أحمد شوبير يكتب : الفرص الضائعة

الفجر الرياضي



لا يستحق الفريق الذى يُضيع الفرصة تلو الفرصة الانتصار أبداً وعلى مر التاريخ لم نر فريقاً يفوز بالبطولات وهو يُضيع الفرص المتتالية لذلك أرى أن السادة الأفاضل مسئولو الاتحادات والأندية المصرية أصبحوا أساتذة فى إضاعة الفرص .

وأولى هذه الفرص جاءت مع ترشح الرئيس السيسى لرئاسة الجمهورية عندما أعلن وبالفم المليان أن الرياضة أمن قومى وللأسف لم يلتقط المسئولون هذه الجملة ليبنوا عليها مستقبلا رياضيا لمصر فى عهد جديد، ثم جاءت الفرصة الثانية عندما تم وضع مواد خاصة فى الدستور المصرى للرياضة لأول مرة، وبكل أسف لم نستغل أيضاً هذه الفرصة، ثم جاءت فرصة أخرى عندما أعلن الرئيس السيسى أن عام ٢٠١٦ هو عام الشباب المصرى وعام الرياضة المصرية فأعلن وبوضوح إعادة دورى المدارس ودورى الجامعات فى كل المسابقات الرياضية إلى مستوى الجمهورية وهى رسالة واضحة للجميع بأن رئيس الجمهورية مازال عند رأيه بأن الرياضة أمن قومى، ولكن وبكل أسف لم ينتبه السادة المُقربين لما طالبهُ السيد الرئيس.

وأخيراً جاءت الفرصة الرابعة عندما تحدث السيد الرئيس مع الزميل الإعلامى عمرو أديب فى برنامجه الشهير «القاهرة اليوم» محللاً ظاهرة الأولتراس والانفلات الجماهيرى وداعياً لوضع حد لهذه الظاهرة الغريبة على البلد والتى تفشت بشكل واضح فى الأيام الأخيرة وبدلاً من أن يلتقط الشباب طرف الخيط ويبدأون صفحة جديدة من الالتزام والانضباط والاحترام فى التعامل سواء مع المباريات أو البطولات المُختلفة وإذا بصفحات الفيس بوك والتعليقات المتتالية تأخذ خطاً غريباً بين إلصاق الثورة بالاولتراس وعودة الحديث مرة أخرى عن أنه الشباب الطاهر النقى وأنهم انتصروا فى معركتهم وأنهم يحكمون البلد الآن وخرج بعض من الموتورين يقولون إنهم يرفضون الحوار ولن يستجيبوا لهذه المبادرة رافعين شعار «مكملين» وهو شعار الجماعات الإرهابية والقنوات المحرضة على الدولة.

 والغريب أن الرئيس لم يطلب حواراً ولا حتى ألمح إلى ذلك كل ما فى الأمر أنه طلب أن يكون هناك ١٠ من أفراد هذه المجموعة يطلعوا على التحقيقات ويطمئنوا أن المحاكمات كانت عادلة وأن الدولة لم تألوا جهدا فى تحقيق العدالة والقصاص. 

والمتابع لهذه الفئة يجد أنهم لا يختلفون أبداً عن طغيان الإخوان وإرهابهم للجميع فهم قادرون على تزييف الحقائق وليها والخروج من كل المعارك بانتصارات وهمية تزيد من تأجج الشارع وإشعال نيران الغضب فيه ويبدو أن النجاح الهائل لبطولة الأمم الإفريقية لكرة اليد والحضور الجماهيرى الطاغى بعيداً عن هذه الفئة الغريبة على مجتمعنا ونجاح إقامة مباريات منتخب مصر الودية فى أسوان مع الأردن وليبيا بحضور جماهيرى كبير واقتراب عودة الجماهير للمدرجات أصابهم بالجنون فأرادوا أن يضربوا «كرسى فى الكُلوب» وهو المثل الدارج وتعطيل عودة الجماهير للمدرجات والتى يتغنون بها ويقولون إن المدرجات للجماهير ولكن الواضح أنهم لا يريدون مدرجات ولا جماهير ولا رياضة من الأصل فهم تعودوا على الفوضى التى يريدون أن تعيش مصر فيها دائماً لذلك أطالب وبكل قوة بتفعيل القانون ووقف نزيف الفرص الضائعة كى تعود الرياضة لسابق عهدها.