بعد الحادثة الرابعة للطيران الروسي.. خبراء يكشفون سبب سقوط "الهليكوبتر"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



 يبدو أن مسلسل سقوط أو إسقاط الطائرات الروسية لن ينته قريبا، حيث فتحت واقعة سقوط إحدى المروحيات الروسية صباح اليوم الخميس، الباب أمام العديد من التساؤلات حول الأسباب التى تؤدى إلى سقوط الطائرات، وهل يختلف التعامل مع طائرة مروحية عن التعامل مع طائرة بأجنحة ثابتة، وما هى الفوارق بينهما. 

حيث سقطت المروحية الروسية المنكوبة فى إقليم كراسنويارسك بروسيا، ووصل عدد الضحايا إلى  15 قتيلًا حتى الآن، فالمروحية تنتمى إلى طراز  “مي-8″، وسقوطها بنهر ينسي المتجمد حاليًا دون نشوب حريق، وعلى متنها 22 راكبًا، و3 من طاقم الطائرة. 
 
وقال اللواء مهندس فؤاد الجيوشى بالقوات الجوية سابقا، إن الفرق بين الطائرة المروحية "الهليوكوبتر" والطائرة العادية يكمن فى أن المروحية هى  طائرة ذات أجنحة دوارة، حيث تستمد المروحية  قوة الرفع من دوران الريش حول العمود.

وأوضح أن الميزة الأساسية للمروحية هي دورانها حول نفسها في الجو وحفاظها على قوة الرفع دون الحاجة للتحرك للأمام، كما أنها تستطيع الإقلاع والهبوط عموديًا دون الحاجة لمدرج؛ و لهذا السبب فإن لها المقدرة على الوصول لأماكن مكتظة أو جبلية، حيث لايمكن للطائرات ذات الجناح الثابت فعل ذلك.

وأشار "الجيوشى" إلى أن  المروحية تستخدم لأداء بعض المهمات التي لا تستطيع الطائرات الأخرى القيام بها، بسبب خصائصها التشغيلية الفريدة، مثل قدرتها على الإقلاع والهبوط عموديًا، والبقاء ثابتة بالجو لفترات طويلة من الوقت، بالإضافة إلى قدرتها على التعامل بحالات السرعة الجوية المنخفضة.

وأوضح مهندس الطيران العسكرى أن قدرة المروحية على التحليق بالقرب من الأرض يكشف عن المخاطر التى يمكن أن تتعرض لها، وفى مقدمتها إمكانية إسقاطها بصاروخ قصير أو متوسط المدى، خاصة وأنها تستخدم بشكل كبير فى الأغراض العسكرية المتعلقة بمكافحة الإرهاب فى المناطق الجبلية والسكنية، ولذلك تستخدمها القوات المسلحة لقصف البؤر الإرهابية فى شمال سيناء.
وأضاف: عملية التشغيل غير الآمنة قد تسبب فقدان السيطرة على الطائرة،  وتحدث عندما تكون المروحية غير قادرة على وقف هبوطها،  أو عندما يختل توازن نظام الدوار حين  يكون عدد الدورات بالدقيقة (RPM) أقل من المطلوب فيعجز المحرك عن المحافظة على الطيران.
 
ومن جانبه قال اللواء طيار محمد أبو بكر الخبير العسكرى والاستراتيجى إن الطائرات المروحية بشكل عام تتعرض إلى عدة مخاطر تختلف عن الطائرة الثابتة، لافتا إلى أن طائرة روسيا التى سقطت فى سيناء لم تكن مروحية، ولذلك استبعدنا منذ اللحظة الأولى إسقاطها بصاروخ؛ لأنها تحلق على ارتفاع كبير بعيدا عن الأرض، أما المروحية فلا تتعرض فقط لخطر الاصطياد بالصواريخ، ولكن من الممكن أيضا أن تصطدم بالأسلاك المعلقة أو الأشجار عند الطيران بارتفاع منخفض أو الإقلاع والهبوط بأماكن مثل الغابات وما شابه ذلك.

وأوضح خبير الطيران، أن تحليق الطائرة فى أجواء من الغبار البني  أو فى حالة من البياض عند تساقط الثلج، أو فى وجود عاصفة رملية أو ثلجية مصغرة يسببها إقلاع المروحية، من عوامل فقدان السيطرة عليها، مرجحا أن الطائرة الروسية التى سقطت اليوم قد تكون تعرضت لتلك العاصفة الثلجية، بسبب قربها من النهر المتجمد الذى سقطت به،  متوقعا أن يكون ذلك قد حدث بسبب خطأ ميكانيكي أو ضعف بالدفع لدى دوار المروحية، أو انخفاض بقوة تسارع الريش.
 
وفى سياق متصل أشار اللواء طيار سمير ميخائيل إلى أن هناك أسباب عديدة تشترك فيها الطائرات المروحية وذات الأجنحة الثابتة، وقد أوردتها تقارير الاتحاد الدولي للنقل الجوي، والمنظمة الدولية للطيران المدني، موضحا أن الحوادث قد ترجع لأسباب بشرية، مثل تصرف خاطئ من قبل أحد أفراد طاقم الطائرة أو الفنيين الأرضيين، أو أخطاء الرقابة الجوية، أو أسباب طبيعية مثل سوء الأحوال الجوية المفاجئة.

ولفت إلى أن الأسباب الفنية تتمثل في حدوث خلل في أنظمة الصيانة، أو أعطال مفاجئة، أو أسباب تصنيعية، مشددا على أن احتمال تعرض  أى طائرة فى العالم  لعمل إرهابي، يأتى كأحد أهم الأسباب المتخوف منها في ظل الأحداث السياسية المتوترة التي يشهدها العالم.

وتابع " ميخائيل": يعد وزن الطائرات عامل مهم في التقليل من مخاطر التعرض للسقوط، ويختلف الوزن المثالى للطائرة ذات الأجنحة الثابتة عن وزن المروحية التى تكون غالبا أخف وزنا.