هجوم شديد اللهجة من "بوتين" لزعيم الشيشان

عربي ودولي

بوابة الفجر


فرض الرئيس فلاديمير بوتين شريعة الكرملين، على كل ركن من أركان روسيا ما عدا ركناً واحداً هو منطقة الشيشان التي لا يذعن زعيمها رمضان قديروف غالباً للقواعد التي تحكم بقية أرجاء البلاد.

ويحاول بوتين الآن لجم قديروف وتذكيره بأنه هو الرئيس، رغم أن إبعاده عن الساحة يعني المخاطرة بإعادة إشعال تمرد كان قديروف قد ساعد زعيم الكرملين على إخماده.

كان قديروف متمرداً سابقاً وهو الآن ومنذ عام 2007 يحكم المنطقة المضطربة التي يغلب المسلمون على سكانها، والواقعة في شمال القوقاز الروسي ويقسم على الولاء لبوتين.

مثل تلك التعبيرات العامة دفعت بوتين إلى أن يغض الطرف عن سلوكيات يخص بها قديروف نفسه ومنطقته، ومن ذلك فرض مظهر إسلامي واضح، وإحراج الكرملين بانتقادات عنيفة للسياسيين المعارضين، واتباع أساليب مع المتمردين تعتبرها جماعات حقوق الإنسان انتهاكات.

لكن يتردد على نطاق واسع أن لقديروف معارضين في الكرملين وقد سنحت الفرصة للجمه، ففترة ولاية زعيم الشيشان البالغ من العمر 39 عاماً، تنتهي في أبريل، والأمر يستلزم موافقة بوتين على بقائه.

قال ألكسندر بونوف، من مركز كارنيجي للأبحاث في موسكو: «يقال إن الباب ظل مفتوحاً لفترة طويلة جداً أمام قديروف كي يدير الأمور بطريقته.. والآن يزداد تطلع النخبة في موسكو لإخضاع الشيشان لبوتين».

وسئل الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في فبراير، عن مصير قديروف بعدما تنتهي فترة ولايته، فقال إن قرار من سيدير الشيشان أمر بيد الرئيس.

وأضاف: «هل الهيكل هناك مختلف بأي نحو عنه في المناطق الأخرى؟ علينا ألا ننسى أن هذه منطقة تتبع روسيا الاتحادية وتنطبق عليها كل قوانين روسيا الاتحادية».

ولم يرد ناطق باسم حكومة الشيشان على اتصالات بغرض الحصول على تعليق على مسألة انتهاء فترة قديروف.

شريعة موسكو

كان قديروف ووالده أحمد من المشاركين في تمرد انفصالي قاتل حكم موسكو في الشيشان في التسعينات.

وتحول ولاء الأسرة، وأصبح أحمد قديروف زعيماً للشيشان موالياً لموسكو عام 2003، لكنه اغتيل في تفجير في العام التالي، وتمت تهيئة ابنه الذي كان يدير جهاز الأمن لأن يتولى زمام الأمور.

ومنذ عينه بوتين رسمياً زعيماً للشيشان عام 2007 أشرف رمضان قديروف على إعادة بناء العاصمة الشيشانية غروزني التي مولتها روسيا. ويوجد بالمدينة الآن أكبر مسجد في أوروبا، وملعب لكرة القدم كلفت إقامته ملايين الدولارات، ومجمع يضم ناطحات سحاب أقيمت على أحدث الطرز. ويعتبر البعض في الشيشان أن الفضل يرجع لقديروف في نهضة المدينة، وفي السلام الذي أتاح لها ذلك، لكن الشيشان تبدو غالباً تحت حكمه وكأنها تعمل وفق قوانينها الخاصة.

وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش، المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك، إن سلطات الشيشان ترغم النساء على ارتداء الحجاب في الأماكن العامة. ومثل هذه الممارسات تتعارض مع قواعد روسيا المتعلقة بالحريات الدينية.

الزعيم المحارب

لا يشعر البعض في الكرملين بارتياح تجاه أسلوب قديروف. فهو يضع نفسه في صورة الزعيم المحارب الذي يرفع راية الإسلام والهوية الشيشانية داخل روسيا.

في ديسمبر الماضي، كتبت شيشانية تدعى عائشة إيناييفا على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الناس تعيش في فقر، بينما تنعم دائرة قديروف المقربة ببذخ العيش. وسرعان ما أحضرها قديروف مع زوجها إلى مكتبه، ووجه إليها تأنيباً لاذعاً أذيع على قنوات التلفزيون الشيشاني.

ويقول حقوقيون، إن هناك جانباً أكثر ظلاماً في أسلوب قديروف، وهم يتحدثون عن حالات موت واختفاء وتعذيب منتقدين أو معارضين له، ويلقون بالمسؤولية على القوات الموالية له، وقد نفى ذلك.