بالفيديو.. "عيد الحب".. بين مطرقة الركود الاقتصادي وسندان شغف الشراء

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي فرضت نفسها على احتفالات «عيد الحب»، حيث اشتكى عدد من أصحاب المحال من حالة الركود في البيع والشراء بسبب ارتفاع الأسعار الذي لم تنجو منها أسواق الهدايا والورود، مما انعكس على
مظاهر الاحتفال السنوي مقارنة بأعوام سابقة.

ورود تتناثر وقلوب حمراء تزين محلات بيع الهدايا، مقابلةٍ عزوف المحبين عن الشراء الذين حرصوا كل عام على شرائها في هذا التوقيت،  نظرًا للظروف السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.

ورصدت «الفجر»، حالة الأسواق، وحركة البيع والشراء، خاصةً المتعلقة بهدايا "عيد الحب".  
     
عزوف المواطنين عن شراء الهدايا                         
يقول بائعي الهدايا: إن «عيد الحب» يعتبر موسم رزق لنا وفرحة لكل المحبين ودائما المحلات بيكون عليها إقبال كثير إلا هذا العام فالإقبال ضعيف جدًا مقارنة بالأعوام السابقة وبات واضحاً عزوف المواطنين عن شراء الهدايا نتيجة ارتفاع الأسعار التي تضاعفت دون أي ذنب لنا.

ووفقًا لما قاله «سعيد محمد» صاحب محل هدايا، «الحال واقف وكل عام يقل عن العام اللي قبله، ولا يوجد زبائن تشتري وكأن هذا العيد مات أو الناس ما بقاش لها نفس تفرح، بالرغم من محاولة التخفيضات يظل الركود كما هو واكتفى الجميع بالمشاهدة فقط".

الفتيات أكثر حرصا على اقتناء الهدايا

ويضيف «يوسف محمد»، صاحب محل هدايا، أن« أغلبية الزبائن من الفتيات فهن الأكثر حرصاً على اقتناء الدباديب الحمراء وتقديمها لمحبيهم أو الفضيات ونادراً ما يسعى الشباب لشراء هذه الهدايا".

الأيام جميعها شبه بعضها

«لم أشعر بعيد الحب.. فهو يوم كباقي الأيام»، بهذه العبارات وصف« يوسف السيد» ، محاسب بأحد الشركات الخاصة، قائلاً عن علاقته بهذا اليوم: «أنا خاطب من تسعة أشهر ويعتبر هذا أول عيد حب بيننا ولكن الأيام جميعها شبه بعضها؛ فأنا محاسب ومرتبي بالعافية يكفيني لأخر الشهر وحتى لو فكرت أحوش لهذه المناسبة فمستحيل لأن مرتبي نصفه ذاهب على الجمعيات لكي انهض بموعد زواجي المتفق عليه».

نسيت أن هناك ما يسمى بعيد الحب
بينما عبرت «إيمان حلمي»، طالبة جامعية، بدهشة تملأ وجهها متسائلةٍ هو عيد الحب هذه الأيام؟!؛ كنت ناسية تمامًا ،مضيفةٍ «عامة مش هاجيب هدايا ظروفي المادية لم تسمح».

تقاليع جديدة للهدايا

خالفتها الرأي «أية عيد»، موظفة قائلةٍ: "أنا اشتريت هديتي وكنت بجهز لها من فترة لتكون مختلفة فأنا من صنعتها بنفسي لتكون غير تقليدية فابتكرت فكرة ألبوم صور بطريقة حديثة مدون عليها أحداث كل صورة لتكون ذكرى أبدية حتى الممات »،مضيفةً أن الوضع الراهن الذي تشهده البلاد يستدعي الجميع بأن ينتبه للحب والسلام، وليس المقصود بالحب ما بين الرجل والمرأة ولكنه الحب بين الأصدقاء والجيران والأقارب وبين طوائف المجتمع السياسية المتناحرة الآن على السلطة.

ارتفاع الدولار السبب

وتسبب ارتفاع أسعار الدولار في زيادة أسعار الهدايا في كل شىء، ولاسيما حال الوضع السياسي الذي تشهده البلاد، فكانت النتيجة الطبيعية عزوف الزبائن عن شراء الهدايا بل الاحتفال بهذه المناسبة لأنه أصبح أمراً لا يعبأ به أحد، ولعل هذا ما عبر عنه «مهيمن حلمي» أحد المواطنين بقوله: «هناك أولويات أكثر من هدية عيد الحب فهناك مصاريف دروس للأولاد ومصاريف الأكل والشرب وغيرها لها أولوية".
وأشار محمد عبد الرازق، صاحب محل زهور، إلى أن الوضع اختلف هذا العام  في  شراء الورود الحمراء مقارنة بالعام الماضي، وتغير شكل الهدية  الذي اشتهرت به تلك المناسبة باختلاف الأسعار والنوعيات فالكثير اكتفى باقتناء وردة أو بوكيه ورد صغير الحجم، مضيفًا «أن كل عام بالنازل عن سابقه فالمحل كان في الماضي، العمال مش بيلاحقوا على الزبائن السنة دي قاعدين ولا الهو».