفجر الفني

بوابة الفجر


عامر منيب، هو واحد من الفنانين الذين رحلوا في سنوات الشباب، وقد كان خبر وفاته بمثابة صدمة للجميع، نظرًا لاتسامه بالهدوء الشديد وإحساسه العالي الذي جعله يدخل قلوب معجبينه ومحبيه.

 

لقبه جمهوره بـ"ملك الرومانسية"، وتحل الذكرى الخامسة لوفاته يوم 26 نوفمبر، ويلقي "الفجر الفني" أهم وأبرز اللقطات والمقتطفان الفنية في حياة الراحل "عامر منيب".

 

حياته الشخصية

 عامر محمد بديع منيب, من مواليد حي الدقي بالجيزة, ولد في الثاني من سبتمبر عام 1963, لعائلة فنية حيث أن جدته هي الفنانة الراحلة ماري منيب, ترك خلفه زوجتة السيدة "إيمان الالفي" و بناته الثلاثة "مريم" و "زينة" و "نور".

 

بداية مشواره الفني

قام بتكوين فرقة موسيقية صغيرة انتقل بالغناء بها في الفنادق الكبري، لم يكن له أغاني خاصة به في بداية مشواره،  بل كان يقدم أشهر وأجمل أغاني التراث القديم مثل  "عبدالحليم حافظ" وحقق بها شهرة جيدة، ثم قرر أن يكون له لون غنائي خاص به وقرر أن يصدر أول ألبوم غنائي له يحمل صوته بأغانيه المستقله، وبالفعل بدأ "عامر" في تجهيز ألبومه الأول علي نفقته الخاصة، ولكونه لم يكن يملك من المال ما يعينه علي إنتاجه، قام ببيع سيارتة الخاصة بل واستدان من أصدقاءه لكي يتمكن من دفع أجور فرقته الموسيقية والإستديو.

 

ورغم ضيق اليد, أصر علي أن يتعاون مع مجموعة من كبار الشعراء و الملحنين رغم أجورهم المرتفعة مثل "مدحت صالح" و "صلاح الشرنوبي" و "رياض الهمشري" وأخرين، واستدان مرة اخري من أجل طبع الألبوم و توزيعه، وبالفعل أصدر الالبوم الأول بعنوان "لمحي" عام 1990، ورغم الدعاية المحدودة إلا أن الألبوم حقق نجاحًا نسبيًا دفعه للاستمرار علي الساحة, حيث كتب بالألبوم شهادة ميلاده الفنيه, فبدأت عروض شركات الإنتاج تتوالى عليه بعد أن أصبح له قاعدة جماهيرية  نسبية من جمهور الشباب.

 

ذكريات طريفة في حياته

مر "منيب" بالعديد من الذكريات الطريفة مع جدته الفنانة ماري منيب, التي اختارت له اسم "عامر"، نظرًا لحبها الشديد للمشير "عبدالحكيم عامر"، ومن بين هذه المواقف "علقة ساخنة" تلقاها على يدها بسبب "شقاوته".

ماري منيب، رغم الكوميديا التي كانت تظهر بها إلا أنها كانت "جدة" حازمة مع أحفادها، وكانت شقاوته تسبب لها القلق الدائم، ففي إحدى المرات وأثناء تناول العائلة الطعام رفض تناول شوربة العدس، التي كانت تصمم ماري على تواجدها باستمرار.

 

وعلى الرغم من أن العائلة كانوا يخافون من غضبها إلا أنه لم يهتم ورفض تناولها، وعندما أصرت جدته وحاولت أن تجبره عليها، ضرب الطبق بيده فتناثرت محتوياته على الجميع بما فيهم جدته، فما كان من الأخيرة إلا أنها نهضت مسرعة وضربته علقة بـ"العصا".

 

شعر "منيب" وقتها بالغضب من الجدة ورفض تناول الطعام وجلس بعيدًا يبكي ورغم ذلك لم تصالحه الجدة ولم يتنازل هو عن موقفة إلا عندما صالحته والدته

 

أبرز ألبوماته

بدأ اسم عامر منيب، يترنن نتيجة صوته وقوة إحساسه في أغانيه العديدة مما جعل شركات الإنتاج تتهافت عليه، وتعد أبرز ألبوماته "لمحي, ياقلبي ,أول حب, علمتك, فاكر, أيام وليالي, وياك, الله عليك, حب العمر, هاعيش, كل ثانية معاك, حظي من السما"، وهو أخر ألبوماته من إنتاج شركة عالم الفن عام 2008.

 

كليباته

فاكر, مالقيتش زيك, الله عليك, يا قلبي, إيه الحكاية, وياك, كل ثانية معاك, أول حب, راح فيت الغرام, فيك حاجة, شوق و حنين, طول الليالي, لو عرفوا رحمتك, ايام و ليالي.

 

عامر والسينما

كان من الطبيعي أن تلتفت له أنظار منتجي ومخرجي السينما نتيجته شعبيته وجماهيريته التي حصل عليها من جمهوره، وكانت أولى أفلامه "سحر العيون"، مع حلا شيحة ونيللي كريم، وتم عرضه في موسم 2002، وحقق نجاحًا جماهيريًا طيبًا، حيث تجاوزت إيراداته حاجز الـ2 والنصف المليون جنيه.

 

ثم جاء فيلمه الثاني "كيموا وأنتيموا" مع مي عز الدين ووحيد سيف، تأليف محمد البيه وإخراج إيناس النجار، وتم عرضه في سباق موسم 2004، تحديدًا في شهر مارس، وقام أيضًا بفيلم "كامل الاوصاف" ويعد التعاون الثاني مع الفنانة حلا شيحا في موسم 2006، وفيلمه الاخير في العام "الغواص" مع النجمة داليا البحيري وحسن حسني، وإخراج فخر الدين نجيدة، ولم يحقق الفيلمان الأخيران نجاحُا جماهيريُا يذكر، وبرر "عامر" منيب فشل التجربتين بالتوقيت السئ الذي تم عرضهما فيه.

 

وفاته

توفي صباح يوم السبت 26 نوفمبر 2011، في مستشفى دار الفؤاد عن عمر يناهز 48 عامًا بعد صراعٍ طويلٍ مع مرض السرطان دام أكثر من عامين.

 

دخل المستشفى متأثرًا بهبوط حاد في الدورة الدموية وظل طوال أيامه الأخيرة في غيبوبة شبه كاملة داخل غرفة العناية المركزة، وبعد إجراء عملية إزالة جزء من القولون بألمانيا، إلا أن حالته الصحية قد تدهورت ليصاب بهبوط آخر شديد الحدة في الدورة الدموية.


شيعت جنازته من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، ودُفن في نفس قبر جدته ماري منيب،وأقيم العزاء في مسجد ودار مناسبات الشرطة قرب طريق صلاح سالم في يوم الأربعاء 30 نوفمبر عقب صلاة المغرب.


عامر منيب والجيش المصري

رغم غيابه عن عالمنا، إلا أن النجم المصري الراحل عامر منيب شارك المصريين في الأحداث التي يمرون بها حالياً من خلال هدية أرسلها القدر عنه، فقد سجل أغنية للعسكرية المصرية قبل وفاته بفترة كبيرة، ولكنه أجل إطلاقها، وكأن قلبه شعر بأن الأغنية لم يأت أوانها المناسب بعد، حتى وفاته المنية، لتقرر زوجته عرض الأغنية بعد أحداث 30 يونيو كهدية من روح الراحل للجيش المصري.


أهدت زوجته الأغنية إلى إذاعة "نجوم إف إم"، وهي من كلمات سيد حجاب وألحان صلاح الشرنوبي، وتقول كلماتها: "من قلب أمتنا تحية عسكرية، رمز للفداء والتضحية درع السلام والحرية، خير جنود الأرض فرباط ليوم العرض، يحموا الشرف والعرض ويفرضوا النور فرض".


قيل عنه أنه كان على خُلقٍ عظيم، وكان يتمنى أن يقوم بتسجيل صوته بتلاوة القرآن الكريم كاملاً بعد أن يترك الغناء، كما أنه صاحب فكرة البرنامج الخيري طوق نجاة، وقد خصص جزء كبير من ماله لهذا العمل الخيري قبل وفاته.