طرد الكهنة الأرثوذكس من الكنيسة بتهمة «الميول الإنجيلية»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



أحدهم يؤكد قدرة الجن على الزواج والإنجاب من البشر وثانيهم مشهور بمعجزات الشفاء

الميول البروتستانتية، أحدث تهمة تواجه كهنة الكنيسة الأرثوذكسية، وتدفعهم للخروج من الكنيسة، الأقدم فى مصر، والتى تدور بينها وبين الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية، حربا شرسة على الاحتفاظ بالشعب القبطى بين أحضان كنيسته الأم.

كان القس أندراوس إسكندر، راعى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، بدمنهور للأقباط الأرثوذكس، صاحب أول استقالة فى عهد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث تقدم إلى الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الليبية الغربية، باستقالته بعد مثوله للتحقيق حول الاتهامات الموجهة إليه، بالانحراف عن التعليم الأرثوذكسى، والميل ناحية الكنيسة الإنجيلية، (البروتستانتية) بشكل عام، والتى عمل بها عقب الاستقالة. وبدأت الاتهامات للكاهن مع ملاحظة كثرة مشاركته فى جميع أنشطة الكنيسة الإنجيلية، واعتلائه لمنابرها ومخاطبة الأرثوذكس من خلالها، فى واقعة غريبة لرجال الكنيسة القبطية، وجاء على رأس الفاعليات الإنجيلية، التى شارك فيها إسكندر، مهرجان "احسبها صح" والذى يحظى بحضور كبير من جميع بلدان الشرق الأوسط حيث يصل عدد مرتاديه فى اليوم الواحد لنحو 15 ألف فرد.

وتلاحق تهمة الميول البروتستانتية عدداً من رجال الكنيسة القبطية، وعلى رأسهم القس مكارى يونان، راعى الكنيسة المرقسية الكبرى بميدان رمسيس، والذى اشتهر بقدرته على إخراج الأرواح الشريرة من أجساد البشر، وذلك كل يوم جمعة خلال اجتماعه الأسبوعى، الذى انتشرت شهرته فى جميع أنحاء البلاد، حيث يشارك فيه مسلمون ومسيحيون، رغم تعرضه للهجوم الحاد من أحد مطارنة الكنيسة.

ويعد إسكندر أشهر رعاة الكنيسة ظهوراً على الفضائيات، وكانت آخر الفاعليات التى شارك فيها مع الكنيسة الإنجيلية هى فاعليات الصلاة من أجل العراق، والتى سافر على أثرها إلى بغداد نهاية العام الماضى، مع وفد كنسى ضم الدكتور القس سامح موريس، راعى كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية. وتم توجيه اتهامات لإسكندر الذى لا يزال قساً رغم تقدمه فى العُمر، بالمشاركة فى اجتماعات الكنيسة الإنجيلية، وترديد تعاليم مخالفة للكنيسة القبطية، مثل إمكانية مضاجعة الشيطان للنساء، والإنجاب منهن.

يساوى إسكندر فى شعبيته القمص سمعان إبراهيم، راعى دير سمعان الخراز، بمنطقة جبل المقطم بالقاهرة، والذى اشتهر بقدرته على عمل المعجزات وشفاء الأمراض، ما جعل اجتماعه الأسبوعى والمقام الخميس من كل أسبوع ملجأً للمرضى الراغبين فى الشفاء.

وكانت أزمة قد نشبت بين إبراهيم وبين الأنبا أبانوب، أسقف المقطم، فى بوادر عهد الأخير، بسبب الترانيم التى تتسم بالطابع البروتستانتى، حيث اعتاد القمص سمعان، تأدية فقرة الترانيم خلال اجتماعه الأسبوعى مع عدد من المرنمين والفرق غير الأرثوذكسية، وهو ما استنكره الأسقف، وتسبب الأمر فى أزمة بين الطرفين احتواها الأخير ليلة رأس السنة.

وعادت تلك الأزمة للاشتعال فى أحد فروع الكنيسة بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تقدم القمص بيشوى أندراوس، كاهن كنيسة مارمرقس بواشنطن، التابعة مباشرة لإشراف البابا تواضروس الثانى، باستقالته من الكهنوت، وذلك فى رسالة أرسلها إلى البابا والأنبا كاراس، النائب البابوى بأمريكا الشمالية.

يُعد القمص المستقيل من أكبر رعاة الكنيسة المصرية شعبية بالخارج خصوصاً بالولايات المتحدة الأمريكية، ما دفع البابا تواضروس لطلب لقائه بالقاهرة، وتشكيل لجنة كنسية للتحقيق فى أسباب الاستقالة والبت فيها، وكان السبب فى الأساسى فى إقدام الكاهن أندراوس على الاستقالة هو اتهامه بالانحراف عن تعاليم الكنيسة القبطية.

تُعد استقالة أندراوس، هى ثانى استقالة فى عهد البابا تواضروس، حيث شهد عصر البابا شنودة الراحل، طرد الكنيسة لكهنة، إلا أن استقالة كاهن بمحض إرادته، ليخلع الجلباب الأسود ويحلق لحيته، دون إجبار من الكنيسة أمر غير معتاد.