أسماء حسنين تكتب: "عبد السلام... تهمته 2 قهوة وحجر معسل"

مقالات الرأي

بوابة الفجر


أحمد عبد السلام صديقي ابن الـ35 عامًا،  شاب طموح عملي للغاية، لا يعرف طريق الخناق أو المشاكل،  من أسرة ثرية اعتادت المشي جنب الحيط. 

تعرفت عليه منذ 5 سنوات فأكثر،  فكان دائم الجلوس على أحد المقاهي التي أجلس عليها.

يحضرني مشهده المعتاد الآن في الجلوس على المقهي يشرب القهوة وفي يده الأخرى الشيشة وينظر في هاتفه المحمول يتصفح أخبار الفيس بوك أو أخبار شغله كمأمور ضرايب أو حتى يتحدث إلى أحد زملائه.

كل ما يشغله هو العمل والمستقبل وكيف يكون شخص أكثر استقرارا في حياته،  لم أراه يوما يشارك في أحد الوقفات الاحتجاجية أو موجات الثورة أو غيرها.
  
وعندما رأيته يتحدث لأول مرة في السياسة كان مدافعا عن السيسي والنظام والحكومة والجيش ويسب في الإخوان المسلمين.

ومنذ فترة قصيرة أخذ أحمد الاهتمام أكثر فأكثر بحياته الشخصية التي كان يجهز لها بان تكلل بالزواج في الفترة القادمة،  ولكن هذا لم يمنعه عن عادته اليومية وهي الجلوس في المقاهي وارتشاف القهوة وشرب الشيشة.

ولم يكن يعلم أن القدر لم يمهله في حالة السعادة التي انتابته أثناء تحضيره لعش الزوجية،  فبعد انتهاء عمله وذهابه إلى شقته التي يجهزها لتسكن بها زوجته المستقبلية والموجودة بمنطقة فيصل،  قرر الذهاب لأقرب مقهي لشقته لممارسة عادته اليومية الخميس الماضي.

ولم يكن يعي حالة الهياج الشديدة التي أصابت بها الداخلية لتصل إلى القبض العشوائي على جميع المواطنين الجالسين على المقاهي والسائرين على أقدامهم. 

وبالفعل أثناء جلوسه على المقهى في حب المعسل وشرب القهوة تم القبض عليه واصطحابه إلى قسم الهرم،  ليتفاجأ بزج اسمه في محضر يحمل أسماء ناشطين سياسيا واعضاء حركة 6 إبريل وتوجيه 9 تهم له منها قلب نظام الحكم والانضمام لجماعة محظورة وعمل اجتماعات للتحضير لـ25 أبريل،  اليوم الذي اراهن عليه بأن أحمد لم يعي متي سيأتي هذا اليوم وما هي أحداثه. 

ولكن لم يسمعه أحد وهو يقول لهم إنه لا يعرفهم أو حتى له علاقة بالتهم الموجه إليه.

واليوم قررت النيابة حبس "عبدالسلام" 15 يومًا على ذمة التحقيق،  والتهمه حجرين معسل وفنجان قهوة

يا سيادة وزير الداخلية قول لرجالتك أن أحمد ميعرفش سياسة، بيعرف الشيشة والقهوة وبس، أفرجوا عن الرجل من أجل أن يستكمل مشواره في تكليل حياته الزوجية.