أحمد الليموني يكتب: اغتصاب صاحبة الجلالة في عقر دارها

مقالات الرأي

بوابة الفجر


في وضح النهار وتحت أعين الجميع، تم اغتصاب صاحبة الجلالة في عقر دارها رغم مقاومتها بشدة لمنع الاعتداء عليها من قبل المعتدين، وفي محاولة منها للحفاظ على شرفها وقوتها التي ظلت عليها منذ ولادتها، ودفعت ثمنًا باهظًا من أجل الحفاظ على ما تملك، ودفاعها المستميت عن الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير.

إنها يا سادة نقابة الصحفيين التي لم يجرؤ المخلوع "مبارك" بجبروته وقوته ووزير داخليته حبيب العادلي المعروف برجل القبضة الأمنية المحكمة، على المساس بها أو اقتحامها -منذ أن تم إنشائها في 31 مارس 1941- على مر العصور، حتى جاء اليوم الأسود وهو الأول من مايو، وقبل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة بيومين، ليكون شاهدًا على عصر جديد من الانتهاكات الأمنية ضد الصحفيين.

دفع أعضاء نقابة الصحفيين الكثير والكثير من أجل الحفاظ على بناء الوطن، والترويج للمشروعات التي يتم تنفيذها وتعريف الشعب بها، كما دفع أعضائها بحياتهم في العديد من الأحداث لنقل الحقيقة للجمهور، وخسروا أموالهم وتيتم أبنائهم، ولن ننسى في ذلك الزميل الصحفي أحمد محمود، أول شهيد للصحافة المصرية في ثورة يناير، والزميل الصحفي الحسيني أبوضيف شهيد الاتحادية، وميادة أشرف، شهيدة أحداث عين شمس.

هل فقدت الجهات الأمنية عقلها وسيطرتها على الأوضاع وباتت تأكل كل ما هو موجود، وتحارب الجميع فمن يقف بجوارها أذن.. العناد لن يولد إلا كفر ودمار وخراب، ولن يصلح الأوطان.

يا من تعبثون بأمن الوطن تحت مسمى حمايته من الخونة.. أنتم ستضيعون كل غالٍ ونفيس، وتضيعون الأمل والشباب.. تخلقون "دواعش" جديدة تحاربكم وترفع السلاح في وجه الدولة وتخلفون الدمار بفعلتكم.. اتركوا الشباب والصحافة يعبرون بالكلام.. هل الكلام وكتابة الأخبار هو أهم ما يوجد في البلد.. ألا يوجد تفكير في شيء آخر وهو وضع خطط لتطوير التعليم وبناء الوطن يتكاتف حولها أبنائه، ويتم احتواء الجميع من أجل العبور من النفق المظلم الذي أنتم جزءًا منه، وتصنعوه بأفعالكم الغريبة والمربية، اتقوا الله في هذا الوطن إن كنتم تحبونه فعلا.

يتساءل البعض: "هل أصبحت مهنة الصحافة جريمة يعاقب عليها القانون، ولماذا يعاقب كل من يعمل بهذه المهنة"، ببساطة شديدة لأنها تعرض الواقع الأليم لهذه الأجهزة من تجاوزات تخالف كل القوانين.

كما يتساءل البعض عن الحرية المطلقة التي نمر بها، وإننا نعيش في عصر حريات غير مسبوق، وعدم وجود تكميم للأفواه في ظل حكم رشيد، يتيح للجميع التعبير عن رأيه بكل حرية، هل هذه حريتكم لنا؟، لا نريدها ولا نريد منكم أي شيء.. اتركونا نعيش في معزل بعيدًا عنكم وأنعموا أنتم بالوطن وحاربوا وحاكموا أنفسكم. 

أناشد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بألا يترك الجهات الأمنية تعيث في الأرض فسادًا، وألا تجرف كل ما هو جيد ورائع في الوطن وتتسبب في رفع حالة الغضب بين الفئات المختلفة من الشعب، من أجل الوطن وفقط، يارئيس الجمهورية عليك بكل الباحثين عن انتقام من شباب أو صحفيين كشفوا عيبهم، اضرب بيد من حديد على كل الفاسدين، طهر وزارة الداخلية من أعداء أنفسهم قبل أن يكونوا أعداءً للوطن.

ومناشدة أخيرة لكل الطامحين والحالمين بمصر المستقبل، مصر الحرية، مصر البناء، مصر الحضارة، بأن يحكموا عقولهم قبل اتخاذ القرار، وإلى الشرفاء من وزارة الداخلية عليكم حمل كبير في إعادة الهيكلة والحفاظ على الوطن والمواطن لتكونوا فعلا جهاز يحمل عنوان "الشرطة في خدمة الشعب"، ودمتم محبين لمصر العزيزة الغالية الوطنية.