آخرهم "هيبتا".. أفلام توَّجت نجاح روايات لأشهر كُتاب العالم العربى

الفجر الفني

بوابة الفجر


يستطيع كاتب الرواية أن يجذب اهتمام قرائه لساعات وربما لأيام، وهو الوقت اللازم للانتهاء من قراءة الرواية كاملة، وليعيش القارئ فى أحداثها، التى يمنحها الخيال الحياة لتصبح واقعا، ولأن الفن لغة كل الشعوب، والدليل على رقى الحضارات أو انحطاطها، ألهمت عدد من الروايات، التى أسندت لكُتاب كبار فى مصر والوطن العربى، كثير من صناع السينما، لتتحول إلى أفلام تركت بصمتها فى أذهان الجمهور لسنوات طويلة.

نجيب محفوظ
حازت ثلاثية الأديب الراحل نجيب محفوظ، أول عربى حاز على جائزة نوبل فى مجاله، وبتحويل رواياته الثلاثة "قصر الشوق"، "بين القصرين"، و"السكرية"، إلى أفلام قام ببطولتها الفنان يحيى شاهين، وأخرجها حسين الإمام، وتدور حول عائلة أحمد عبد الجواد، المصرية في ظل الاحتلال البريطاني، والتركي والألماني في ما بعد، وتلقي الضوء على الثورة المصرية ضد الاحتلال. 

وجسدت الفنانة "شادية" دور البطولة فى فيلم مأخوذ عن رواية "زقاق المدق" للأديب نجيب محفوظ، عام 1947، والتى برع خلالها فى تصوير زقاق المدق، أحد الازقة المتفرعة من حارة الصنادقية بمنطقة الحسين بالقاهرة، تصويرا أدبيا رائعا، وتدور أحداث القصة حول "حميدة" التي انتهت حكايتها بين أحضان الضباط الإنجليز، وقد أنهت بمسلكها هذا حكاية خطيبها الذي مات مقتولا على يد الضباط الإنجليز.
 
وتعد رواية "اللص والكلاب" للأديب نجيب محفوظ، والتى تحولت إلى فيلم بنفس الاسم، وقام ببطولته شكرى سرحان، كمال الشناوى، وشادية، عام 1962، تجسيدا لقصة حقيقية، وهي حكاية "محمود أمين سليمان"، وهو مصري دخل السجن لـ4 سنوات، وحين خرج وجد أن حياته تغيرت رأساً على عقب، فيقرر الانتقام من ظالمه، وشغلت هذه القصة الرأي العام المصري بضعة شهور عام 1961. 

كما تحول عددا من روايات الأديب الكبير نجيب محفوظ، إلى أفلام اشتهرت بها السينما المصرية، من أبرزها: السمان والخريف عام 1962، بطولة محمود مرسى ونادية لطفى، ثرثرة فوق النيل عام 1966، بطولة عماد حمدى، عادل أدهم وماجدة الخطيب، الكرنك عام 1974، بطولة سعاد حسنى ونور الشريف، وأكثر من شارك فى أفلام ومسلسلات نجيب محفوظ، هما الفنان نور الشريف، والفنانة الكبيرة شادية.

يوسف السباعى
وخلال فيلم "نادية" إنتاج عام 1969، المأخوذ عن رواية للأديب يوسف السباعى، تحمل نفس الاسم، تقوم الفنانة سعاد حسنى، بدورين لـ "نادية" وشقيقتها منى، وتدور القصة حول علاقة التوأمين فى إطار اجتماعى رومانسى خلال أحداث الفيلم، وشاركهن البطولة الفنان عماد حمدى والفنان نور الشريف، وقدم السباعى، حوالى عشر روايات خلال مشواره، وشغل منصب وزير الثقافة عام 1973، وفى نفس العام نال على جائزة الدولة التقديرية فى الأدب.

ومن أهم روايات السباعى، التى تحولت إلى أفلام ناجحة، رواية "الليلة الأخيرة" والتى جسدتها سيدة الشاشة العربية، الفنانة فاتن حمامة، التى قامت بدور "نادية" التى تستيقظ من النوم ذات يوم لتجد أن 15عاما مرت أثناء نومها، محاولة البحث عن ماضيها وحياتها السابقة، وفى عام 1978، قدم المخرج هنرى بركات، فيلم "أذكرينى" من بطولة محمود ياسين ونجلاء فتحى، المأخوذ عن رواية رومانسية بعنوان "الأطلال"، للأديب يوسف السباعى، وتدور القصة حول قصة حب تواجه الكثير من العقبات.

إحسان عبدالقدوس
تحولت أغلب روايات الأديب إحسان عبدالقدوس، إلى أعمال فنية، ويعتبرمن أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية، كما تُرجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة، وحملت بعض رواياته الطابع السياسى، وأبرزها رواية "فى بيتنا رجل" التى تحولت إلى فيلم بنفس الاسم، بطولة عمر الشريف وحسن يوسف وتدور أحداثها في زمن ما بعد الاستعمار في مصر، عن شاب يتورط فى اغتيال رئيس الوزراء المؤيد للاستعمار، ويضطر للإختباء فى بيت صديقه وتتطور الأحداث.

ويعد فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبي" الذى تم طرحه عام 1974، أحد أهم الأعمال الفنية التى شهدتها السينما المصرية، والفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب إحسان عبدالقدوس، وتدور حول مجند يجسده الفنان محمود ياسين، يعود إلى قريته بعد حرب 1967، ويحاول استرداد حياته بعد أن يلومه أهل القرية على ما حدث في الحرب، وحاز إحسان عبد القدوس على جائزة أفضل قصة فيلم عن هذا العمل.  

علاء الأسوانى
وجاءت رواية "عمارة يعقوبيان" للكاتب علاء الأسوانى، تجسيدا لطبقات المجتمع المصرى، من خلال عرض قصص لشخصيات مختلفة تعيش فى عمارة قديمة تدعى "عمارة يعقوبيان" وتحولت الرواية إلى فيلم سينمائى أخرجه مروان حامد، وضم عدد كبير من نجوم الفن، من بينهم عادل إمام، نور الشريف، يسرا، خالد الصاوى، هند صبرى، وسمية الخشاب.

وساهمت رواية "عمارة يعقوبيان" فى انتشار الكاتب علاء الأسوانى، وحصل الفيلم على 6 جوائز في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، خلال الدورة الـ13 للمهرجان القومي للسينما المصرية، ونال الفيلم على إيرادات كبيرة وصلت إلى 19 مليون جنيها، وتم طرحه فى دور العرض السينمائى فى صيف عام 2006.

أحمد مراد
وبعد تحقيق رواية "الفيل الأزرق" للكاتب أحمد مراد، لأعلى المبيعات عام 2013، تناولها المخرج مروان حامد، فى فيلم سينمائى بنفس الاسم، أنتج عام 2014، من بطولة الفنان كريم عبدالعزيز، خالد الصاوى، ونيللى كريم، ويدور الفيلم حول دكتور يُدعى "يحيى" يعود لعمله بمستشفى العباسية، بعد غياب خمس سنوات، ليصتدم بعدة مفاجآت وأسرار حول صديقه الدكتور "شريف الكردى"، وتتطور الأحداث فى إطار درامى مشوق.

ويتعاون الكاتب أحمد مراد، مرة أخرى مع المخرج مروان حامد، فى إخراج روايته "تراب الماس"، والتى أكد خلال تصريحات صحفية أنها فى مرحلة الإعداد، ويتم تقديمها خلال العام القادم 2017، من خلال فيلم سينمائى بنفس الاسم، ومن المقرر أن يقوم ببطولته الفنان آسر ياسين، وذلك بعد نجاح روايته التى أصدرها عام 2010، وتدور حول "طه" الذى يعمل كمندوب دعاية طبية فى شركة للأدوية، ويعيش مع أبيه القعيد، وتحدث جريمة قتل غامضة، يتداعى عالم طه بأكمله إلى الأبد.
  
محمد صادق
لم تكن رواية "هيبتا- المحاضرة الأخيرة" للكاتب محمد صادق، التى أصدرها فى مطلع عام 2014، مجرد رواية رومانسية فحسب، لكنها تنتمى إلى العالم الذى أهلكه الجميع بحثا، ذلك العالم الذى برغم تكرار قصصه ورواياته، إلا أن الجميع فيه يقع فى نفس الأخطاء، ويعيد نفس الأحداث، ويتألم نفس الألم.

ويقول المنتج محمد العدل، عن الرواية "استمتعت برواية هيبتا، فهى عمل روائى مرهف الحس، مزجت فيه المتعة بالمعرفة، وأدخلتنى فى عالم لم أكن أعلم بوجوده، رغم أننى عشت بعض هذا العالم أو كله دون أن أدرى برغم هذا العمر.

وتوَج نجاح "هيبتا" وتحقيقها لأعلى المبيعات، كما كانت الكتاب الأكثر قراءة بين مستخدمي موقع "جودريدز" للكتب بعدة دول عربية، تحويلها إلى فيلم سينمائى، تم طرحه أمس الأربعاء بدور العرض السينمائى، وأخرجه هادي الباجوري، وضم الفيلم كوكبة من النجوم الشباب، من بينهم ماجد الكدوانى، هانى عادل، عمرو يوسف، كندة علوش، ياسمين رئيس، دينا الشربينى، أحمد داوود، وأحمد مالك.