بعد إمهال المجتمع الدولي 24 ساعة للضغط على "بشار".. خبراء: إلغاء الهدنة لن يحقق أحلام المعارضة في سوريا

عربي ودولي

بوابة الفجر



على الرغم من الاتفاق على هدنة محاداثات جنيف في سوريا، والعمل على تعزيز إيصال المساندات الإنسانية إلى المدن المُحاصرة في سوريا، إلا أن نظام بشار لم يلتزم بأي شيء، كما أن المساعدات لم تصل إلا إلى 6.5% من المحاصرين، مما دفع المعارضة إلى تعليق مشاركتها في مفاوضات جنيف، كما أعطت مهلة 24 ساعة للمجتمع الدولي للضغط على "الأسد" لوقف قصف المدنيين، مهددة في حالة فشله بعدم الالتزام بالهدنة.
وترصد "الفجر"، تطورات الوضع السوري عقب هدنة محاداثات جنيف، وتأثير تهديدات العارضة السورية على الوضع السوري والمجتمع الدولي.


هدنة محاداثات جنيف
اتفقت القوى الكبرى في ميونيخ على وقف الأعمال العدائية في سوريا خلال أسبوع، وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية للمدن المُحاصرة في سوريا، وأعلنت المعارضة السورية موافقتها على هدنة لمدة إسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا أوقفت روسيا حملة الضربات الجوية على سوريا، مشيراً إلى أن الهدنة ستكون قابلة للتجديد وتدعمها كل الأطراف باستثناء تنظيم "داعش".


خرق النظام للهدنة
منذ أن بدأت العملية السياسية للالتزام بالهدنة، زادت معاناة الشعب السوري، ولم يتم رفع الحصار عن أى بلدة بل زاد عدد البلدات المُحاصرة، كما واصل النظام حصار المدنيين ولم يكترث لهدنة أو لمحادثات، وواصل عمليات قصف المدنيين والتهجير، إضافةً إلى استمرار إرسال إيران قواتها إلى سوريا وتواصل القصف الروسي للمدن السورية.


الهدنة في خطر
وعلى إثر ذلك، أعرب المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دى ميستورا، عن قلقه تجاه ما حدث فى مدينة حلب، لافتاً إلى أن الهدنة فى سوريا فى خطر شديد إذا لم يتم التحرك بسرعة، مؤكداً أنه ليس لديه ما يدل على محادثات مباشرة بين الطرفين السوريين. 


المعارضة تعلق مشاركتها بـ "جنيف"
ورداً على عدم التزام "الأسد" بالهدنة، أكد رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أن الهيئة قررت تعليق مشاركتها فى مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية، مبرراً تلك الخطوة بأن النظام لم يلتزم بأى شيء كما التزمت به المعارضة، موضحاً أن المساعدات لم تصل إلا إلى 6.5% من المحاصرين، وأن عدد المدن المحاصرة ازداد بعد القرار الدولى 2254. 

وقال حجاب، لن نقبل أن نفاوض بينما شعبنا يموت من القصف والجوع، مؤكداً أن النظام استغل الهدنة والمفاوضات وزاد من معاناة السوريين، متهماً روسيا بأنها تمثل المظلة السياسية والعسكرية للنظام السورى، وطالب الفصائل المسلحة فى سوريا بعدم التخلي عن السلاح حتى يسقط نظام بشار الأسد، مؤكداً عدم قبولهم أى عملية سياسية تعمل على إطالة أمد نظام بشار.

 وقال إن النظام السورى لم يلتزم بما التزمت به المعارضة من هدنة، مؤكداً أنه لا وجود للهدنة مع استمرار إرسال إيران قواتها إلى سوريا وتواصل القصف الروسي، كما دعا "حجاب" مجلس الأمن الدولى للاجتماع وإقرار وجود مراقبين دوليين لمراقبة الهدنة ورصد الخروقات، مشيراً إلى أن السلاح تم منعه عن الفصائل السورية مع بدء الهدنة بينا تمد روسيا النظام بالسلاح، وطالب حجاب واشنطن بتحمل مسئولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه سوريا.  

طالب منسق الهيئة العليا للمعارضة السورية فى مفاوضات جنيف بإشراف أممى ومحاسبة من يخترق الهدنة على الأرض، حتى يكون لها جدوى. 


مهلة 24 ساعة للضغط على "الأسد"
أصدرت غرفة عمليات حلب في الجيش السوري الحر بياناً مساء السبت، أمهلت فيه المجتمع الدولي 24 ساعة للضغط على نظام الأسد، لوقف غاراته على المدنيين في المدينة.

وأكد البيان، أن الجيش الحر سيعتبر الهدنة لاغية إذا استمرت الغارات، وسيعمل على استهداف مواقع النظام، ما لم يوقف الأخير غاراته الجوية التي أدت خلال الأيام الماضية لمقتل وجرح العشرات، بحسب ما أفاد موقع "العربية نت"، اليوم الأحد.

ويأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض، رياض حجاب، أن الهيئة علقت مشاركتها في مفاوضات جنيف احتراماً للدم السوري الذي يسفك بسبب قصف النظام وحلفائه، ونتيجة سياسة الحصار تحت نظر وسمع المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا وفريقه.


إلغاء الهدنة لن يحقق أحلام المعارضة
ومن جانبه، أكد أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي  المصري، أن المعارضة السورية بإعطائها مهلة للمجتمع الدولي للضغط على الأيد، كأنها تطالب حماية المجتمع الدولي للجماعات التكفيرية التي تستهدفها الغارات الجوية للقوات المسلحة السورية.

وأضاف شعبان، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن المعارضة السورية بهذا الطلب توضح نواياها وارتباطها بالتنظيمات الإرهابية في سوريا، والذين يشنون حرباً إجرامية على المدنيين العزل.

وأوضح رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن إلغاء الهدنة لن يحقق للمعارضة السورية أحلامها فى سوريا، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لن يستطيع أن يفرض شيء على النظام السوري.


فشل المجتمع الدولي
وفي السياق ذاته، أكد اللواء محمود خلف، الخبير الاستراتيجي، أن يتوقع فشل المجتمع الدولي في إقناع "بشار" بالالتزان بالهدنة، وتنفيذ مطالب المعارضة السورية، لافتاً إلى أنه يتوقع أيضاً فشل محاداثات "جنيف" بشأن الأزمة السورية.

وأضاف خلف، أن تهديدات المعارضة السورية بعدم الالتزام بالهدنة، واعتبارها بأن المعاهدة لاغية، لن يكون له أي تأثير على موقف النظام السوري، مشيراً إلى أن الوضع السوري يسير من سيء إلى أسوأ.

وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن سعي المعارضة السورية ونظام "الأسد" إلى حل الأزمة السورية هو سعي صوري فقط، وأن كلاً منهم يريد الوصول إلى كرسي السلطة فقط، وأن الشعب السوري هم من يدفع ثمن النزاع الدائر بين الطرفين.