دينيًا وكنسيًا..أسباب دفعت البابا تواضروس للسفر للقدس والصلاة بنفسه على المطران

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


جلوس البابا تواضروس الثاني، على كرسي الكنيسة المصرية، في 18 نوفمبر 2012، كان بمثابة انفراجه لدى الساعين بكافة قواهم لاقناع الكنيسة بالعدول عن قرار البابا الراحل شنودة الثالث، في تطبيق الحرمان الكنسي على كافة الأقباط الذين يسافرون إلى القدس.

 

إلا أن البابا تواضروس، أحبط كافة المساعي، بإعلانه السير على خطى البطريرك الراحل شنودة الثالث، في منع الأقباط من السفر إلى القدس.

 

لما لم يفوض البابا تواضروس وفد كنسي للصلاة على مطران القدس؟؟.. ما الأسباب التي "دفعته" للسفر بنفسه؟؟

 

قرار سفر البابا تواضروس للقدس لم يتخد في لحظة عاطفية أو اندفاعًا بل كان قرارًا مدروسًا- حسبما عبرت الكنيسة، لاسيما أن رحيل الأنبا أبراهام، مطران الكرسي الأورشليمي (القدس) والشرق الأدنى، حدث جلل، تهتز له الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للأسباب التالية:-

 

1-    الأنبا أبراهام، الذي رحل أمس الأربعاء، يحتل منصب الــــرجـــل الـــثـــانـــي في المجمع المقدس، أي أنه لا يوجد أعلى منه سوى البابا شخصيًا، وذلك المنصب كنسيًا يحتم أن يكون البطريرك شخصيًا هو الذي يترأس صلاة الجنازة وليس أي أسقف آخر من الكنيسة.

 

2-    من الطبيعي أن يفوض البطريرك وفد كنسي رفيع، يتكون من عدة أساقفة ومطارنة، للصلاة على المتوفي، كما هو الحال، عند وفاة أحد أثناء زيارة البطريرك للخارج، إلا ان رحيل الرجل الثاني في الكنيسة له طابع خاص، حيث قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن المطران الراحل أوصى في وصيته بأن يُدفن في القدس، ولولا تلك الوصية لما كان السفر قد حدث.

 

3-    وفي العُرف الكنسي، لايصح أن يُصلي "قس أو قمص أو راهب" على أسقف، أكبر منه من حيث الرتبة الكنيسة، كذلك لا يصح أن يصلي "أسقف" على مطران، ومن الناحية الكنيسة لا يوجد رتبة أكبر من المطران إلا البطريرك "البابا"، وعدد الذي وصلوا لرتبة مطران في الكنيسة المصرية ليس بكثير، فعلى سبيل المثال الذين وصلوا لها هم الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، والأنبا بيشوي مطران دمياط، والأنبا ويصا مطران البلينا، وعدد قليل، من أعضاء المجمع المقدس، بينما البقية "أساقفة".

 

4-    قال نادر صبحي سليمان، مؤسس حركة شباب كريستيان: إن الأنبا أبراهام قضى في خدمة الكنيسة 72 عامًا، ويُعتبر مثل الأنبا ميخائيل- شيخ مطرنة مصر الراحل، والذي سافر البابا الى اسيوط للصلاة عليه في 2014، وكذلك عندما رحيل الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف، الذي دفع البابا الراحل شنودة الثالث للصلاة عليه فى بنى سويف، في إشارة إلى أن الأنبا أبراهام هو فى مقام القائم مقام.

 

مــــاهـــو شــــكـــل زيــــارة الـــبــــطـــريــــرك للقدس؟؟..هل يزور البابا تواضروس الأماكن المقدسة؟؟

 

تختلف زيارة البابا المصري لـ"القدس"، عن زيارة أي فرد آخر، لاسيما وأن أي فرد أخر سيقوم بزيارة جميع الأماكن التي مر بها السيد المسيح، كما سيقوم بجولة سياحية بالقدس، تنم عن تطبيع شعبي، بين مصر وإسرائيل، أعلنت الكنيسة في شخص بالبابا الراحل والحالي رفضها له.

وعن زيارة البابا تواضروس، قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في تصريح لـ"الفجر"، إن زيارة البطريرك المصري إلى "القدس" تأتي في إطار الصلاة على الأنبا إبراهام، مطران القدس، وقبول واجب العزاء بصفته رئيس الكنيسة المصرية، والتي كان يتبع لها المطران الراحل، فقط لا غير، ولا يوجد أي أهداف أخرى، سواء كانت سياسية أو غير ذلك.

 

أكد "حليم" أن الكنيسة تضع في حساباتها المسائل الوطنية والرعوية، ولا تهتم ولا تنظر للمعادلات السياسية، وبناء عليه فإن زيارة البابا للقدس، لا يدخل فيها أي حسابات سياسية على الإطلاق، مؤكدًا أنه لا تخرج خارج نطاق كونها زيارة جنائزية لرجل المجمع المقدس الثاني.

 

شدد "حليم" على أنه لولا أن الأنبا أبراهام كان قد أوصى في وصيته بأن يُدفن في القدس، ولولا تلك الوصية لما كان السفر قد حدث.

 

لا يــــوجــــد "حـــج" بـــالـــمـــســـيـــحــيــة

يُطلق البعض على زيارة القدس لقب "الحج"، وعلى الرغم أن الحج في الإسلام يمحو الخطايا والسيئات والذنوب التي تثقل النفس وتصنع حاجز بين الفرد والله-جل جلاله، إلا أن زيارة القدس في المسيحية لا تغفر الخطايا ولا تأثير لها في علاقة الفرد بالله وبالتالي فالقانون الكنسي لا يراها " حجًا"، وإنما غاية الزيارة التبرك من الأماكن المقدسة التي عاصرت ولامست السيد المسيح، فالأقباط يؤمنون بأن تلك الأماكن والصلاة بها له قدرة معجزية على شفاء الأمراض وتحقيق الأمنيات.

 

الـــنـــشـــطــاء الأقـــبـــاط وســـفـــر الـــبـــابــــا تــــواضــروس لـ"القدس"

 

1-    استنكر فادي يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، الهجوم الذي شنه البعض على زيارة البابا تواضروس الثاني، إلى القدس، للصلاة على أحد أهم رجال المجمع المقدس، مؤكدًا أن الموقف الواجب اتخاذه في مثل تلك الحالات، هو مواساته، وليس مهاجمته، مشددًا على أن البابا تواضروس لم يسافر إلى القدس لزيارة الأماكن الدينية والمقدسة والممنوع الأقباط من زيارتها كما يروح البعض، بل سافر فقط لقبول العزاء.

 

2-    قال كريم كمال، مؤسس اتحاد أقباط من أجل الوطن، إنه بوفاة الأنبا ابرهام مطران الكرسي الارشليمي، خسرت الكنيسة القبطية عالم جليل وراهب زاهد، دافع عن المقدسات المسيحية في الأراضي المحتلة ودافع ايضا عن القضية الفلسطينية بكل جسارة.

 

وعن زيارة البابا تواضروس للقدس، قال "كمال" إننا نحترم قرار البابا تواضروس، ونثق في أن أي قرار يتخذه سيكون في صالح الكنيسة والوطن، مؤكدًا أنه على المستوى الشخصي يرفض زيارة الأراضي المحتلة إلا بعد تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي.


3-   قال نادر صبحي سليمان، مؤسس حركة شباب كريستيان، إنه في الوقت الذي منع فيه البابا الراحل شنودة الثالث، الأقباط من الذهاب للقدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي، قال الأنبا بيشوي يوم 9 اغسطس 2010 أمام أقباط المحلة الكبري، داخل كنيسة العذراء: "إنني قمت بزيارة القدس مرتين ولكن هذه الزيارة كانت مأمورية من قبل البابا شنودة وبعد موافقته حيث كنت مكلفاً بحضور الحوار اللاهوتي بين الكنائس هناك وأنه قام بزيارة القدس لحل أزمة دير السلطان نيابة عن البابا، الأمر الذي جعله يحتك بشكل أو بآخر بالسفارة الإسرائيلية، وبالتالي فإن سفر البابا تواضروس الثانى الى القدس يعتبر مأمورية من صميم واجبه.

 

أكد "سليمان" أن الإمام الأكبر لدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر يرعى مؤتمرًا لتشجيع زيارة القدس تحت الاحتلال، وأعلنت الصحف بتاريخ الأربعاء 14 اكتوبر 2015، أنه من المقرّر أن تعقد الأردن مؤتمرا "دينيا" مشتركا مع الجانب الفلسطيني برعاية شيخ الأزهر أحمد الطيب، في إطار المساعي لتشجيع السياحة الدينية للمسلمين إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا أن مفتي الديار المصرية سابقًا، الشيخ على جمعة، زار القدس تحت الاحتلال الاسرائيلى فى ابريل 2012، وفي المقابل قال الأزهر نصًا: نرفض زيارة "المفتى" للقدس.. وموقفنا ثابت برفض التطبيع "- حسبما صرح "سليمان".