صائدو الماء العكر.. "الإخوان" تخصص استغلال الكوارث للبكاء على "مرسي"

 "من أجل ذلك انقلبوا عليه.. أعزك الله سيدى الرئيس.. وفك أسرك.. لتنتقم لهذا الشعب المقهور... لبيك يا سوريا".. كلمات من فيض التعليقات الإخوانية التي انتشرت كالنار في الهشيم تترحم على أيام الرئيس الإخواني محمد مرسي، بعد حادث "حلب" الذي وقع بالأمس على يد النظام السوري وكأنه حامي حمى المسلمين وناصر العروبة.

ونشرت صفحة "طلاب الإخوان المسلمين الرسمية صورة لـ "مرسي" أثناء خطابه الشهير في استاد القاهرة وحديثه لنصرة الثورة السورية، ودعوته للجهاد هناك.

وقالت الصفحة إنهم انقلبوا عليه "حتى لا ينتصر للمستضعفين في مصر، وفي سوريا، وفي كل مكان يُضطهد فيه المسلمين".

 

واستغل أنصار مرسي ما يحدث في سوريا لتوجيه سهامهم للرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومته متهمينهم بالتقصير، في المقابل أعادوا نشر فيديو قديم للمعزول، يعبر فيه عن تضامنه مع سوريا وثورتها ، مُنددين بـ"مجزرة حلب" .

وعلق الدكتور "أحمد غانم" - الباحث السياسي المؤيد لـ"مرسي" على حديث أنصار المعزول متسائلًا : "هو ايه علاقة مرسي بحلب؟ وايه البوستات الغريبة بتاعت لو كان مرسي موجود ماكانش ده حصل؟".

وأضاف مستنكرًا : هو مرسي عرف يحمي نفسه لما هيحمي السوريين؟ ..  هو مرسي عرف يحمي ثورة مصر لما هيحمي ثورة سوريا؟ بلاش خيبة بالله عليكم .. وخلى الطابق مستور "بحسب تعبيره".

سيل من التعليقات الساخرة لازمت هذه الادعاءات الخاصة بأنه لو كان مرسي متواجد لأعاد القدس وحرر فلسطين ونصر الشام والعراق.

تقول أم حفصة عن قول مرسي "لبيك يا سوريا": "رأينا قولا ولم نر فعلا شأنه شأن كل متكلم فلا تزيدوها علينا الرجل لم يفعل شيئا ليرد العدوان عن اخواننا ف سوريا"، مضيفة "أعطوني فعلا واحدًا غير أنه تسبب ف انتكاستنا بمصر".

وبدوره يقول أحمد إبراهيم، أحد النشطاء: "المشكلة مش في مرسي ولا غيره إحنا ليه مش عوزين نفهم إن وجدنا عالأرض كعرب غير مرغوب بنسبه لباقي الدول الأروبية وأمريكا على الأخص ولو مش بينا قفانا هنباه زي سوريا وغيرها ياريت نفهم".

 

لم تكن قضية "حلب" الوحيدة التي استغلتها جماعة الإخوان للترحم على أيام "مرسي" فقد اعتادت الجماعة ذلك مع كل حادث ترى أنه مناسب للهجوم على الدولة والتباكي على اللبن المسكوب.

في هذا الإطار يقول الكاتب الصحفي "عبدالفتاح عبدالمنعم": "الإخوان يستغلون أي فرصة للعودة للمشهد، والدليل أنهم أكثر الناس سعادة وشماتة فيما حدث من انقسام جديد بين الفصائل المنقسمة على نفسها بعد قضية جزيرتى صنافير وتيران، والتى بصريح العبارة استغلتها استغلالا كبيرا، وأعتقد أنها نجحت فى ذلك"- حسب قوله.

ويضيف عبدالمنعم في مقال له بعنوان الشائعات.. "سلاح «الإخوان» لإعادة مرسى" مع تزايد الخلاف والاختلاف بين أبناء الشعب المصري المنقسم على نفسه تلعب كتائب الإخوان الإلكترونية أكثر، وهذه المرة تقوم بإجراء تعديل في أدواته، حيث يمحون من قاموسه كل الشعارات التي كان ينادى بها تنظيم الإخوان، والذى يقوم بمسح علامة رابعة ولا يذكر اسم مرسى أو الشرعية أو الشريعة، ويستخدم أدوات جديدة للخطاب على شبكة الإنترنت تكون مناسبة للحدث.

وتابع: "ليس غريبا أن تجد %90 من حساباتهم على الفيس بوك والتويتر قد حذفوا منها ما يجعلهم إخوانا، والهدف اختراق التنظيمات الليبرالية والشيوعية والأحزاب المدنية، وحتى الآن نجحت جماعة الشر بنسبة كبيرة جدًا، ولأن المعارضة المدنية لنظام السيسى ساذجة فإنها بلعت الطعم الإخوانى بسهولة شديدة، وعاد الإخوان بزى مدنى ولكن بداخلهم كل فكر الإخوان المتطرف، وعلى طريقة الشيعة فإنهم يستخدمون «التقية» للوصول إلى هدفهم الرئيسى وهو تفتيت الشعب المصرى والتحريض على الجيش".

الأمر لم يختلف كثيرًا في تناول أزمة "سد النهضة" التي تمثل خطرًا على الشعب المصري كافة، ولا يتطلب محاولات لاستغلاله من جانب أي أطراف وطنية أيا كانت.

لكن جماعة الإخوان كان لها رأي آخر فقد هاجم طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي الجديد لجماعة الإخوان، موقف مصر من أزمة سد النهضة الإثيوبي.

وزج فهمي، في بيان له نشره على صفحته بموقع "فيس بوك" اسم "مرسي" في القضية قائلا: "إن الرئيس محمد مرسي كان حريصًا على حصة مصر من مياه النيل أكثر من حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي".

وحث المتحدث المصريين، وخصوصًا الفلاحين على نظام الرئيس السيسي، مستغلًا الموقف، قائلًا إن الإعلام ضلل الناس في الأزمة.

نشطاء الإخوان كانوا حاضرين أيضًا بعد بوادر أزمة "حلايب وشلاتين" فتداولوا فيديو لمرسي في حديثة مع قناة الجزيرة بقوله: "مصر ملك أبنائها.. وأرضها حرام على غير المصريين".

وقال النشطاء للرئيس الأسبق محمد مرسي بقولهم: "كنا ظالمينك ياريس.. السيسي هو اللي باع أرضنا مش انت".