الكنيسة المصرية تشترى وتؤجر 400 كنيسة فى 60 دولة

العدد الأسبوعي

البابا تواضروس -
البابا تواضروس - صورة أرشيفية


«تواضروس» سار على نهج «شنودة» فى شراء الأراضى والأديرة المهجورة من الكاثوليك وبنى مكانها كنائس جديدة

منذ أن وصل البابا تواضروس إلى كرسى الباباوية خلفاً للبابا شنودة الثالث، وهو يضع أمام عينيه خريطة واضحة المعالم والتفاصيل لتمدد الكنيسة الأرثوذكسية خارج مصر فى دول أوروبا والأمريكتين الشمالية والجنوبية.

تواضروس يسير فى خطته على نهج البابا شنودة، حيث عهدت الكنيسة بسيامة أسقف مخصص فى كل دولة، يرعى مصالح الأقباط الأرثوذكس بها، ويسعى لبناء أو شراء أو على الأقل تأجير أديرة وكنائس هجرتها طوائف قبطية أخرى، ويصلى بها الأقباط الأرثوذكس، نظرًا لأن قوانين بعض البلدان الأوروبية لا تسمح ببناء الأديرة إلا وفق شروط معينة.

ما يؤكد ذلك، اعتراف القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية، الذى قال فى تصريح خاص لـ«الفجر»: الكنيسة اشترت وأجرت ما يقرب من 400 كنيسة على مستوى 60 دولة بجميع أنحاء العالم.

واستشهد حليم بما حدث فى هولندا، قائلاً: كان الأنبا أرسانى أسقف هولندا يصلى مع جموع الجالية القبطية فى قاعة صغيرة تابعة لإحدى الكنائس الإنجيلية بمقاطعة «لاهاى»، ثم تحولت لمقر لطالبى «الرهبنة» الجزويت حالياً، حتى تمكن من إدخار مبلغ رمزى رغبة منه فى شراء كنيسة كاثوليكية قديمة بأمستردام من البلدية إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

وبعد ذلك تبرع بعض أبناء الجالية بمبلغ 350 ألف يورو، وتمكن من شراء الكنيسة وتحويلها لكنيسة أرثوذكسية حديثة.

كما تحصل أسقف هولندا على مبنى مساحته 650 متراً كان مأوى للمشردين فى الشوارع، ثم عمل على تطويره وتحويله لكنيسة أخرى فى وقت قياسى، ليصل عدد الكنائس الأرثوذكسية فى هولندا إلى ثمانى كنائس ودير جديد «تحت التأسيس» يحمل اسم البابا تواضروس الثانى بمقاطعة انتشت.

وفى ألمانيا، نجح الأنبا دميان الأسقف العام للأرثوذكس هناك، فى تأسيس إمبراطورية أرثوذكسية بعدما اشترى ديراً مهجوراً يقع بولاية فوكستر بـ 1 مارك فقط حينما كان هو العملة الرئيسية لألمانيا قبل «اليورو»، تم ترميمه وتسميته بدير السيدة العذراء، بالإضافة إلى عدد كبير من مبانى الخدمات والمخازن التابعة للإيبارشية.

كما أسس ما يعرف بـ»القرية القبطية الفرعونية»وهى ملحقة بالدير على شكل متحف يضم تماثيل فرعونية ومخطوطات هيروغليفية يزورها يومياً مئات الوفود السياحية لمشاهدة التراث المصرى القديم بعد دفع الرسوم المخصصة التى تمثل دخلا ثابتا للكنيسة الأرثوذكسية فى ألمانيا.

وشيد الأنباميشائيل أسقف دير الأنبا أنطونيو، ملحقاً للكلية الإكليريكية والدراسات الكتابية، ضم مدرسة كانت مهملة ببلدية «كريفال باخ»لأوقاف الإيبارشية بعد تقديم طلب للبلدية بإصلاحها وتعميرها.

لم تقف محاولات الأرثوذكس عند هذا الحد، بل وصل إلى جنوب أمريكا بعد ترميم دير «الأنبا موسى الأسود» فى ولاية تكساس الذى زاره البابا تواضروس فى أكتوبرالماضى،ويقع بجوار مطار corpus christi وكان عبارة عن ساحة جرداء تابعة لمعهد طلاب علوم اللاهوت الكاثوليك وظلت أعداده تقل حتى اضطرت الكنيسة الكاثوليكية للتبرع به لإحدى الطوائف المسيحية الكبيرة شرطاً أن تعمل على تعميره.

محاولات الكنيسة لحقتها أيضاً مساع فردية من قبل بعض رجال الأعمال مثل الملياردير كميل حليم الذى تبرع بنحو«نصف مليون» دولار لإنشاء كنيسة فى ولاية «شيكاغو» تحمل اسم البابا الراحل شنودة تخليدا له وسط عدد من الكنائس المنتشرة فى المقاطعات الكندية، منها كنيستان فى فانكوفر على الساحل الغربى، وكنيسة بكالجارى، وكنيسة بـ«أدمنتون» التابعتان لمقاطعة البرتا الغنية بالنفط، وكنيسة أخرى بمقاطعة مانيتوبا. وعلى الساحل الشرقى تنتشر عدة كنائس تابعة للأرثوذكسية فى مقاطعات نيوفاوند لاند ونوفاسكوشيا وأونتاريو وكيبيك.

وفى «أونتاريو»توجد عشرات الكنائس الأرثوذكسية، أكبرها كاتدرائية القديس مرقس بماركهام شمال مدينة تورنتو، وهى أكبر كاتدرائية بشمال أمريكا ويسميها البعض القرية القبطية لكبر مساحتها، افتتحها قداسة البابا تواضروس الثانى فى سبتمبر عام 2014 أثناء زيارته إلى كندا، ويليها من حيث المساحة كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس أثناسيوس بمسيسوجا وهى تضم كنيستين كبيرتين ومركز قبطى كندى، بالإضافة إلى كنائس بنورث يورك وريتشموندهيل وبرامبتون وهاملتون وجوالف وكتشنر ولندن ووندسور واجاكس وبيكرنج.

وفى كندا أيضاً يوجد دير «الأنبا أنطونيوس» بمنطقة «بيرث»، وهو فى منتصف المسافة تقريباً بين مدينتى تورنتو ومونتريال وبه كنيسة وبيت للخلوة،ويشرف عليه نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام والقمص باخوميوس البراموسى.

وفى إيطاليا، توجد جالية قبطية يقوم «الأنبا كيرلس» بوضع حجر الأساس لها، وكان آخرها كاتدرائية «مارمرقس» فى فينيسيا، وفى ميلانو على وجه التحديد هناك نحو 10 كنائس أرثوذكسية نظراً لكثرة المصريين الأقباط بها، إلى جانب إيبارشية «روما» التى يتولى رعايتها نيافة «الأنبا برنابا».

هذه الكنائس بعضها يتم بناؤه بتمويل مباشر من الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر، أو بأموال المتبرعين من كبار رجال الأعمال.