الملتقى الثقافي الثاني لقسم الدراسات الأدبية بجامعة الفيوم

طلاب وجامعات

بوابة الفجر


نظم قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة الفيوم جلسته الثانية "الملتقى الثقافي" بقاعة الدراسات العليا بالدور الخامس بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، تحت رعاية الأستاذ الدكتور خالد حمزة رئيس الجامعة.

وقدم محمد سليم شوشة ورقة بحثية بعنوان (الرواية المصرية الآن)، وأدرار الجلسة الأستاذ الدكتور عادل ضرغام، وحضر الندوة مجموعة من هيئة التدريس، وطلاب وطالبات الدراسات العليا(الماجستير والدكتوراه)، طلاب وطالبات مرحلة الليسانس.

وأكد الباحث محمد سليم شوشة، أن الأدب لم يعد وفقا للدراسات الحالية مجرد ظاهرة كلامية تهدف إلى مقاصد المتعة والتسلية، بل أصبح ذا دور كبير فى تشكيل ذهنيات الأفراد وخلخلتها بما يملك من قوة بحثية، فيؤسس لأيديولوجيا معينة دينية أو ثقافية أو سياسية ويحارب لأجل الإقناع بها وترسيخها.

حين النظر للرواية فى إطار مفهوم الثقافة الفاعلة أو الأدب الفاعل يتضح أن الرواية جنس أدبى فاعل) وميكانيزم بناء أو هدم ثقافى، وله تأثير كبير فى تشكيل الوعى داخل إطار اللغة التى يقرأ فيها هذا الجنس الأدبى.

والرواية كذلك جنس مهم في إطار النظرة إلى الأدب من زاوية سلطة النص الأدبى، والفارق بينها وبين سلطة الإعلام الإخبارى المباشر كبير من حيث مقدار المصداقية ومساحة الانتشار وسرعة التلقى، وبقاء التأثير، وتشكيل الوعى.

وأشار في بحثه إلى أثر الرواية فى اتساع نطاق القراءة من إحصائيات الطبع والنشر والتوزيع بين الشعر والرواية لم تعد هناك مقارنة بين الجنسين الأدبيين. وتمكنت الرواية من اجتذاب شريحة كبيرة من القراء الشباب.

بين شكلين للرواية، هناك الشكل الأول أو الأكثر رواجا الاسكريبت أو السيناريو أو الكتابة التى تركز على الخط الدرامى أو الحكاية فقط أو الرواية البوليسية ورواية اللغز والجريمة ورواية الرعب (علاء الأسوانى- أحمد مراد – أحمد خالد توفيق - محمد صادق – محمد عبد الرازق – عصام يوسف)، ولا يعتنى هذا النوع بشكل كبير بإنتاج نص أدبى نافذ/ أكثر عمقا ، نص ذى لغة أدبية رفيعة تمتع كلما تعددت القراءة، وغالبا ما تكون هذه النصوص الروائية ذات طابع شعرى فى تشكيلها اللغوى.

الشكلان السابقان للرواية حققا هدفا مهما وهو كثرة القراءة، لأن هذين الشكلين فيهما استجابة طبيعية أو مسايرة وتجاوب طبيعى لأنواع القراء، فإذا كان هناك قراء يحتاجون إلى النص الروائى الأعلى أدبيا فإن آخرين يتجاوبون ويتفاعلون أكثر مع النص الروائى الآخر المتمثل فى رواية اللغز أو الجريمة أو النص الذى يركز على الحكاية ويلتزم بالخط الدرامى أكثر من غيره من العناصر، (بهاء طاهر – محمد المنسى قنديل – يوسف زيدان – مكاوى سعيد – ميرال الطحاوى – منى الشيمى – رضوى عاشور – عزت القمحاوى – ناصر عراق- أشرف العشماوى- أشرف الخمايسى).

الشباب (هدرا جرجس (صياد الملائكة) - ميسرة الهادى (النحت فى صخور الألماس) – أحمد جاد الكريم (ليالى السيد) – إيهاب نجدت (مورفين) – غادة العبسى (الفيشاوى) – مصطفى الشيمى (حي) – محمد صادق (رواية هيبتا).

وأكد في حديثه على ملاحظة ابتعاد الرواية المصرية فى جزء كبير منها عن مجابهة أسئلة الواقع الحالى والهروب منها إلى الأسئلة الأكثر عمومية عن الإنسان والموت وقضايا الحياة الكبرى، ودليل هذا أن أبرز الروايات الناجحة فى المدة القليلة السابقة (العشر سنوات الأخيرة) روايات تاريخية، مثل عزازيل، واحة الغروب، كتيبة سوداء، أو يمكن إجمالها فى غالبية أعمال بهاء طاهر ويوسف زيدان ومحمد المنسى قنديل.