"ترامب" يثير الجدل من جديد.. تصريحات عن نقل السفارة الأمريكية لـ "القدس".. وخبراء: تتناسب مع آرائه المتطرفة

عربي ودولي

بوابة الفجر


عُرف المرشح الرئاسي للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، بتصريحاته التي تثير الجدل على الساحة الدولية، خاصةً تصريحاته العنيفة عن العرب والمُسلمين، حيث يُعرف بكرهه الكبير للإسلام والمسلمين، إلا أن تصريحات "ترامب" الأخيرة عن الوضع في فلسطين المُحتلة، وعن رغبته في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس حال نجاحه في الانتخابات الرئاسية، أثارت مخاوف لدى البعض من اتجاهه لتنفيذ هذا القرار حال تنصيبه رئيساً للجمهورية الأمريكية.

وترصد "الفجر" تعليقات بعض الخبراء والسياسيين حول تلك التصريحات، وتوقعاتهم لردود الفعل العربي حال التوجه لتنفيذ هذا القرار.


تعهد بحل النزاع
في شهر ديسمبر الماضي، أعلن "ترامب" عن تحديه بانه يقدر أن يحل المشكلة بين إسرائيل ودولة فلسطين، لافتاً إلى أن هذا سيتم إن تم اختياره لرئاسة أمريكا.

 وأكد ترامب، أيضاً بأن المدة الزمنية اللازمة للوصول إلى ذلك الاتفاق هي ستة أشهر فقط لا غير، وأنه و بعدها سيكون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد انتهى للأبد و سوف يعم السلام فيما بينهما.


السلام صعب المنال
صرح ترامب، في منتصف فبراير الماضي، أن السلام بين إسرائيل و فلسطين أصبح صعب المنال، قائلاً إنه لا يوجد أي مؤشرات خير تدل على أن يكون هناك اتفاق سلام بين إسرائيل و فلسطين حالياً، و أن فكرة السلام الدائم شبه مستحيلة.

وأضاف ترامب، أنه بنى تلك التصريحات على التاريخ الذي يقول أن الجانب الآخر، و يقصد به الجانب الفلسطيني، قد ربى أطفاله منذ الصغر على كراهية اليهود و الإسرائيليين، و هذا ما يجعل السلام بينهم شيء لا يمكن تحقيقه، وأن كل ما يتم فعله أو سوف يتم الاتفاق عليه هو مجرد أضحوكة خيالية لا تحقق السلام بشكل حقيقي.

وأوضح ترامب، أن الجانب الفلسطيني يقوم منذ فجر التاريخ بتثبيت عدد من القواعد التربوية في نشأه، و هي أن هؤلاء اليهود هم أسوأ شعب، و بشر لايمكن التعامل معهم أو أن يكون بينهم أي نوع من السلام، وبالتالي كيف يمكن أن يكون هناك اتفاقيات دولية تقضي بسلام دائم بين الشعبين الاسرائيلي و الفلسطيني و كل منهما يكره الآخر، و لا يرغب في العيش معه؟، بالرغم من الأرض التي تجمعهم هي أرض واحدة، وتلزم الجانبين أن يقبلا التعايش سوياً.


حماس تدين
ومن جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما وصفتها بالتصريحات العنصرية الصادرة عن مرشحي الانتخابات الأمريكية حول تقديس إسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية.

وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة "حماس، إن حالة التنافس المحمومة بين المرشحين الأمريكيين لتأييد الاحتلال والعداء للشعب الفلسطيني، تمثل عاراً حقيقياً للمنظومة السياسية الأمريكية واستفزازاً لمشاعر شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية.


نقل مقر السفارة
وأخيراً، أعلن دونالد ترامب، أنه سيقاوم أي محاولة من الأمم المتحدة لفرض إرادتها على "إسرائيل" وسينقل السفارة الأمريكية إلى القدس في حال انتخابه رئيساً للجمهورية الأمريكية. 

و أكد المرشح الجمهوري الأوفر حظاً للمشاركة في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أنه سينقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في حال انتخابه رئيساُ أمريكياً، قائلا: "نعم، أريد أن تغير السفارة موقعها، أريد أن تكون في القدس".


تتناسب مع طبيعته
ومن جانبها، أكدت الدكتور هبة البشبيشي، خبيرة العلاقات الدولية، أن تصريحات المرشح الأمريكي "ترامب" عن اعتزامه نقل مقر السفارة الأمريكية بفلسطين من تل أبيب إلى القدس متوقعة، لافتاً إلى أنها تتناسب مع طبيعى "ترامب" العدائية للعرب والمسلمين.

وأضافت البشبيشي، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أنها لا تتوقع أن يتم تنفيذ ما صرح به "ترامب" حول نقل السفارة الفرنسية حتى لو فاز بالفعل في الانتخابات الرئاسية، وتم تنصيبه رئيساً على الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضحت خبيرة العلاقات الدولية، إلى أن تصريحات ترامب دائماً ما تثير الجدل، خاصةً تصريحاته عن الإسلام والمسلمين، والدول العربية، موضحةً أن الدول العربية جميعها وبعض دول العالم لن توافق على هذا القرار إذا كانت هناك نية لتنفيذه، كما أنها تتوقع رفضه من داخل الولايات المتحدة نفسها.


تناسب آرائه المتطرفة
فيما أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن تصريحات المرشح الجمهوري، ترامب حول نقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس يتناسب مع آرائه المتطرفة، لافتاً إلى أن هذه التصريحات ليست جديدة بل سبق أن أعلنها مرشحين سابقين للحزب الجمهوري فى الانتخابات الرئاسية السابقة.

وأضاف الشهابي، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أنه بالرغم من أنه تعهد بذلك، إلا أنه سيصدر بعد انتخابه موقف أجهزة الأمن القومي الأمريكي الرافضة لتغيير الوضع فى القدس قبل الوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية.

 وقال رئيس حزب الجيل: "لكن لو فرض إنه نجح فى تنفيذ وعده ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فإن رد فعل الدول العربية سيكون باهت ويوقف عند الشجب والتنديد"، مشيراً إلى أن موقف الدول العربية لن يصل إلى فعل كامل مؤثر نتيجة الضعف الشديد لتلك الدول، وخاصةً الدول المركزية المتمثلة فى مصر وسوريا والعراق والسعودية، وأنهم أصبحوا منذ زمن بعيد مفعول به.