فيروز صوت من السماء

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


فى الاحتفال بعيد ميلادها الـ 80 وعلى مسئولية الشاعر مجدى نجيب:

بليغ حمدى كان يتمنى مقابلة فيروز والعمل معها لكن حصار عائلتها منعه

بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد الفنانة فيروز الـ 80 تذكر الشاعر مجدى نجيب موقفاً للملحن بليغ حمدي، لا يمكن أن يمحيه من ذاكرته وقال: «أخذنى بليغ وسافرنا إلى بيروت فى أواخر الستينيات، بعدما أكد لى أن لديه عدة أفكار موسيقية تناسب فيروز وبالفعل ذهبت معه، لكننا جلسنا هناك أيامًا طويلة، لمقابلتها وللأسف فشلنا، لأن الرحابنة كانوا يحكمون الغلق عليها جيداً، كما أن «فيروز» كانت تحب العزلة وعدم الاختلاط»، وأضاف: حينما فشلا فى لقائها، عادا إلى مصر مرة أخرى، ونسى بليغ الأمر وأدرك أنه سيجد صعوبة كبيرة فى كل مرة يحاول الوصول لها، خاصة أن زوجها وشقيقها لن يتركا له فرصة، ولذلك حرم العالم العربى عامة والغنائى خاصة من لقاء قطبى الغناء والألحان».

وأكد نجيب أنه سمع بنفسه الألحان التى أعدها بليغ، وأنها كانت أشكالاً موسيقية مختلفة، وكانت ستصبح من العلامات فى حياة «فيروز»، كما أنه كتب عدة أغنيات على الألحان والتيم التى ألفها بليغ، لكنها لم تر النور لا لفيروز ولا لغيرها، وبرر رفض الرحبانية رؤية فيروز لخوفهم الشديد عليها.

وعن الحجج التى سمعها من عائلة فيروز أوضح أنه فى كل مرة كانت هناك حجج مختلفة، لكن كلها كانت أسبابًا غير منطقية للقاء، وكانت الحجج على سبيل المثال «أنها مريضة» ولا تستطيع رؤية أحد وأشياء مثل هذا القبيل.

ونفى نجيب ما قيل أن هناك أغنية له غنتها «فيروز» وما زالت حبيسة الأدراج رغم مرور سنوات طويلة، وقال «ياريت كانت فى أغان بصوتها، كنت أفرجت عنها على الفور». وأكد نجيب رغم أنه تعاون مع عدد كبير من النجوم والأجيال المختلفة فى الغناء إلا أن العمل مع فيروز له شكل مختلف، وكذلك لو كانت تعاونت مع بليغ فكان من المؤكد أن يضيف لها وهى ستضيف له وكل منهما كان سيترك بصمة فى حياة الآخر، لأنه يعتبر بليغ «فلتة» من فلتات الزمن، ولم يأت مثله مرة أخرى لأنه علم نفسه كتابة النوتة من عبقريته، كى لا يأتى موزع موسيقى يعدل فى لحنه، أو يضيف شيئاً من عنده.

واختتم نجيب حديثه بتهنئة الفنانة فيروز التى أصر على وصفها بجارة القمر وتمنى لها الصحة والخير والعافية.

.. ومايسترو فرقتها يكشف كواليس العمل معها على المسرح

تحدث المايسترو هاروت فازليان قائد فرقة الفنانة فيروز للمرة الأولى بمناسبة الاحتفال بعيد ميلادها وأكد أنه قبل أن يكون قائد فرقة الفنانة فيروز هو واحد من جمهورها، ويتمنى أن يراها دائماً على المسرح، تغنى كى يستمع لصوتها ويتفاعل معها.

وتذكر آخر لقاء جمعهما منذ نحو 4 سنوات تقريباً حينما غنت فيروز فى 5 حفلات دفعة واحدة بلبنان، وأوضح أن الكواليس كانت مليئة بروحها الجميلة وأنه شعر معها بأنه أغنى شخص فى العالم، لأنه قريب من «جارة القمر»، وقربه لها ليس أمراً جديداً عليه، لأنه تربى مع أبناء الرحبانية عاصى ومنصور وإلياس منذ أن كان طفلاً، ولم يكن فى خياله أبداً أن يصبح قائداً لفرقة فيروز لكن القدر كان له حليفاً، وعن اختلاف العلاقة بينه وبين عائلة الرحبانية بعدما صار موسيقاراً، أكد أنها لم تختلف كثيراً، لأنه يعتبر نفسه هو وزياد ابن الفنانة فيروز إخوة، وعلاقته به منذ أن كانا صغارا فى الطفولة وكانا يلعبان فى كواليس المسرح، لأن والده كان مخرجاً لكل حفلات السيدة فيروز، وبعدما أنهى دراسة الموسيقى وعاد من أرمينيا، والتقى بالفنانة فيروز لأول مرة، لم يشعر حينها بالعمر الذى مضى لأنها كانت بنفس توهجها وتألقها على المسرح».

وعن أول عمل له مع السيدة فيروز، أوضح أنه فور عودته من الخارج تلقى اتصالاً من قبل إدارة مكتب السيدة فيروز واجتمعا سوياً واتفقا على العمل، وأول حفل جمعه بالسيدة فيروز جاء له زياد رحبانى صديقه، وسمع الموسيقى وعبر عن فرحته الكبرى بما سمع، وكان هاروت سعيداً جداً لأنه يعلم جيداً أن زياد لا يعرف المجاملة، وفهم منه أنه استطاع ترجمة أحاسيسه ومشاعره، وبرر ذلك بأنهما تربيا سوياً.

وأضاف: إن أجمل ما فى فيروز، رغم قامتها الموسيقية الكبيرة، أنها تتبع تعليمات قائد فرقتها، وأحيانا تستمد منه الثقة، وأحيانا أخرى يستمد هو منها الانفعال الذى تريده ويترجمه للأوكسترا، لأن صوتها على المسرح يشبه السحر إن جاز التعبير.

وأشار إلى أنها تمرن صوتها كثيراً، وكان يشعر فى البروفات أنها ستغنى لأول مرة، وما يتم الاتفاق عليه فى البروفات تنفذه على المسرح، رغم أن الإحساس على المسرح يكون شيئاً آخر، وقال: «فيروز قامة فنية عربية لن تتكرر».

وتابع هاروت: «لم أشعر بالغربة مع السيدة فيروز لأننى أرمينى الأصل فأنا دائماً أردد أننى لبنانى، من أصول أرمنية خاصة أن الأرمن أعطوا للفن اللبنانى الكثير، ودلل فى الفن المسرحى «بيرج فازليان» هو من مؤسسى المسرح فى لبنان، وفى الرسم الفنان الشهير «بول كيراكوسيان» بالإضافة إلى عدد كبير من الأرمن الذين برعوا فى عالم الموسيقى والفن، وهم سعوا لرفع اسم لبنان عاليا أينما ذهبوا، لحبهم لهذا الوطن، والموسيقى هى سفيرتنا إلى العالم وكما يقول الأديب جبران خليل جبران «ليس ما يقدمه لك بلدك ولكن ما تقدمه أنت إلى بلدك».

لذا يعترف أن له الشرف أنه تعامل مع السيدة فيروز وقاد معها عدة حفلات فى لبنان والخارج.