"إلحق عرض الانتخابات.. الصوت بـ200 جنيه".. والحكومة: "مفيش دليل" (فيديو)

تقارير وحوارات

لحظة توزيع رشوة انتخابية
لحظة توزيع رشوة انتخابية في إحدى اللجان


رشاوى انتخابية واستغلال للناخبين بغرض التأثير على إرادتهم ودفعهم لاختيار مرشح بعينه، كان المشهد البارز الذي شهده اليوم الأول من جولة الإعادة بالمرحلة الثانية لانتخابات البرلمان.

فيديوهات رصدها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأخرى كشف تفاصيلها المحررون الميدانيون للصحف أمام اللجان الانتخابية، لكن ذلك كله لم يكن كافيًا كدلائل للجنة العليا للانتخابات وغرفة عمليات مجلس الوزراء.

أبرز تلك المشاهد ما رصدته عدسة "الفجر"، من مهرجان للمال السياسي في منطقة كوبري القبة، وتراوح أسعار الأصوات هناك من 50 إلى 100 جنيه، أحد تلك الوقائع، ما دار من حديث بين محرر "الفجر" ومواطن، تضمن سؤاله: الصوت هنا بكام؟، فكان رد المواطن: بـ"خمسين".
  
ورصدت الفجر أيضًا مشاجرة لاثنين من المواطنين بالشوم والعصي، بسبب اختلافهم على الاتفاقات المالية مع المرشحين، وقال شاب: "هنزل بكره لمرشح معين أعرفه معرفة شخصية، وعند سؤاله عن المقابل المادي، أجاب:  "100 جنيه".


الإعلامي جابر القرموطي، كان له موقف مع الرشاوى الانتخابية "عيني عينك"، لافتًا إلى أنه شاهد أحدهم يوزع أموالًا على الناخبين أمام إحدى اللجان، وتحدث معه لاستيضاح الأمر فأجابه: "أيوه بدي الناس رشاوي، ودي رُزم فلوس واخدها من المرشح، وأقل صوت بـ200 جنيه، وخد مني معلومات زي ما إنت عايز، لكن تصورني لأ، وبحذرك عشان ميحصلكش حاجة".
 
وأضاف القرموطي، خلال برنامج "برلمان 2015"، عبر فضائية "أون تي في"، أن "الدولة عارفة كل حاجة، والمسؤولين لو عايزين يظبطوا اللجان هيظبطوها، الجولة الأولى من المرحلة التانية كنت بشوف مبالغ صغيرة وحالات قليلة، لكن الجولة دي الدنيا اتطورت، وبقت مبالغ محترمة، وأخشى أن يتحول الأمر غدًا من الفلوس لشيء تاني".


انتهت جولة "القرموطي" عند المشاهدة، لكن كان الدليل الأبرز هو ما رصده رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء توزيع الناخبين رشاوى أمام إحدى لجان بولاق أبوالعلا "عيني عينك"، ونشرت مؤسسة "ماعت" الحقوقية الفيديو، والذي أظهر بعض الأشخاص واقفين في طابور طويل ويحصلون على أموال مقابل انتخاب أحد المرشحين بمنطقة بولاق، حيث يتأكد موزع الأموال بالتأكد من إغماس الناخب لأصابعه في الحبر الفسفوري، وقالت المؤسسة إنه تم تصوير الفيديو بأحد اللجان المجاورة لمركز شباب الجزيرة.


تلك الوقائع لم تكن دليلا كافيا للحكومة واللجنة العليا للانتخابات على تقديم رشاوى انتخابية من المرشحين لمجلس النواب، وطالب المستشار عمر مروان، المتحدث الرسمى باسم اللجنة العليا للانتخابات، من يمتلك وقائع أو أدلة على وجود رشاوى انتخابية بأن يتقدم ببلاغ إلى النيابة العامة أو إلى اللجنة العليا للانتخابات، موضحا أن الاكتفاء بتداول هذا الأمر إعلاميا لا يقدم ولا يؤخر.
 
فيما قال اللواء أسامة سنجر، رئيس غرفة العمليات المركزية بمجلس الوزراء، خلال مداخلة هاتفية على قناة "سي بي سي إكسترا"، إن غرفة العمليات تتلقى شكاوى عن خروقات تمس العملية الانتخابية بينها شراء الأصوات، لكن تلك التجاوزات تقع بعيدًا عن أعين الأمن، ولا يوجد دليل قاطع عليها.