حلم التأهل للأولمبياد يراود الثلاثي العربي في كأس الأمم الأفريقية

الفجر الرياضي

بوابة الفجر


يرفع الستار السبت على بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، تحت 23 عاما بالسنغال المؤهلة لدورة ريو دي جانيرو الأولمبية عام 2016، والتي تستمر فعالياتها حتى 12 كانون أول/ديسمبر المقبل.

ويشارك في البطولة ثمانية منتخبات تم تقسيمها إلى مجموعتين، حيث تضم المجموعة الأولى منتخبات السنغال وتونس وزامبيا وجنوب أفريقيا وتجرى مبارياتها بالعاصمة السنغالية داكار، فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات مصر والجزائر ونيجيريا ومالي وتقام مواجهاتها بمدينة مبور.

ويصعد متصدر كل مجموعة ووصيفه إلى الدور قبل النهائي للمسابقة، فيما يتأهل للأولمبياد أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، بعدما تقلص عدد المقاعد المخصصة لأفريقيا في دورة ريو دي جانيرو إلى ثلاثة فقط بدلا من ثلاثة مقاعد ونصف.

وتعد هذه هي النسخة الثانية للبطولة التي تقام كل أربع سنوات، بعدما استضافت المغرب نسختها الأولى عام 2011.

وتتطلع منتخبات مصر وتونس والجزائر، التي ترفع لواء الكرة العربية في المسابقة، لتحقيق طموحات جماهيرها بحجز بطاقات التأهل الثلاث للأولمبياد رغم صعوبة المهمة أمام بقية المنتخبات الأخرى المشاركة في المسابقة.

ويسعى المنتخب الأولمبي المصري، أكثر المنتخبات الأفريقية مشاركة في الأولمبياد (11 مرة)، لوضع حد لنتائج الكرة المصرية التي اهتزت بشدة في الآونة الأخيرة، بعدما أخفق المنتخب الأول في التأهل لبطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت بالبرازيل العام الماضي، بالإضافة لفشله أيضا في الصعود لنهائيات كأس الأمم الأفريقية خلال نسخها الثلاث الأخيرة.

وتشعر الجماهير المصرية بقدر لا بأس به من التفاؤل حول قدرة منتخبها الأولمبي في رسم البسمة مرة اخرى على وجوهها، خاصة في ظل امتلاكه عدد كبير من نجوم الكرة المصرية في الوقت الحالي على رأسهم رمضان صبحي ومحمود عبدالمنعم (كهربا) نجما فريقي الأهلي والزمالك المصريين على الترتيب.

ورغم غياب أكثر من عنصر أساسي عن المنتخب المصري في مقدمتهم أحمد حسن كوكا مهاجم سبورتنج براجا البرتغالي، ومحمود حسن تريزيجيه لاعب اندرلخت البلجيكي، وصالح جمعة لاعب وسط الأهلي، لأسباب مختلفة، إلا أن حسام البدري مدرب الفريق أكد ثقته المطلقة في قدرة لاعبيه على الصعود للأولمبياد.

وقال البدري في تصريحات صحفية عقب وصوله إلى السنغال: "هذه البطولة هي الخطوة الأخيرة في الحلم الذي نخطط له منذ عامين".

أضاف مدرب المنتخب المصري: "أتمنى أن نحقق الهدف، أولاً التأهل لأولمبياد 2016، ثم التتويج بكأس البطولة".

وتابع: "أثق كثيرًا في قدرات اللاعبين على تحقيق هذا الطموح، وهم أيضا لديهم رغبة قوية في تحقيق إنجاز جديد".

وتمتلك مصر تاريخا حافلا في مشاركاتها بالأولمبياد، حيث تعد أول دولة عربية وأفريقية تشارك في منافسات كرة القدم بالدورات الأولمبية، بعدما لعبت في أولمبياد انتويرب عام 1920، كما أنها الدولة العربية والأفريقية الأولى التي تصعد للمربع الذهبي في الأولمبياد، عقب تأهلها للدور قبل النهائي بأولمبياد أمستردام عام 1928.

ويشارك المنتخب الأولمبي المصري في نهائيات الأمم الأفريقية بعدما اجتاز عقبة نظيره الأوغندي في الدور الأخير المؤهل للبطولة بنتيجة 6 - 1 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.

من جانبه، يرغب المنتخب الأولمبي التونسي في العودة للمشاركة بالأولمبياد بعد غياب دام 12 عاما.

وسبق لـ(نسور قرطاج) الاشتراك في دورة الألعاب الأولمبية أعوام 1960 بروما و1988 في سيول و1996 بأتلانتا و2004 في العاصمة اليونانية أثينا.

ويعتمد ماهر الكنزاري المدير الفني لمنتخب الأولمبي التونسي على لاعبي فريق الترجي التونسي بصفة خاصة في البطولة بعدما استدعى ثمانية من لاعبي شيخ الأندية التونسية لقائمة المنتخب التونسي في المسابقة، بالإضافة إلى أربعة لاعبين من فريقي الأفريقي والبنزرتي التونسيين.

وتضم قائمة الفريق العديد من النجوم التي تألقت مؤخرا في الدوري التونسي على رأسهم هيثم الجويني وعلي المشاني وغيلان الشعلاني وآدم الرجايبي وسعد بقير وياسين مرياح وصبري بن حسن.

وأجرى الأولمبي التونسي مباراتين وديتين استعدادا للبطولة، حيث فاز 2 - صفر على فريق الملعب التونسي، قبل أن يتغلب بالنتيجة ذاتها على نظيره الجزائري.

وجاء تأهل تونس للبطولة عقب فوزها على السودان والمغرب خلال مشوارها بالتصفيات.

في المقابل، يرى الكثير من المتتبعين في الجزائر أن فرصة (محاربي الصحراء) في التأهل تبدو ضئيلة بعض الشيء، عقب الظهور الباهت للاعبي الفريق خلال المباريات الرسمية والودية، بالإضافة لغياب مجموعة من العناصر الهامة مثل المدافع رامي بن سبعيني المحترف في فريق مونبيلييه الفرنسي والقائد محمد بن قابلية.

وحاول وزير الشباب والرياضة الجزائري الهادي ولد علي، الرفع من معنويات اللاعبين عندما زار الفريق مؤخرا في معسكره بسيدي موسى، طالبا منهم الثقة في قدراتهم والحفاظ على روح المكسب في البطولة.

وتفتقد الكرة الجزائرية للسجل الجيد خلال مشاركاتها بالأولمبياد، بعدما شاركت مرة واحدة فقط في أولمبياد موسكو عام 1980، على عكس تاريخها الحافل في بطولات كأس العالم التي شهدت مشاركتها في أربع مناسبات كان آخرها في المونديال الماضي.

وتشارك الجزائر للمرة الثانية في بطولة الأمم الأفريقية عقب فوزها على منتخب سيراليون بالتصفيات.

وستكون المنافسة قوية للغاية على التأهل للأولمبياد من جانب بقية المنتخبات الأخرى المشاركة في البطولة لاسيما المنتخب السنغالي، الذي يسعى لاستغلال مؤازرة عاملي الأرض والجمهور لخطف إحدى بطاقات الصعود للمرة الثانية على التوالي، بعدما شارك في أولمبياد لندن الأخيرة التي تأهل خلالها لدور الثمانية.

ويعتبر المنتخب النيجيري، صاحب الميدالية الذهبية في أولمبياد أتلانتا، أحد المنتخبات المنافسة بقوة في البطولة، خاصة عقب تتويج منتخب الناشئين بلقب كأس العالم تحت 17 سنة التي اختتمت منذ أقل من ثلاثة أسابيع في تشيلي.

ويعد منتخب مالي أحد القوى التي لا يستهان بها في المسابقة، خصوصا بعدما حصل منتخب تحت 17 عاما على المركز الثاني في مونديال الناشئين.