بعد إسقاط تركيا لطائرة روسية.. من الخاسر الأكبر "بوتين أم أردوغان"؟

تقارير وحوارات

بوتين وأردوغان
بوتين وأردوغان


تعتبر روسيا ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا بعد بلدان الاتحاد الأوروبي، ويزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين عن 30 مليار دولار سنويا غير شاملة قطاع الخدمات، وقد توقع أن يصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى مائة مليار دولار بحلول عام ألفين وثلاثة وعشرين، ولكن شهدت الأحداث الأخيرة تطورات كبيرة بين تركيا وروسيا، خاصة بعد أن دمرت تركيا الطائرة الروسية، معلنة ذلك بوضوح، ورغم تدخل الولايات المتحدة والاتفاق على تهدئة الأوضاع بينهما، إلا أنه لا أحد يعلم بتطورات الموقف، وما سيصل إليه في الأيام المقبلة.

 

"الملفات المشتركة بين الدولتين"

أكد فاروق العشري، الخبير الاقتصادي والقيادي بالحزب الناصري، أن الأحداث الأخيرة ستؤثر بالطبع على الاقتصاد بين الدولتين، ولن تمر مرور الكرام، خاصة وأن بينهما عدة ملفات مهمه ومشتركة، كالغاز والتبادل التجاري، ومحطة الطاقة النووية التركية، والسياحة الروسية إلى تركيا.


وأشار "العشري"  إلى أهمية الملف الخاص بالغاز حيث تعتبر روسيا المورد الرئيسي لتركيا للغاز الطبيعي المستورد، ما سيؤدي بالضرورة إلى تأثر تركيا كثيرًا في حالة اتخاذ روسيا وقف إمدادات الغاز لها، إضافة إلى وقف المشروعات المشتركة في هذا المجال، خاصة وأن تركيا تعتمد على روسيا في نحو 12 بالمائة من الواردات النفطية أيضاً


وأوضح الخبير الاقتصادي، وجود اتفاقية لبناء أول محطة نووية في تركيا، وقد كان محددًا بهذا المشروع، أن تركيا ستصبح ثاني دولة على مستوى العالم خلف الصين، والأولى على مستوى أوروبا في إنتاج الطاقة الكهربائية، ومع توتر العلاقات بين بلاده وروسيا، قد تستعين روسيا بدولة أخرى.


وتابع أنه بجانب أنه سيكون هناك تأثيرات سلبية على التبادل التجاري والاستثمارات بينهما، بجانب السياحة، فالأحداث الأخيرة التي شهدتها تدمير الطائرة الروسية في شرم الشيخ وعلى الحدود السورية، ستؤثر بالسلب تمامًا على المنطقة بأكملها.

 

لن يتم قطع العلاقة.. لكن الأمر سيكون عقوبات حاسمة 

وفي سياق متصل، أكد السفير إبراهيم يسري، أنه لن يتم قطع العلاقات بين روسيا وتركيا، ولكن سيكون هناك عقوبات مؤثرة على البعد الزمني للدولتين، خاصة التبادل التجاري بين روسيا وتركيا، لافتًا إلى أنه وصل حجم التبادل التجاري بين الدولتين وفق آخر الإحصاءات إلى نحو 33 مليار دولار، وهو ما قد يعود بالضرر الأكثر على روسيا عند تأثر العلاقات التجارية.

 

وأوضح "يسري"، أنه ستتأثر الاستثمارات المشتركة بين الدولتين، والتي تصل إلى 755 مليون دولار، ولكن أيضًا ستتاثر روسيا بذلك على المستوى الأول، مشيرًا إلى أن تركيا كانت تحاول استقطاب السياح، واستغلال الموقف في مصر بعد قرار روسيا وبريطانيا بمنع الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ، لكن بالطبع أصبحت تركيا في ذات الوضع المصري، وسيؤثر على السياحة في تركيا، نتيجة لظهور مشكلات في الوضع الأمني.

 

"الضغط علي الموقف الروسي في سوريا"

وأكد الدكتور محمد السعيد، خبير علاقات الشرق أوسطية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأوضاع حاليًا ليست في صالح تركيا، بسبب ملفات الغاز المفتوحة بين الطرفين، وتعتمد تركيا على الغاز الروسي بشكل كبير، وفي النهاية يرى أن هناك ضغطًا دوليًا، وخاصة على روسيا لتعديل موقفها في سوريا.


وأوضح "السعيد"، أنه من المعترف به أن من أهم الأسباب لتصاعد الأزمة الحالية بين الروس والأتراك هي قضية التدخل الروسي في سوريا والمصالح المتضاربة بين الروس والأتراك بين بقاء نظام بشار الأسد ورحيله، بجانب الضغط الأمريكي.


وتابع خبير العلاقات الشرق أوسطية، أن حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا، سابقة خطيرة في مسار الأحداث المتلاحقة في المنطقة، والتي ستؤثر على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، لاسيما الجهود الفرنسية والأوروبية الساعية إلى توحيد جهود المجموعة الدولية من أجل محاربة تنظيم "داعش" بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في مصر وفرنسا.