بالفيديووالصور.. كارثة بيئية في بحيرة ماريوط بالإسكندرية.. والمحافظ تتدخل لحل الأزمة

محافظات

بحيرة مريوط
بحيرة مريوط


تشهد بحيرة مريوط بالإسكندرية كارثة بيئية بحوضها الرئيسي 6 آلاف بنفوق جميع الأسماك، بسبب اختلاط مياه البحيرة بمياه الصرف الصحي، عقب ارتفاع منسوب مياه مصرف القلعة الخاص بشركة الصرف الصحي فوق "الريشة" الفاصلة مع بحيرة مريوط، وألقى الصيادون اللوم على هيئة الثروة السمكية، بسبب عدم بناء جسر قوي يمنع وصول مياه الصرف إلى الحوض.

وقال أحد الصيادين ويدعى محمد علي أمين، إنه تسبب ارتفاع المياه داخل حوض المصرف منذ النوة الشتوية الماضية، إلى عبورها الريشة الفاصلة مع حوض بحيرة مريوط، وأدت إلى تلوث البحيرة بمياه الصرف الصحي، ونفوق الأسماك داخل المياه، وأنه حالياً لا يوجد صيد، وأكثر من 12ألف أسرة صياد حالها متوقف.

فيما ذكر صياد آخر: "الريشة هي التي تحمي البحيرة من مياه المصرف، ولكن النقابة لا تريد بناء سور رديم بدلاً من البوص المستخدمة لبناء الريشة، فالنقابة تختلس أموال الرديم، والريشة ضعفت بسبب ارتفاع منسوب المياه، وحالياً السمك الذي يكفي إسكندرية كله مات، ولا يوجد حالياً أمام الصيادين حل سوى أن يتحولوا إلى دواعش أو توقيف سيارات المارة، فجميع الأسماك التي ستخرج من المياه ستباع علف إلى الحيوانات".

وأكمل أحد الصيادين بحوض الـ6 آلاف الممتد من القباري إلى خلف منطقة كارفور: "السمك الذي نخرجه من المياه يعتبر خراب بيوت للصيادين، فالسمك جميعه ملوث، والسمك الصغير أخُرج ميت من المياه، والصياد مضطر إلى اخراجه، لبيعه علف، والزريعة لم تعيش في المياه، فنحن منذ أكثر من أسبوع في تلك الخراب"، وقال آخر: "البحيرة تضم أكثر من 10 آلاف صياد، وكل فلوكة تأكل عائلة، ونزلت اليوم واصطدت من جزء صغير لم يصل إليه التلوث، ويجب على المسئولين اصلاح الريشة، للمساهمة في حل الأزمة".

وأكد السيد محمد زين: "منذ طفولتي أعمل في بحيرة مريوط، ومصرف القلعة يصرف مياه الصرف في المجرى الخاصة به، وتم إقامة ريشة للفصل بين مياه مريوط والمصرف، وهيئة الثروة السمكية رفضت أن تكون الريشة عبارة عن ردم، حتى لا يتم إقامة أكشاك ومنازل عليه، والبوص والحشائش تم إقامته بالمجهود الذاتي، ونحن كصيادين غير قادرين على العمل سوى في مهنتنا، وماذا نفعل العمل اليوم حرامية؟، وجميع المسئولين غير مهتمين، ولم يقم أحد بالبحث عن الصيادين الغلابة، ولا نفعة جميعة او نقابة أو مسطحات مائية، فنحن خلاص ضيعنا".

فيما اتهم صياد هيئة الثروة السمكية والمسئولين بالتقاعس في القيام بدورهم نحو بحيرة مريوط أحد أهم بحيرات مصر الشمالية، قائلاً: "هما عايزينها تخرب، والجميع طمعانين في البحيرة لتحويلها إلى مباني شاهقة، وتقسيمها على الناس الكبيرة، والصياد لا يجد قوته، فالفلوكة الواحدة تستوعب 7بيوت، ونريد سنة كاملة لكي تقوم البحيرة".

فيما اشتكت إحدى العاملات تدعى"عبير رجب" بحلقة بحيرة مريوط أنها أصيب بالتهابات جلدية أثناء تنظيفها معدات الصيد، قائلة: "أنا عاملة منذ أربعة سنوات بحلقة السمك، والمعدات تلوثت بسبب مياه الصرف، وبدأت في ظهور التهابات على أرجلي، وذلك دليل على أننا كعاملين وصيادين أصيبنا بتلوث، فمبالنا بالسمك، وأنا أربي أطفالي اليتامى، مكسبي يخرج الآن إلى الأمراض بسبب المياه".

وتفقدت الدكتورة سعاد الخولي محافظ الإسكندرية بالإنابة، حوض الـ6 آلاف السبت، للوقوف على مشكلة تلوث الحوض، وقالت إنها عرفت بالمشكلة الجمعة، ونسقت مع رئيس هيئة الثروة السمكية، للتواصل مع وزارة الري والمقاولين لحل المشكلة، وأنه كان يمكن تدارك المشكلة منذ خمسة أيام.

ومن جانبه قال محمد الفار نقيب صيادين بحيرة مريوط لـ"الفجر": "الريشة موجودة منذ 7 سنوات بالجهود الذاتية، وارتفاع منسوب مياه القلعة جعلها تقلب في البحيرة، واتصلنا المسؤولين بضرورة تقوية الريشة، وتنظيف البحيرة من البوص الذي تحرك فيه، وتواجد زريعة، وصرف تعويضات للصيادين، ورئيس الهيئة وعد بنزول حفارات تقوي الريشة".

وقال المهندس أحمد حلمي رئيس الإدارة المركزية لشئون المنطقة الغربية بهيئة الثروة السمكية بالإسكندرية، إن البحيرة تستوعب مابين50-60 مليون متر مكعب، إلا أنه في النوة الماضية ارتفعت المياه إلى 200مليون متر مكعب، ومن المفترض أن يتم صرف المياه الزائدة بالبحيرة  إلى  المصرف العمومى المنوط به رفع المياة المتسببة فى زيادة منسوب مياه البحيرة، وتحريكها لمنطقة طلمبات المكس، ثم الى البحر.

وأوضح أن محطة المكس تضم 6 ماكينات رفع عملاقة، منذ عام 1960، وأنه نظراً لقدم الطلمبات وزيادة منسوب المياه، أدى إلى عدم قدرة المحطات على سحب المياه، مما أدى إلى ارتفاع منسوبها وغرق بحيرة مريوط بمياه الصرف، وأنه منذ 15 يوما تتم محاولات سحب منسوب المياه الزيادة، وذلك بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية والقوات المسلحة، وهيئة الثروة السمكية أمرت بدفع 10 حفارات برمائية، مهمتها رفع المياه.

وأعلن أنه سيتم تعويض الصيادين المتضررين بسمك زريعة "سمك مزارع"، بقيمة 500 ألف أو أكثر، خاصة هى أحواض سعتها 5 آلاف فدان، وأن مياه الشتا، تقوم بتحلية مياه البحيرة، قائلاً: "نحن نعمل على قدم وساق لمواجهة النوات القادمة، ونسابق الزمن".

فيما صرح الدكتور مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، أنه فور ورود معلومات إلى المديرية مساء الجمعة، عن وجود أسماك نافقة فى بحيرة مريوط، أصدر تعليمات فورية لإدارة صحة البيئة لتشكيل لجنة بالاشتراك مع منطقة غرب الإسكندرية الطبية ومكتب صحة الوارديان لعمل مسح بيئي على بحيرة مريوط بمناطق القبارى والورديان ونجع العرب، ولجنة أخرى بالاشتراك مع منطقة وسط الطبية لعمل مسح بيئي على البحيرة بمدخل أبيس بطريق الإسكندرية – القاهرة الصحراوي.

وأوضح حجازي أن نتيجة المسح البيئي أظهرت عدم وجود أسماك نافقة  بمناطق القباري والورديان ونجع العرب، إلا أنه تبين وجود أسماك نافقة بمصرف العموم مع بحيرة مريوط حوض ال 5000 بجوار كوبري أبو الخير بالطريق الصحراوي، وتم أخذ عينة من مياه مصرف العموم مع بحيرة مريوط وعينة من الأسماك النافقة وإرسالها إلى المعامل الرئيسية للمديرية لتحليلها.

وأكد حجازى أنه يتم حاليا عمل مسح بيئى شامل على بحيرة مريوط كلها من خلال مناطق الطبية بالعامرية وغرب ووسط وشرق الإسكندرية ، وجاري مخاطبة جهاز شئون البيئة ووزارة الزراعة بهذا الشأن، ومديرية الشئون الصحية تقوم بالتعاون مع باقى أجهزة الدولة باتخاذ كافة الإجراءات التى تضمن عدم تسرب أسماك نافقة أو ملوثة إلى الأسواق حماية لصحة المواطنين.