أزمة "البحارة الأمريكيين" وأسرار الإفراج "الإيراني" السريع عنهم

تقارير وحوارات

بوابة الفجر




السيد: إيران احتجزت البحارة الأمريكان لـ"تخويف السعودية".. وأمريكا لم تلجأ للتصعيد بسبب "الإتفاق النووي"
اللاوندي: رسالة تهديد وتحذير من "طهران" لـ"واشنطن"..وأمريكا لم ترد 

"أود أن أعبر عن امتناني للسلطات الإيرانية لتعاونها في حل هذه المسألة سريعا.. وهذا دليل على الدور الحيوي الذي تلعبه الدبلوماسية في الحفاظ على بلادنا سالمة وآمنة وقوية"، كانت تلك الكلمات التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي لـ" الدولة الإيرانية" يشكرها بسبب إطلاق سراح عشرة بحارة أمريكان دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية وقامت "طهران" باحتجازهم.
"الفجر" قامت برصد الأعمال الاستفزازية البحرية التي تقوم بها "طهران" ضد "واشنطن"، ومحاولة كشف السبب الحقيقي وراء سرعة الإفراج عن البحارة الأمريكيين المحتجزين بإيران.
* "البحارة الأمريكان " من احتجازهم حتى"الإفراج عنهم"
- البداية باستفزاز "إيراني"
بدأت الواقعة بقيام  إيران  باحتجاز عشرة بحارة أمريكيين بعدما أوقفت مركبهم أثناء مرورهم في الخليج لمهمة تدريبية بين الكويت والبحرين، بالقرب من جزيرة فارسي بعد أن واجه أحد المراكب مشكلات تقنية.
- تصعيد إيراني 
ثم أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه يجرى استجوابا مع البحارة الأمريكيين العشرة ونفى الحديث عن إطلاق سراحهم فورا.
ولاستمرار الاستفزاز الإيراني لأمريكا، قال قائد الجيش الإيراني، إن احتجاز زورقين أمريكيين وعشرة بحارة أمريكيين يجب أن يكون درسا لأعضاء الكونجرس الذين يسعون لفرض عقوبات جديدة على طهران.
كما نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن قائد القوات المسلحة الإيرانية الميجر جنرال "حسن فيروز آبادي" قوله: "إن واقعة الخليج الفارسي التي ربما لن تكون آخر خطأ للقوات الأمريكية في المنطقة يجب أن تكون درسا لمثيري المشاكل في الكونجرس الأمريكي".
 - أول تدخل رسمي "أمريكي" لـ"الاستفزازات الإيرانية"
وبعدها اتصل وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" بنظيره الإيراني "محمد جواد ظريف" بعد حادث حجز البحارة، وقد تناقش مع ظريف لإنهاء احتجازهم.
- محاولات "إيرانية" للتهدئة
ثم قام الإيرانيين بإبلاغ الولايات المتحدة أن البحارة بأمان وسيسمح لهم بمواصلة رحلتهم.
- محاولات "أمريكية" لـ"استفزاز إيران"
وخلال احتجاز البحارة الأمريكان أجرت سفينة أمريكية بعض المناورات الاستفزازية، وهو ما أكده قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني، الأميرال "علي فدوي" الذي صرح في وقت سابق للتلفزيون الرسمي أن حاملة طائرات أميركية تصرفت بشكل "مستفز وغير مهني" لمدة 40 دقيقة بالقيام بمناورات في الخليج بعد أن احتجزت إيران البحارة الأميركيين.
- إيران تطالب بـ"اعتذار" وأمريكا "تُلبّي"
وفي النهاية طلبت "طهران" عن طريق وزير خارجيتها "محمد جواد ظريف" اعتذارا أمريكيا، بحسب وسائل إعلام رسمية في إيران، وبعدها أكد أنهم تلقوا اعتذاراً من الجانب الأميركي وأكد أن  وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" قام بفتح تحقيق حول ملابسات الحادث.
- إيران تحل الأزمة وتطلق سراح "البحارة الأمريكان"
ثم قامت إيران بإطلاق سراح البحارة، وخرجت تصريحات الحرس الثوري الإيراني تقول: " أن التحقيقات بيّنت أن دخول الزورقين الأمريكيين إلى المياه الاقليمية الإيرانية لم يكن عن قصد وأنه كان خطأ فني".
- أمريكا توجّه الشكر لـ"إيران"
ثم وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الشكر لإيران، لتعاونها في إطلاق سراح عشرة بحارة أميركيين دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية بطريق الخطأ.
 
واعتبر كيري أن حل هذه المسالة بشكل سلمي وفعال دليل على ما وصفه بالدور الحيوي للدبلوماسية.. وهذا ما قاله في بيان رسمي للوزارة.
* تاريخ المناوشات الإيرانية بـ"السفن الأمريكية"
ولم يكن احتجاز إيران الزوارق الأمريكية هو الحادث الأول من نوعه بالنسبة للمناوشات الإيرانية للسفن الأمريكية، بل قد مرت السفن الأمريكية بأربع تحرشات مُسّبقة لها من البحرية الإيرانية.
ففي 6 يناير 2008، قامت خمسة زوارق إيرانية بتهديد ثلاث بوارج حربية أمريكية بالتدمير، حيث قالت الزوارق الإيرانية: "نحن نقترب منكم الآن، وسيتم تفجيركم خلال دقائق"، وكان ذلك مجرد تهديد.
وفي عام 2012، قامت البحرية الإيرانية بالتحرش بسفن حربية أمريكية في مياه الخليج العربي.
وفي أبريل2015، قامت البحرية الإيرانية باحتجاز سفينة شحن أمريكية على متنها 34 بحاراً، وقالت إيران وقتها أن السفينة تم احتجازها بسبب دخولها في المياه الإقليمية الإيرانية بشكل غير قانوني.
وفي ديسمبر الماضي أجرت البحرية الإيرانية اختبار اطلاق صاروخ بالقرب من سفن حربية وتجارية أمريكية في مضيق هرمز، وقد أزعج ذلك بعض الضباط العسكريين حتى وصف قائد عسكري أمريكي التجربة الإيرانية حينها بأنها عمل "استفزازي جدا".
- توجيه رسالة للسعودية....وعدم التصعيد لـ"إتمام الاتفاق النووي"
وفي هذا الشأن قال المحلل السياسي، حسني السيد، أن أزمة البحارة الأمريكان حُلت بهذه السرعة بسبب الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران والأزمة الإيرانية السعودية، حيث أن أمريكا تسعى لخلق روح جيدة بينها وبين إيران لإتمام الاتفاق النووي، لذلك لم تقم بأي تصعيد تجاه الاستفزازات البحرية الإيرانية.
وأضاف أن إيران تقوم بالإطاحة بجميع الدول لتؤكد لـ"السعودية" أنها دولة قوية تقوم بمواجهة أكبر دول العالم مثل "واشنطن" دون مواربة، حيث أن إيران توجه باحتجازها للبحارة الأمريكان رسالة قوية للسعودية تقول فيها "أنها الدولة الأقوى في العالم.. ولا تضع اعتبارا لأحد".
- إتمام الاتفاق النووي...وقف إيران من تعزيز قواتها البحرية في الخليج
فيما قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن أمريكا تلتزم الهدوء حيال الاستفزازات الإيرانية تجاه السفن الأمريكية، بسببين الأول هو لإتمام الاتفاق النووي، الثاني هو أن " واشنطن" تسعى لعدم تعزيز إيران من قواتها البحرية في الخليج.
- إيران ورسالة تحذير لـ"أمريكا"
وأضاف اللاوندي، أن طهران تتعمد توجيه رسالة تحذير  لـ"واشنطن" تقول فيها: "أن حدودها البحرية خط أحمر لا يجب تجاوزه..وأنها لن تتهاون مع أي دولة حتى وإن كانت أمريكا"، مؤكداً أن سرعة إفراج إيران عن البحارة الأمريكان تؤكد أن " طهران " غرضها التحذير والتهديد وليس التصعيد لتوتر العلاقات، قائلا: "إيران أفرجت عن البحارة بهذه السرعة حتى لا تتصاعد حدة التوترات بينها وبين أمريكا حتى لا يتحول العداء الداخلي لعداء ظاهري".