حقيقة تدخل مصر بريا في سوريا.. وخطة الغرب لإشعال حرب بين إيران والسعودية

تقارير وحوارات

السيسي والملك سلمان
السيسي والملك سلمان والأسد


تطورات سريعة ومتلاحقة حدثت في الأيام القليلة الماضية، أعقبها تصريحات عربية ودولية متعددة أخرها استعداد «المملكة العربية السعودية» للمشاركة بقوات برية ضمن التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا، لتؤشر على اندلاع حرب عربية استعدادًا لتنفيذ سيناريو المؤامرة الكبرى من قبل الغرب لتقسيم المنطقة إلى بؤرة صراع "سني- شيعي".

وكان العميد أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، ذكر أن بلاده على استعداد للمشاركة في أي عمل عسكري بري ضد تنظيم «داعش» في سوريا، مضيفًا أن السعودية مستعدة للتدخل بريًا ضد التنظيم إذا قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة القيام بعمليات من هذا النوع.

مصر لن تتورط في حرب عربية

من جانبها، أكدت نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، وخبيرة علاقات خارجية، أن التصريح الأخير لمستشار وزير الدفاع السعودي بشأن عمل عسكري بري ضد تنظيم «داعش» في سوريا غير واضح، ومصر لن تتورط عسكريًا به لأن موقفها واضح من البداية.

وأضافت بكر، أنه في حالة التوافق بين «التحالف الإسلامي» الذي يخص مواجهة داعش بالعراق واليمن وسوريا فستدخل مصر سوريا بريًا، موضحةً أن مصر عندها سياستها الخارجية الواضحة في مواجهة الإرهاب، والتي لم تورطها في حرب عربية.

وتابعت بكر: «السعودية أعلنت عن التحالف الإسلامي، والحقيقة إنه لم يكن واضح وجاء قرارها منفردًا، خاصةً أن الثلاثة جيوش المعلن عنهم ليس بينهم أي تناغم في العمل»، لافتةً إلى أن جيش مصر وتركيا العلاقات بينهم متزعزعة، ناهيك عن أن تصريح أمس النابع من السعودية لا نعلم ما هي علاقته بـ «التحالف الدولي» و«التحالف الإسلامي»، إضافة إلى إنه لم التعامل مع سوريا منفصلاً، مشيرة إلى أننا أمام مخطط شيعي ضخم وسني بالمنطقة.

الغرب يضغط على الدول العربية لدخول سوريا بريًا

وقال محمود زاهر، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن مصر لن تدخل سوريا بريًا أو بحريًا أو جويًا، مضيفا أن الهدف من الانضمام للتحالف الإسلامي هو الدفاع عن أي اعتداء ينال من المنطقة ودول الجوار.

ورأى «زاهر» أن القوة العربية المشتركة كانت أكثر وضوحًا في رؤيتها من التحالف الإسلامي، مشددًا على أن الغرب يخطط للقضاء على الإرهاب، ويحاول الضغط على دول عربية من أجل دخول الأراضي السورية بريًا، مؤكدا أنّ مصر أبدت رفضها لأي مطالب مستقبلية بإنزال قوات برية مصرية على الأراضي السورية.

تدخل السعودية بالشأن السوري لا يخدم سوى الغرب

وفي ذات السياق، أشار الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بالشؤون الدولية، إلى أن تدخل الدول العربية أجمعها والإسلامية في الشأن السوري قد تتعارض أو تتوافق، لكن تدخل السعودية يعتبر تدخل أجنبي، وليس من نفسها، موضحًا أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري أعلن سابقًا أن بلده ستقدم طائرات لداعش، ولكنه بحاجة إلى تدخل عسكري «سني» لإشعال الحرب الباردة بين السنة والشيعة.

وأضاف الخبير بالشؤون الدولية، أنه سواء السعودية رأت أم لم ترى ذلك ستشعل المنطقة العربية، وهو غرض الغرب الانتقام من إيران»، موضحًا أن إيران لها قوات في سوريا، والسعودية ضد إيران وهو السلاح الطائفي، الذي يستخدمه «كيري» ولا يخدم سوى الغرب.

واستطرد اللاوندي، قائلاً: «طبعا بيتم توريط مصر منذ مدة طويلة، لكنها أكثر وعيا ولم يدخل يكرر المشهد مع السعودية مثلما حدث مع عبد الناصر في التدخل اليمني، فمصر رفضت دخول لبيا باعتبارها دولة جوار فما بالسعودية؟!»، لافتًا إلى أن مصر ممكن تضرب الجيوش على أرضها فقط.

أمريكا ترحب بتدخل السعودية بريًا بسوريا

ووفقًا لوجهة نظر الدكتور سعيد اللاوندي، قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، خلال زيارة لقاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا، إنه على علم بالتقارير التي أفادت بأن الحكومة السعودية عرضت إرسال قوات برية لسوريا، وإنه يتطلع لمناقشة هذا العرض مع المسؤولين السعوديين في بروكسل الأسبوع المقبل.

وأضاف كارتر، أن زيادة نشاط الدول الأخرى سيسهل على واشنطن تعجيل قتالها ضد تنظيم «داعش»، مضيفاً أن مثل هذه الأنباء محل ترحيب.