خبراء يضعون سيناريوهات الرد العربي لإنقاذ "سوريا".. ويؤكدون: الوضع لا يحتمل المماطلة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


اللاوندي: لابد من وحدة العرب لاسيما بعد التدخل الأمريكي من أجل الحفاظ على مصر
فهمي: انتهى دور الحلول السياسية في ظل استمرار انتهاكات الهدنة
السيد: لابد من التدخل الدولي سريعًا.. ومحاكمة "الأسد"

يبدو أن التحرك الدولي يتزايد بعد جرائم النظام السوري وحلفائه ضد المدنيين في سوريا، بالرغم من التدخل الأمريكي والدفع بـ (250) جنديًا من القوات الخاصة لسوريا لمحاربة مليشيات داعش، إلا أن روسيا تزداد شهيتها على الغارات لاسيما البنية التحتية، وهو ما حذر منه مراقبون دوليين في هذا الشأن بالتدخل السريع لإنقاذ سوريا لاسيما بعد اختراق الهدنة والقوانين الإنسانية، محذرين من مخطط دولي يحرق الأخضر واليابس.
واستهدفت غارات جوية، مساء الأربعاء، مستشفى "القدس" الميداني في حلب والمباني المحيطة بها في أحد المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة، ما تسبب في مقتل 27 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال وثلاثة أطباء، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.
 وجددت المقاتلات الحربية التابعة لنظام الأسد وحليفه الروسي، وهو اليوم العاشر على التوالي للهجمة الشرسة على المدينة، قصفها أحياء سكنية عدة في حلب، وأسفرت غارات اليوم عن مقتل 11 مدنياً على الأقل، وإصابة 35 آخرين، بينهم أطفال ونساء.
وتستهدف الغارات بشكل خاص البنية التحية؛ من مستشفيات ومدارس ومساجد وآبار مياه، كما منعت اليوم، لأول مرة في التاريخ، صلاة الجمعة في حلب؛ خوفاً من الغارات العنيفة.
التخبط العربي
يقول الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بالشئون الدولية، ما تشهده مدينة حلب من عملية إبادة جماعية، عبر القصف المتواصل يعد جريمة مكتملة الأركان ضد الإنسانية، وهذا نتاج التخبط العربي، وعدم وحدته، موضحًا أنه لا يوجد موقف عربي موحد تجاه سوريا، وهذا ظاهر من ردود الفعل، مشيرًا إلى نبيل العربي، أمين عام الأمم المتحدة للجامعة العربية أعطت كرسي سوريا للمعارضة، والمملكة العربية السعودية تطالب تغير نظام "بشار الأسد"، إذن الدول العربية ليست مجتمعة على تحرير سوريا بشكل أو بآخر، لكن مصر موقفها واضح وترى أن الحل يجب يكون سياسيًا، لأن صعب في الوقت الحالي التدخل العسكري.
وأضاف اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن "سوريا في حالة من أسوء حالتها، وهو ما استغلته أمريكا ودفعت بـ (250) جنديًا من القوات الخاصة لسوريا لمحاربة مليشيات داعش، لكن في الواقع هي خطة أمريكية لتدمير سوريا، وهو سر سعادة إسرائيل الآن، معللاً ذلك بأن عندما يتم تدمير سوريا سينتهي العرب؛ لأن الخطوة المقبلة تدمير مصر وبالتالي لابد من مساعدة سوريا، ليس حفاظًا على الشعب العربي السوري الذي يدفع الثمن بكل شىء فقط؛ ولكن من أجل مصر.
وتابع اللاوندي: أن احتراق سوريا اليوم يساعد من اقتراب نجاح المخطط الغربي بتدمير سوريا نهائيًا، مشددًا على وحدة الدول العربية لتبقي ما فضل منها، وألا تقف في موقف المتفرج دون فعل أي شيء، بحسب وصفه، مشددا على أن المنطقة العربية لن تجنى أي  ثمار من هذه الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على داعش لأن الولايات المتحدة تقصد مصالحها فقط حسب قوله.
لا مفاوضات في ظل انتهاك الهدنة
وأردف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، أن المفاوضات بشأن مستقبل سوريا السياسي لا يمكن أن تتم في ظل استمرار انتهاكات الهدنة، لافتًا إلى أن مجلس الأمن وكافة المؤسسات والكيانات الدولية والدول العربية متواطئون في لعبة القتل والإبادة ضد سوريا.
وتسأل فهمي، كيف للبلاد العربية أو الغربية أن تقف مكبلة الأيدي، دون الضغط على النظام السوري كي يقتنع بأن يسمح بعملية انتقال سلمي؟، موضحًا أن هذا الصمت ليس له معنى سوى دعم  النظام السوري وإعطائه مزيدا من جرعات النشاط الذي ينتج عنه مزيد من العنف والقتل والتشريد.
وأكد فهمي، أن السعي العربي الدولي الموحد لبلورة حل يضمن انتقالا سلميا ينبغي أن يحظى بأولوية قصوى حل يرضي الجميع ويحظى بغطاء إقليمي دولي وضمانات جدية لتجنيب سوريا نار الفتنة الطائفية والنزعة الانتقامية.
لابد من تدخل دولي ومحاكمة الأسد دوليًا
واستطرد قائلاً الدكتور مصطفى السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، بأن استهداف الطائرات الحربية لمستشفى ميداني انتهاك للقوانين الإنسانية والأعراف الدولية، مطالبًا  مجلس الأمن بتحويل الملف السوري إلى المحكمة الدولية ضد مجموعة أقطاب الجريمة في النظام لما اقترفوه من جرائم بحق مواطنيهم، واصفًا الوضع بالكارثي.
وأشار السيد، إلى أن التصريحات الدولية المتعاطفة مع الوضع الإنساني في سوريا لا ترقى إلى مستوى الحدث، مطالبًا بالتحرك الدولي، لاسيما التحرك العربي بشكل جاد للتصدي لهذه الانتهاكات، متضمنًا حلول واقعية وملموسة طال انتظارها كثيرًا من قبيل العرب، مشيرًا إلى أن الوضع المأساوي في حلب لم يعد يتحمل المماطلة.
وأضاف السيد، أن "الإرهاب يطال الجميع مرة يقوم به النظام وتارة أخرى فروعه الظلامية من داعش وغيرها في التفنن بقتل السوريين"، وهذا ما يعكس استراتيجية النظام التي كانت واضحة منذ البداية، والتي لابد من واقفة صارمة، لاسيما في ظل النزف الممنهج دون توقف من قبيل نظام الأسد.