الرؤساء وفرحة العمال بعيدهم.. "مبارك" يحتفل بـ"المنحة ياريس".. و"السيسي" بـ"كلنا هنبني البلد"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر




"عبدالناصر" أكبر مدافع عن العمال.. "السادات" استجاب لمطالب العمال.. "مبارك" خصص الشركات وشرد العمال.. "مرسي" قلد الرؤساء.. "السيسي" ركز على محاربة الإرهاب في عيد العمال

"عبدالناصر- السادات- مبارك- مرسي- عدلي منصور- السيسي".. 6 رؤساء شاركوا العمال "عيدهم" وأحيوا حفلهم، تختلف أهدافهم فبعضهم يستغل هذا اليوم لرفع الروح المعنوية للعمال، أو دعم معنويات الجيش المصري، ومنهم من يقرر فيه رفع العلاوة المادية وزيادة المرتبات، وآخرين من يعتبره مجرد ذكرى لحديث لا يتعدى عتبة مكان الاحتفال.

تنوعت أماكن احتفالات أعياد العمال باختلاف الرؤساء الستة الذين شاركوا العمال احتفالاتهم فعبدالناصر اختار المدن العمالية الشهيرة مثل "المحلة الكبرى" وغيرها من المدن الصناعية الكبرى، أما السادات فاعتاد أن يقيم الاحتفال بـ الأماكن العمالية الشهيرة مثل سفاجا و المؤسسة العمالية "شبرا الخيمة" وحلوان، ومبارك طالما احتفل مبارك بعيد العمال في الأماكن المغلقة على النقيض من سابقية ،إذا شهدت قاعتي الأزهر و المؤتمرات في مدينة نصر، بينما احتفل عدلي منصور بهذا اليوم كأول عيد عمال في عهده بزيارة مجمع الحديد والصلب بحلوان.

تاريخ عيد العمال
في مثل هذا اليوم  الخامس من سبتمبر، عام 1882، احتفل عمال الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة نيويورك بأول عيد لهم حيث لم يخطر في أذهانهم آنذاك بأن يومهم هذا سيكون رمزاً و علامة فارقة في تاريخ النضال العمالي بالعالم بأسره .

ويعد اليوم بمثابة تقديساً لأرواح الشهداء الذين لقو حتفهم خلال مطالبتهم بحقوقهم المشروعة والتي وأن لم تتحقق معظمها إلا ان الملايين من العمال في مختلف بقاع العالم و مدنه الصناعية ينعمون بها حتى الآن .

الاحتفال بهذا اليوم يرجع أصله إلى مدينة شيكاغو الأمريكية حيث اندلعت النزاعات العمالية مطالبة بتخفيض عدد ساعات العمل في هاميلتون إلى 8 ساعات ،ثم توالت الأحداث بتورنتو فى كندا 1886، واستطاع المشرعون الكنديون أن يصيغوا قانون الاتحاد التجاري والذي اقتبسته معظم دول العالم  الذي أضفى الصفة القانونية و الحماية للازمة لحقوق العمال .

وفي مصر، ورغم الصناعة منذ بداية القرن العشرين، إلا أن الانطلاقة الفعلية جاءت بعد ثورة يوليو 1952، وتحول مصر من دولة زراعية إلى دولة اشتراكية صناعية.. و هي البدايات الفعلية لاحتفالات عيد العمال.
ترصد "الفجر" لقطات من خطابات الرؤساء الستة في عيدهم وأهم القضايا اللي تناولوها من "عبدالناصر – 
السيسي" ومراحل تطور كل "حفل".

جمال عبدالناصر
كان أول رئيس يحتفل بعيد العمال، واعتاد أن يلقى خطاباته وسط العمال في المدن العمالية الشهيرة مثل شبرا الخيمة والمحلة الكبرى، فيما كانت الخطابات تتطرق إلى كل ما يشغل المجتمع المصري بما فيها مشاكل العمال.

 يعد عبدالناصر أكبر مدافع عن العمال وقضاياهم والذي تمكن من بناء مناطق عمالية متكاملة في حلوان وشبرا وغيرهما، واختار عبدالناصر أن ينزل في الاحتفالات  إلى العمال في أماكن عملهم، ولذلك كانت أعياد العمال وخطابات عبدالناصر من مقر التجمعات العمالية في المحلة الكبرى حيث قلاع صناعة النسيج وهو ما حدث  بالفعل عام 1966 .

تحدث عبدالناصر في خطابه  عن الاشتراكية وأنه يسعى إلى تحقيق مستوى معيشة ملائم للعمال ورفع مستوى معيشة المواطن بشكل عام، كما ركز بقوة على ما أسماه ناصر «الشعب العامل» الذي تخلص من كل أشكال الاستبداد، ولم يكتف بذلك فقط بل كان يتطرق إلى مجانية التعليم للجميع، وتكررت الاحتفالات بعد ذلك في شبرا الخيمة  والمدن الصناعية.

 وكان الراحل حريصًا على التطرق إلى القضايا العربية وأنه يسعى إلى تقوية عزيمة الجيش المصرى وكان ذلك انعكاسا واضحا للظرف السياسي بعد هزيمة 1967.

أنور السادات
سار السادات على نفس نهج عبدالناصر في التعامل مع العمال والاحتفال بعيدهم، وأقام الاحتفالات في التجمعات العمالية وكان من بينها احتفاله في شبرا الخيمة و15 مايو، ركزت خطابات السادات على رفع الروح المعنوية للجنود المصريين وإبراز دورهم في حرب أكتوبر 1973، بالإضافة إلى حرصه على التأكيد الدائم على الاستجابة للمطالب المشروعة للعمال، كما قرب الرئيس الراحل السادات قيادات العمال منه.

مبارك
كان دائم الحديث عن النمو الاقتصادي وزيادة معدلات التشغيل والارتقاء بأوضاع العمال والحفاظ على مصالحهم وحقوقهم، غير أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع وظلت معدلات النمو بعيدة عن تحقيق العدالة الاجتماعية ولم يستفد منها العمال بل رجال الأعمال فقط وتزايد زواج السلطة بالمال، ولذلك كانت احتجاجات العمال بمثابة الشرارة التي مهدت لقيام ثورة 25 يناير.
وفي عهده تم خصخصة الشركات وتشريد العمال وخروج الآلاف على المعاش المبكر،  حيث زادت الاعتصامات العمالية بشكل كبير حتى وصلت إلى مقر مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى.
ولم تكن حالة  الاحتقان في الوسط العمالي في عهد مبارك من فراغ بل بسبب تصرفات النظام السياسي في ذلك الوقت كما قلنا من خصخصة وبيع الشركات، وظلت  عبارة «المنحة ياريس» هي الأشهر في تاريخ احتفال مبارك كل عام بعيد العمال، حيث لجأ مبارك إلى الاحتفال في القاعات المكيفة بدلا من المناطق العمالية وكانت أشهرها قاعة المؤتمرات الكبرى بمدينة نصر وكذلك قاعة المؤتمرات بالأزهر .

مرسي
حاول مرسى أن يسير على نهج سابقيه من الرؤساء، وزار مجمع الحديد والصلب بحلوان قبل عيد العمال  محاولا تقليد ما كان  يفعله الرئيس عبد الناصر، ثم أقام الاحتفال بعيد العمال في مقر قصر القبة باحتفالية جهز فيها وليمة  للحضور من الأرز واللحوم والمشروبات داخل قصر القبة، وتحدث عن حقوق العمال مؤكدا انه سوف يسعى  إلى زيادة العلاوة بنسبة 50% رغم أن العجز فى الموازنة العامة للدولة ولم يحقق أيًا من وعوده.

عدلي منصور
بعد قيام ثورة 30 يونيو  التي تولى بعدها المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد حاول التأكيد في خطابه على عدم التفريط في أصول وشركات الدولة من أجل دعم اقتصاد مصر بشكل كبير، ونال منصور بوقاره كرئيس للمحكمة الدستورية احترام العمال فى عام واحد قضاه رئيسا للبلاد.

السيسي
أقيم أول احتفال للسيسي بعيد العمال 2015 بمقر أكاديمية الشرطة، حيث كان احتفالا له طابع خاص أصر خلاله الرئيس على مخاطبة العمال بلغتهم  وتحدث بالعامية ولم يقرأ أي كلمة من الخطاب المكتوب، وتعهد الرئيس أمام العمال بإجراءات حاسمة لمواجهة الإرهاب ومنظومة لمواجهة ارتفاع الأسعار.

وكان خطاب الرئيس السيسي مختلفا لأنه ركز على ضرورة إحداث تغيير طويل في ثقافة العامل المصري والمواطن بشكل عام لكى يساعدوا الدولة في القضاء على الإرهاب والنهوض بالاقتصاد وقال «كلنا هانبنى البلد مع بعض».
 
وينتظر المصريون بفارغ صبرهم ما يحمله خطاب الرئيس "السيسي" الثاني له للعمال بعد أيام في ظل موجة تزمر عمالي وأضح، وأزمات سياسية لا تنتهي.