نجل حسن البنا.. المعارض الأول لتولي «الإخوان» الحُكم بعد «ثورة يناير»

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


نعت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر أحمد سيف الإسلام، نجل مؤسس الجماعة حسن البنا، والذي توفي أمس عن عمر يناهز 82 عاماً. وشيّع عدد من ذوي البنا وأسر قيادات الجماعة المسجونة جثمانه في هدوء من مسجد في القاهرة، وسط وجود أمني محدود.

وقالت جماعة الإخوان في بيان لها نشر في صدر تقرير لصحيفة الحياة اللندنية: «تنعي جماعة الإخوان إلى الأمة الإسلامية نبتاً صالحاً من نبتها، ونبت إمامها الشهيد المؤسس، تنعي بكل الحزن الأخ المجاهد أحمد سيف الإسلام حسن البنا، نجل الإمام الشهيد حسن البنا، والقامة القانونية والنيابية والأمين العام السابق لنقابة المحامين الذي وافته المنية».

والبنا الابن عضو في مجلس شورى الجماعة، أوقف في الستينات مرتين، وحُكم بالسجن 10 سنوات قضى منها 4 سنوات وأطلق عام 1973. درس اللغة العربية، وتخرج في كلية «دار العلوم»، كما درس القانون وتخرج في كلية الحقوق، وامتهن المحاماة. انتُخب عضواً في البرلمان عام 1987، وأميناً عاماً لنقابة المحامين عام 1992.

توارى البنا عن أنشطة الجماعة تدريجاً بدءاً من التسعينات بسبب آرائه الإصلاحية. وهُمش إلى حد كبير داخل أروقة الجماعة في العقد الماضي، خصوصاً بعد اندلاع ثورة 25 كانون الثاني (يناير) عام 2011.

 معروف بعلاقاته الطيبة مع التيارات والاتجاهات المختلفة، عكس نهج الجماعة التي خاضت معارك ضارية ضد التيارات الليبرالية واليسارية خصوصاً بعد الثورة.

واحتفظ البنا بعلاقات طيبة مع بابا الأقباط المتنيح البابا شنودة الثالث، وزاره أكثر من مرة في الكاتدرائية مهنئاً بأعياد المسيحيين. وشارك في محافل عدة طالما تجنب قادة «الإخوان» الحضور فيها.

وعارض البنا الابن فكرة تولي «الإخوان» الحُكم بعد «ثورة يناير»، وكان يرى أن الجماعة «دعوية اساساً»، وأن مشاركتها في العمل السياسي يجب أن تكون في حدود ضيقة. ولم يظهر بعد الثورة إلا في برنامج تلفزيوني واحد أفصح فيه عن عدم تحبيذه فكرة منافسة «الإخوان» على كرسي الرئاسة. 

وغاب عن كل الفعاليات الانتخابية التي عقدتها الجماعة للترويج لمرشحها في انتخابات الرئاسة محمد مرسي الذي اعتلى سدة الحكم لعام واحد قبل عزله في 3 تموز (يوليو) من عام 2013. ولم يظهر أحمد سيف الإسلام إلا في خطاب ألقاه مرسي في جامعة القاهرة بعد تنصيبه رئيساً.

اعتبر أحمد سيف الإسلام، في جلسات خاصة بعد عزل مرسي، أن تجربة «الإخوان» في مصر شبيهة إلى حد كبير بتجربة «الأفغان العرب» في أفغانستان، فبعد أن دحروا «الاحتلال السوفياتي» تفرغوا لقتال بعضهم البعض.

ولم يكن راضياً عن فكرة إقصاء التيارات السياسية المختلفة، لمصلحة التيار الإسلامي وحده. ولم يُسجل على البنا أي تصريح يحمل عنفاً أو إقصاءً ضد خصوم الجماعة، ولا حتى الرئيس السابق حسني مبارك. وطالما اشتكى لمقربين من تجاهل الجماعة نصائحه.