بروفايل| في ذكرى اغتياله.. حسن البنا ضحية حكومة الملك فاروق والإخوان

تقارير وحوارات

حسن البنا
حسن البنا


أمام مقر جمعية الشبان المسلمين بشارع رمسيس، صوب عدد من الشباب سبع طلقات بجسد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين «حسن البنا» في مثل هذا اليوم الـ12 من فبراير 1949.

وفي ذكرى اغتيال «البنا» الـ67، رصدت «الفجر» معلومات لا تعرفها عن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين..

نشأته: حسن أحمد عبدالرحمن محمد البنا الساعاتي، ابن أسرة بسيطة لوالد مأذون وساعاتي، وجد مزارع، ولد البنا بمدينة المحمودية بمحافظة البحيرة في 14 أكتوبر 1906.

التحق البنا بمدرسة الرشاد الإعدادية، ثم مدرسة المعلمين الثانوية، ثم مدرسة دار العلوم العليا، وشارك في تأسيس جمعية الأخلاق الأدبية، في المدرسة الإعدادية وكان رئيسًا لها، ثم أنشأ جمعية أخرى خارج مدرسته وهى «جمعية منع المحرمات»، وكانت ترسل الخطابات لكل من يرتكبون الآثام أو لا يحسنون أداء العبادات، ثم طوّر الفكرة وأنشأ «الجمعية الحصافية الخيرية».

بعد انتهاءه من الدراسة في مدرسة المعلمين الثانوية، انتقل إلى القاهرة وبعدها درس بمدرسة دار العلوم العليا، وعندما حصل على دبلوم دار العلوم العليا سنة ١٩٢٧ عين معلماً بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية.

علاقة الملك فاروق بـ«البنا»

في مارس من عام 1928، تعاهد البنا مع ستة من الشباب على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، في حين تميزت العلاقة بين الملك فاروق والإخوان بعلاقة مصالح اتسمت في ظاهرها بالصداقة وفي باطنها بالمصالح، فلعب الملك فاروق بكارت الإخوان لأنهم كانوا أصحاب الوجود المضاد لحزب الوفد، فاستخدمهم لمناوئته لأنهم كانوا يسيطروا على البلاد، فيما كان «البنا» يستخدم الملك فاروق في محاولة للوصول للحكم باستخدام الجماعة.

وانقلب الملك فاروق على البنا وجماعة الإخوان بسبب بريطانيا، التي جعلت فاروق يقوم بحلّ الجماعة في 8 ديسمبر 1948، ومصادرة أموالها واعتقال جميع أعضائها، ونتيجة لقيام رئيس الوزراء «محمود فهمي النقراشي» باتخاذ قرار حل جماعة الإخوان المسلمين، تم اغتياله في 28 ديسمبر 1948.

اغتياله

في 12 فبراير 1949، أمام مقر جمعية الشبان المسلمين بشارع رمسيس قام عدد من الشباب بتصويب سبع طلقات بجسد  «حسن البنا» وانتقل إلى مستشفى القصر العيني ولكنه توفي بعد ساعات من الاغتيال.

المتهمون باغتياله

وقد اتهم باغتيال البنا، حكومة الملك فاروق وجماعة الإخوان المسلمين، فالأولى بسبب تآمر القصر مع الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم عبد الهادي للانتقام من الإخوان بسبب مقتل النقراشي، وجاءت رواية أخرى تؤكد أن الإخوان هم أحد المدبرين لاغتيال مرشدهم العام «حسن البنا» حيث إن الأخير كان السبب وراء فتح نار القصر الملكي على جماعة الإخوان والمتسبب في تورطهم أمام القصر وسجنهم والحجز على ممتلكاتهم وجميع أموالهم، فشاركوا القصر في قتله كي يخرجوا من السجون وينالوا رضاء الملك فاروق مرة أخرى.

محاكمة المتورطين

«البنا» وقادة ثورة 1952 امتازوا بعلاقة قوية وجيدة، حيث أنه عندما قامت الثورة في 23 يوليو من عام 1952، أخذت حكومتها على عاتقها محاكمة المتورطين في اغتيال حسن البنا، نظراً للتقارب الذي كان موجوداً بين قادة الثورة و قادة الإخوان في البداية.

في 2 أغسطس 1954، حُكِم على قاتلي «البنا» وقد اقتصرت الأحكام على من نفذوا عملية الاغتيال، ولم تطل أصحاب قرار الاغتيال، كما أُفرج عن القتلة في مدد متفرقة لأسباب صحية، ولم يقض أي منهم مدة العقوبة كاملة.