مختار العبيدي يكتب ...إعادة العلاقات المصرية الأفريقية ضرورة ملحة ...

ركن القراء

بوابة الفجر


لم تكن فكرة القومية التي لطالما نادي بها عبد الناصر قاصرة علي الدول والمجتمع العربي فحسب بل كان يرمي لخلق شراكة حقيقية بينا وبين الدول الأفريقية فكان يقدم الكثير من المساعدات لرموز حركة التحرير الأفريقية أحمد سيكاتوري وكوامي نيكروما من أجل الخلاص من الإحتلال الذي كانت تعاني منه مصر والدول العربية والأفريقية .
وكان نتيجة لهذه العلاقة الطيبة بين مصر وأفريقيا صداها العميق في نفوس الشعوب الأفريقية تجلي ذلك في قطع العلاقة بين هذه الدول وبين اسرائيل لفترات عاتية من الزمن علي الرغم من الإغرات التي كانت تقدمها اسرائيل لهذه الدول والتي تعاني بدورها من ويلات الفقر والمرض وضعف الامكانات في كل المستويات .
وبعد عبد الناصر واصل السادات نهجه في علاقته بأفريقيا حتي أن الدول الأفريقية قدمت له الدعم اللازم في حربه ضد اسرائيل وفي بدايات عصر مبارك كانت علاقة مصر بأفريقيا طيبة حتي حدوث واقعة اديس ابابا ومحاولة إغتيال مبارك هناك ، فمنذ تلك اللحظة تدهورت العلاقات المصرية الأفريقية بالكامل وليست علاقة مصر باثيوبيا فحسب ، وهنا وجدت اسرائيل الفرصة سانحة تماما للدخول الي أفريقيا من هذه الزاوية فأقامت علاقات مع بعض الدول الأفريقية وعلي رأسها اثيوبيا وكينيا وغيرها من الدول السمراء .
في البداية شرع الكيان الصهيوني في تقديم بعض الخدمات المنقوصة وبشدة لدي هذه الدول قليلة الإمكانات فبدأ في بناء بعض المراكز الطبية والتعليمية وقدم المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم اللوجوستي لبعض الدول في حربها علي الإرهاب الذي كانت تصنعه وتمارسه اسرائيل كل يوم .
ولم تكتفي اسرائيل بهذه الامور فأخذت تتوسع في الاستثمارات داخل القارة السمراء وأقامت العديد من المصانع والمنشأت 
وكما تعرفون لم تفعل اسرائيل كل هذا ولم تقدم كل هذا الدعم من أجل عيون الأفارقة المساكين بل كانت تفعل كل هذا في محاولة منها لإستغلال تدهور العلاقة المصرية الأفريقية وبناء جسر عازل بيننا وبين جيراننا الأفارقة .
إن افريقيا هي الإمتداد الإستراتيجي لمصر وأمنها وسلامتها وتنميتها والإستثمار فيها كان واجب حتمي علينا القيام به من أجل مصلحتنا في المقام الأول لكن لا حياة لمن تنادي،فكانت مصر عهد مبارك تدار بعقلية صاحب العزبة الذي إذا غضب من أحد الفلاحين الصغار طردته من جنته ونعيمه ...هكذا فعل مبارك بعد محاولة إغتياله .
ومن المشكلات المعقدة التي بدأت تطفوا علي سطح الأحداث نتيجة سوء العلاقة المصرية الأفريقية أزمة سد النهضة الأخيرة وما سيببه من أضرار بالغة لمصر علي كل المستويات . لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن أزمة سد النهضة قد تكون هينه الوقع والضرر اذا ما قورنت بكمية المشاكل التي ستصدرها لنا إسرائيل جراء تواجدها في أفريقيا ما تقوم به اسرائيل هنا سيدمر أجيالنا المقبله فالحرب القادمة لن تكون علي الاطلاق حربا عسكرية تستخدم فيها الات الحرب بل ستكون حربا بيولوجية تستخدم فيها اسرائيل الجراثيم والحشرات التي ستسبب العديد من الأمراض المميته والمدمرة للحيوان والنبات والإنسان وبهذه الطريقة يتحول الشعب كله الي شعيب مريض غير قادر علي العمل والعطاء ومن ثم تنهار الدولة بكامل اركانها .
إن اسرائيل تعلم تماما أنها غير قادرة علي مجابهتنا عسكريا لذلك اتجهت هذا الاتجاة في أفريقيا لذا بات من الواجب والضروري علينا ان نتحرك وبشكل سريع نحو ترميم العلاقة المصرية الافريقية وبنائها من جديد من أجل الحد من هذه الكوارث التي ستحدث في المستقبل.