عبدالرحمن سليم يكتب: استمتع بالوحدة المؤقتة في 7 خطوات بائسة!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



قد لا تدرك قيمة الوحدة إلا في أيامٍ كتلك، فعلى قدر انغماسك في ترهات الحياة، يصبح لزامًا عليك انعزال بعضًا منها، ولو لساعة، ساعة واحدة تكفي أحيانًا؛ لتتصفح ما طواه قرع سَفَه أناس فرضتهم عليك أحوال بلدٍ مثل مصر.

لست انطوائيًا في المطلق، إلا أن بعضًا من العُزلة لا يضير، على الأقل لكسب مزيدًا من الطاقة، لمواصلة الصمود أمام سخافات الأشرار، ورغم تحفُظي على تسميتهم بـ"الأشرار"، إلا أنه أكثر أدبًا من ذلك اللفظ الذي اعتاد لساني تمتمته كلما ظهر أحدهم.

تفتح لك الوحدة "المؤقتة" خزائن ذكرياتك الإيجابية والسلبية، وعليك أن تختار بين ما ترغب في استمداده من طاقات، ولكن اسمح لي أن ننتفق على تجنب ما قد يُنغصّ عليك وحدتك.

أولاً.. أن تتخلص من ذكريات ثورة الـ25 من يناير عام 2011 فورًا، فليس هناك مجالٌ لاسترداد لحظات استشهاد أيًا ممن زاملتهم في الميدان، تذكر فقط تلك التحية العسكرية التي أداها اللواء محسن الفنجري لأرواحهم، ولا ترهق نفسك في محاولة فهم تبعات المشهد.

ثانيًا.. انسى ما حاول باسم يوسف تقديمه، وأمعن النظر في مصائر جميع من انتقدهم، ستوقن أنه وبرغم انتقاد "يوسف" لأحمد موسى -على سبيل المثال، إلا أن تلك الانتقادات لم تُثني الأخير عن تأدية دوره الوطني، ومرافقة الرئيس في كل جولاته الدبلوماسية الخارجية -بغض النظر عن موضوع "الشلوت" اللندني و"القفا" الباريسي.

ثالثًا.. انتخابات برلمان 2015 أقصد 2010 ليست محل نقاش حول إمكانية نسيان نتائجها، فنسيانها فرض عين، كما هو الحال مع تعامل شبكة تليفزيون النهار مع الأستاذة ريهام سعيد.

رابعًا.. انسف طموحاتك الغير مُجدية، بالاستمرار في الدراسة والحصول على الماجستير وخلافه، واسترد أحلام طفولتك البائسة، التي انحصرت كلها في "الضابط"، فذاك أفضل جدًا. 

خامسًا.. الجواز حق أصيل لكل شاب وفتاة، فرجاءًا لا تتذكره قبل الأربعين، الدولة تُدرك أهمية طاقاتك جيدًا، تختزلها لك رُغمًا عنك، فتعاون لمصلحتك، وقضيها تحرش مؤقتًا.

سادسًا.. استنزاف وقتك في البحث عن العمل المناسب، والعلاج الشافي، والتعليم النير، واستنباط صحيح الدين، لن تجني منه سوى "خُفي حنين".

سابعًا.. مشاكل البلد الداخلية والخارجية لا تنتهي، فلا تنشغل بمحاولة إيجاد حلول، وثق في قيادات هذا الوطن، ولا تدع سد النهضة، أو نوات الإسكندرية المتواترة، أو الإرهاب، أو موت مُحْتجزي أقسام الشرطة، أو أو أو أو، تجتزء من ثقتك بهم.

حاولت العثور على أيًا من الذكريات المُبهجة فلم أجد إلا هدف الكابتن مجدي عبدالغني في كأس العالم 1990، يبدو أن هذا البلد لا يملك شيئًا مفرحًا سوى في كرة القدم.

يادي النيلة حتى الكرة  لينا فيها ذكريات تموت بالبطيء، رحم الله شهداء استادي بورسعيد والدفاع الجوي، اللهم ألحقنا بهم سريعًا وعلى خير.