مع إعلان السعودية عن رؤيتها الاقتصادية لعام 2030... مصر تبكي حالها وتتساءل عن ثرواتها

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



 خبراء يؤكدون على أن العشوائية في الإدارة تسبب عدم الاستغلال الأمثل.. وآخرين: هناك من يسرق هذه الثروات



لا طالما اشتهرت بثرواتها التي لا تخطر على قلب وعقل أي أحد، ثروات مبعثرة في كل منطقة من مناطقها، لا تستطيع عدها، فهي من حباها الله سبحانه وتعالى بالكثير من الثروات والمعادن والاّثار، لكنك ترى هذه الثروات تبكي بكاء من فقدت ولدها، فهي لا تزال في باطن الأرض لم يهم أحد  باستخراجها، أو أخذها في الاعتبار، بل إن صحراءها الشاسعة تنادي لتسمع جميع من يبعدون عنها مالكم تحصرون أنفسكم على نسبة قليلة من الأرض، وتتركونني وحيدة فريدة أعاني من وباء الإرهاب والتعديات التي أنهشت كبدي، ليستلهم أبناءها المخترعين هذا الصوت العالي ويصرخون بحرقة من أعماقهم لماذا تطردوننا  لنعمر العالم ونتركها تعيش في الظلام الحالك.
هذا هو حال مصر وحال أبنائها معها الذين يسكنون فقط على 6 % من أراضيها الشاسعة، فهم منذ أن وجدوا لم يستطع أحد أن يستصلح تلك الأراضي ويوسعها، ليعم الخير على الجميع، ويهنأ الصغير والكبير، ويمتنع التكدس الحاصل في الكثير من المحافظات، لا سيما محافظات القاهرة الكبرى.
إذا نظرت إلى الكثير من الدول خاصة دول الخليج " أصحاب التاريخ الأقل عمرا " تبكي بكاء هيستيريا على مصر فدولة الإمارات تعين وزيرة للسعادة مؤخرا ولم لا؟ وهم من استثمروا أولا في الإنسان، لأنهم علموا جيدا أن الاستثمار في الإنسان هو أساس النهضة والتنمية، لكن الأهم الصدق مع الذات الذي لا يتوافر على الإطلاق في مسئولي مصر، لم يقف الأمر على هذا بل عليك أن تزداد حسرة وألما، عندما تعلم أن السعودية أعلنت هي الأخرى عن خطتها ورؤيتها الاقتصادية لعام 2030 بحيث تستغني عن النفط الذي هبطت أسعاره نتيجة للتوترات الجيوسياسية في المنطقة العربية خاصة بين عملاقي المنطقة، السعودية وإيران.
 
"الفجر" نكأت الجراح هي الأخرى، بسيرها في طريق البحث بين الآراء المختلفة بين متخصصي التنمية والاقتصاد لتطرح العديد من التساؤلات، تتمحور حول الثروات المصرية ومقدراتها السابحة في الأرض، ولماذا إلى الاّن لم يهم أحدا البتة باستغلال تلك الثروات ؟ وجعلها بين يد الشعب المصري الذي يئن من الفقر والجوع ومن المستفيد من ذلك ؟
مصر تفتقد لعنصر الإدارة
في البداية يؤكد الدكتور محمد باغة، أستاذ الإدارة والتنمية والتطوير المؤسسي بجامعة قناة السويس ، أن مصر لديها العديد من الثروات الكثيرة التي تستلهم من الأراض الكثيرة والعنصر البشري، إضافة إلى رأس المال إلا أن إشكالية مصر هي فقدانها لعنصر الإدارة الرشيد، قائلًا إن الإدارة السليمة ليست متوافرة بما يعني استمرار هدر هذه الثروات.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن المصريون لا يزالون الى الاّن يعيشون على 6 % من الأراضي على الرغم من الأراضي الشاسعة التي حباها الله سبحانه وتعالى لمصر، فضلا عن الثروات الأخرى، مثل الثروات التي تتواجد في باطن الأرض وهي الثروات الطبيعية والمحجرية فضلا عن الموقع الإستراتيجي، مشيرًا إلى أن مصر تعد الدولة الثالثة في مجال الثروة المعدنية والمحجرية .
ولفت  باغة الى أن عنصر الإدارة يفتقد تماما إلى الرشاد، فضلا عن القوانين الكثيرة التي لم تعدل إلى الآن، قائلا إن مصر اذا استغلت هذه الإمكانيات ستصبح من أغنى دول العالم .
الثروات تسرق والبعض مهدر
فيما أكد الدكتور يوسف محمد الخبير الاقتصادي، أن مصر لديها امكانيات كبيرة للغاية لم تستغل إلى الاّن، حيث الكثير من الثروات الطبيعية التي منها الموقع الاستراتيجي والعديد من الثروات الأخرى الكثيرة، لافتا إلى أن هناك البعض يستغل هذه الثروات ليقوم بسرقتها والاستحواذ عليها فضلا عن الهدر الحاصل والاستغلال السيئ.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ " الفجر" أن المسئولين هم الأساس في تلك النكبات بعدم استغلال هذه الثروات الكثيرة قائلا: " المسئولين لا يراعوا الله سبحانه وتعالى فيما ملكهم فيه"، مبينا أن العديد من الدول لا يوجد بها تلك الثروات التي تتوافر في مصر مثل اليابان وغيرها من الدول الكثيرة
العشوائية سبب الكوارث
ومن ناحيته أكد الدكتور محمود عبد الحي، مدير معهد التخطيط سابقا وأستاذ الاقتصاد الدولي، أن الإشكالات الأساسية في عدم استغلال هذه الثروات المصرية، هي العشوائية الكبيرة التي أصبحت مصر تعيش فيها ليل نهار في جميع الاتجاهات والمجالات، إضافة إلى الاستغلال السيء من قبل الشخصيات الكبيرة التي لا يهمها إلا مصلحتها فحسب.
وأضاف عبد الحي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن هنا من يضلل الرأي العام بشأن العديد من القضايا القومية وقضايا الاقتصاد المصري بما يؤثر بالسلب على استغلال تلك الثروات بإيجابية واعطائها لمستحقيها، قائلا أنه لابد من توافر الالتزام الإنساني الاجتماعي الوطني بحيث لا تكون هناك إشكاليات عديدة في استخدام هذه الثروات وتوجيهها في المسار السليم.
وشدد على توافر الادارة الاقتصادية صاحبة المعالم الواضحة أمام الجميع، بحيث توفر جميع دعامات الاقتصاد القوي قائلا أنه لو استغلت هذه الثروات المصرية لكانت مصر من أقوى دول العالم بلا منازع .