قطر وتركيا سر تجدد أزمة الطيارين بـ«مصر للطيران»

العدد الأسبوعي

قطر وتركيا - صورة
قطر وتركيا - صورة أرشيفية


الدولتان تقدمان إغراءات مالية كبيرة

■ هروب 180 طياراً من الشركة.. وتوقعات برحيل 150 آخرين خلال العام الجارى ■ المضربون يرفضون زيادة رواتبهم 24 ألف جنيه شهرياً ويستنكرون إسناد الإدارة لغير الطيارين

أعاد طيارو شركة مصر للطيران، قضية تحسن أوضاعهم المالية، مجدداً إلى صدارة نشرات الأخبار، حيث أعادوا تنظيم إضراب ناعم، بتقديم اعتذارات جماعية عن العمل، ما تسبب فى ارتباك رحلات شركة مصر للطيران، ما بين تأخير إقلاع وإلغاء.

وبدأ الطيارون فى الضغط على مسئولى مصر للطيران، لتحسين أوضاعهم المعيشية، حيث بدأوا قبل 4 أيام فى تنفيذ إضراب بطىء وقانونى، من خلال ادعاء المرض أو وجود أعطال فنية، ما تسبب فى خسائر بالملايين للشركة التى تعانى من تداعيات انخفاض حركة السفر والسياحة إلى مصر منذ يناير 2011 والتى تدهورت بعد انتعاش نسبى، عقب حادث سقوط الطائرة الروسية بوسط سيناء فى 31 أكتوبر الماضى.

ورغم المحاولات العديدة التى قام بها مسئولو الشركة لإثناء الطيارين عن الإضراب، إلا أنه من المتوقع استمرار الأزمة، لأسباب عديدة، منها أن الشركة تواجه خسائر، 11 مليار جنيه، منذ 25 يناير 2011، لا تتيح لها رفع رواتب طياريها، الذين يحصلون على مقابل أقل من نظرائهم فى الشركات الأخرى.

1- الخطوط التركية والقطرية وراء الأزمة

تقدم شركات الطيران القطرية والتركية، إغراءات مالية للطيارين المصريين، تزيد على 3 أضعاف رواتبهم التى يحصلون عليها من شركتهم الأم، فضلاً عن إغراءات أخرى مثل تحمل تكلفة من يرغب فى توظيف الطيارين المصريين على الخطوط التركية والقطرية، ولكن القائمة تضم شركات الطيران العُمانى والإماراتى والسعودى والكويتى، والإثيوبى وشركة الاتحاد وفل أى دبى.

2- موسم العمرة والحج مهدد

وارتفعت أعداد رحلات مصر للطيران، التى تم إلغاؤها أو تأخرت عن الإقلاع، لـ30 رحلة منها 10 رحلات جوية، الجمعة الماضى، ووفقًا لمصادر ملاحية، فإن مطار القاهرة شهد، تأخر إقلاع رحلة مصر للطيران رقم 845 والمتجهة إلى الجزائر، ورحلة رقم 791 والمتجهة إلى روما، ورحلة رقم 767 والمتجهة إلى ميونخ، ورحلة رقم 789 والمتجهة إلى الرياض، ورحلة رقم 671 والمتجهة إلى جدة.

كما تم إلغاء رحلة رقم 703، المتجهة إلى ملبنسا فى إيطاليا، إضافة للرحلة رقم 689 والمتجهة إلى الرياض، والتى تم دمج ركابها مع ركاب رحلة 647 المتجهة إلى الرياض بعد تكبير طرازها، إضافة للرحلة رقم 977 المتجهة إلى لندن، ورحلتها رقم 690 والمتجهة إلى الرياض، إضافة إلى إلغاء رحلتها رقم 704 والمتجهة إلى ميلان.

ورغم ذلك نفى الكابتن طيار أحمد مشعل، الأمين العام لنقابة الطياريين المدنيين، صحة ما تردد عن إضراب للطيارين، وقال إن تأخر الرحلات سببه قلة عدد الطيارين، وإضراب بعضهم عن العمل بسبب عدم استلامهم مستحقاتهم المالية.

أزمة الطيارين وصلت إلى مجلس النواب، حيث تم استدعاء وزير الطيران المدنى، الأحد الماضى، للتوصل لصيغة توافقية تمنع انفجار الموقف فى القطاعات الأخرى ومراعاة لظروف الشركة التى تعانى من الخسائر، منذ تدهور الحركة الجوية والسياحية عقب يناير 2011 وسقوط الطائرة الروسية بوسط سيناء.

وقال الكابتن فيصل القط، خبير السلامة الجوية بوزارة الطيران المدنى، إن الأزمة لم تكن فى فكرة إضراب الطيارين فقط، بسبب ضعف المرتبات، لكن ما يحدث هو نتيجة طبيعية لقلة أعداد الطيارين نتيجة انضمام ما يقرب من ١٥٠ طيارا إلى شركات أخرى، وستتفاقم الأمور خلال الشهور المقبلة التى تشهد مواسم العمرة والحج.

3- الطيارون يرفضون 16 ألف جنيه زيادة شهرية

المشاورات الأخيرة التى قادها مسئولو وزارة الطيران المدنى، أسفرت عن رفض الطيارين، زيادة فى الرواتب تتراوح ما بين 16 إلى 24 ألف جنيه ووصفوها بـأنها هزيلة، فيما كشفت مصادر أن مسئولا من مؤسسة الرئاسة ومسئولين من بعض الأجهزة الأمنية، التقوا أمين عام وزارة الطيران، وصفوت مسلم، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران، لبحث الأزمة بعدما توصلت تلك الأجهزة بأن هناك محرضين من قيادات الشركة المعارضين لسياسة الحكومة الخاصة بإسناد منصب الوزير ورئيس القابضة وبعض الشركات التابعة لمصر للطيران لكوادر من خارج الطيارين.

كان رئيس الشركة قد عرض فى اجتماع سابق، الأربعاء الماضى، زيادة رواتب الطيارين إلى 200 مليون سنويًا بزيادة 22% بداية من يوليو المقبل، ليصل ما يحصل عليه كل طيار من هذه الزيادة ما بين ١٦ ألفا إلى ٢٤ ألف جنيه، بالإضافة إلى زيادة أخرى قدرها 19% على المرتب الشامل، ولكن الطيارين رفضوا تلك الزيادة وحاولوا الضغط على الإدارة لتحقيق مكاسب أكثر خاصة طيارى طراز بوينج 737- 800 الذين يمثلون أغلبية الطيارين نظرًا لأن الشركة لديها نحو 20 طائرة من هذا الطراز، بالإضافة إلى 14 طائرة أخرى من البوينج 737.

4- هروب 22% من حجم العمالة.. والرحيل مسلسل مستمر

قال الطيار شريف محسن، نائب نقيب الطيارين، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى، يعلم أوضاع الطيارين، ومطالبهم، ويتفهم موقفهم، وهم من جانبهم احترموا نداءاته فى خطاباته السابقة ويثقون فى وعوده أشد الثقة، وانتظروا المدة التى وعد بتحقيق مطالبهم بعدها وهى سنتان، ويتوقعون أن يكون هناك حلول لمشكلاتهم حتى لا يتركوا الشركة.

وأضاف محسن، إن هناك مفاوضات بين الطيارين وإدارة الشركة لإيجاد حلول لوقف نزيف هروب الخبرات منها، خاصة أن إجمالى ما يتم إنفاقه على تدريب الطيار يصل لمليون دولار، فضلاً عن صعوبة تعويض خبرته بالمجال، لأن ساعات الطيران لها ثمن، ولكى يعمل الطيار، ألف ساعة يحتاج إلى 18 شهرا من التدريب ومن تركوا الشركة لديهم خبرة 15 ألف ساعة طيران، ستحتاج الشركة نحو 10 أعوام لتعويض خبرتهم التى لا تقدر بثمن.

مصدر أمنى بمطار القاهرة، أكد أن الأزمة لن تنته لعدة أسباب، منها أن بعض مطالب الطيارين غير منطقية فى الوقت الحالى، لأن الأزمة التى تعانى منها الشركة تعيق أى زيادة فى المرتبات، مشيراً إلى أن عدد الطيارين العاملين بالشركة 850 طيارا، تناقص عددهم لـ670 طيارا بعد أن ترك 180 طيارا الشركة خلال عام 2015، بنسبة 22% من قوة العمل، وهم من أفضل الكوادر وأحسن الخبرات ومن المتوقع أن يترك الشركة خلال العام الجارى نحو 150 طياراً آخرين.