يحيى قلاش

أخبار مصر

يحيى قلاش - ارشيفية
يحيى قلاش - ارشيفية


شاء القدر أن يفوز يحيي قلاش، المتحدث الرسمي للجنة الوطنية للدفاع عن التعبير والإبداع، فترة حكم الإخوان، بمنصب نقيب الصحفيين، خلال انتخابات التجديد النصفي، التي عقدت بالنقابة عام 2015، ولعله لم يكن يدري أنه يخطو بقدميه تجاه دورة نقابية، لما كان ليصدق أحداثها، لو قصها عليه أحد، قبل أن يترشح لمنصبه، ليصبح النقيب رقم 20، رقم سيذكره تاريخ الصحافة في مصر، نظرًا لما شهدته النقابة من أزمات سياسية، ونقابية، في عهده لم تشهدها على مدار 75 عام من إنشائها.

يحيي قلاش صحفيًا بجريدة "المساء" ونائبًا لرئيس تحرير

ولد يحيي قلاش، في السابع من مايو عام 1954 بالمنوفية، وبدأ "قلاش"، رحلته العملية بجريدة المساء، إحدى أصدارات دار التحرير للطبع والنشر، التابعة لمؤسسة الأهرام، حتى أحيل للمعاش، بمنصب "نائب رئيس تحرير".

يحيي قلاش عضوًا بالنقابة.. ومحاولات فاشلة سابقة لاقتناص مقعد النقيب

حصل يحيي قلاش، على مقعد عضويته بنقابة الصحفيين، مبكرًا، وشارك بكامل فعاليات العمل النقابي، منذ أوائل الثمانينيات، انتخب عضوًا لمجلس نقابة الصحفيين، لأربع دورات متتالية، ثم سكرتيرًا عامًا لمدة ثمان سنوات -وهي أكبر مدة يقضيها نقابي في هذا الموقع- ثم خاض محاولة فاشلة لاقتناص مقعد نقيب الصحفيين، في أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير 2011، أمام منافسه آنذاك النقيب الأسبق ممدوح الوالي.

كان لـ "قلاش" موقف نقابي بارز، خلال عضويته بمجلس النقابة، أو سكرتيرًا عامًا لها، وكرس كل جهوده، للدفاع عن حرية الصحافة، والتي كان أبرزها، سفره على رأس وفد من شباب الصحفيين، لدائرة النائب "فكري الجزار"، بمحافظة الغربية، والذي قاد حملة رفض ضد القانون 93 في مجلس النواب.

كما ظل "قلاش" يدافع عن حرية الصحافة ووالصحفيين، ورفض حبس الصحفيين في قضايا نشر، حتى إنه تم الاعتداء عليه، داخل سجن مزرعة طرة، عام 1998، خلال تواجده بإحدى الزيارات، لعدد من الصحفيين المحبوسين، على ذمة قضايا نشر.

فضلًا عن تصديه لتدخل وزير الداخلية الأسبق، حبيبي العادلي، في شؤون النقابة، من خلال مقالة له، هاجم فيها الوزير، ورفض سياساته ضد الصحفيين والشعب، ورافضًا لحبس الصحفيين في قضايا نشر.

كما أسهم في ترتيبات عقد أول جمعية عمومية عادية، في مارس 2006 لبحث موضوع الأجور، وإلغاء الحبس في قضايا النشر، ونظم عددًا من الوقفات الاحتجاجية أمام مجلسي الشعب والشورى، في أثناء نظر مشروع القانون الذي حاول جمال مبارك وأحمد عز أن يقحم فيه مادة حبس كل من يقترب من تناول الذمة المالية للشخصيات العامة، ودخل في اعتصام مفتوح بالنقابة على مدى ثمانية أيام، للضغط على مجلس الشعب حتى يتراجع عن الموافقة على هذه المادة، كما شارك في تنظيم الاحتجاجات، والتنسيق مع رؤساء تحرير الصحف، التي قررت في مناسبات مختلفة الاحتجاب تضامنًا مع النقابة في موقفها بخصوص إلغاء الحبس في قضايا النشر.

ويذكر له مشاركته المهمة في يناير عام 2004، في بعثة لاتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي لتقصي أوضاع الصحفيين العراقيين، في ظروف صعبة وخطرة، وقدم تقريرًا بعد عودته لأمين عام الاتحاد، الراحل صلاح الدين حافظ، وتناقلته العديد من وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية، في حينها، والذي ذكر فيه: "إننا لسنا اتحادًا للحكومات بل اتحاد للصحفيين، فلا بد أن ندين تحول بعض النقابات إلى أبواق للأنظمة السياسية، ولا يمكن أن يقبل الاتحاد نقابات تعاني الجمود وتخشى الممارسة الديمقراطية ولا تعتمد ملف الحريات الصحفية في قاموس عملها اليومي".

أزمات جديدة لم يحالفه الحظ بها

يكاد يشاء القدر أيضًا، أن تحتفل نقابة الصحفيين، باليوبيل الماسي لها، بمناسبة مرور 75 عام على إنشاء النقابة، خلال فترة توليه مقعد نقيب الصحفيين، فبدلًا من أن تحتفل النقابة، ويتم تتوويجها، شاءت الظروف السيئة، أن تتوشح باغتصابها، بعد اقتحام قوات الأمن لها، وحصارها، لأول مرة في تاريخها.

وكان لـ "قلاش" موقف سيشهده التاريخ، في إدارة الأزمة، والانعقاد الدائم، والعمال ليلًا ونهارًا للحفاظ على نقابة الصحفيين، وحفظ كرامتها، في ظل حفظ احترام النقابة لمؤسسات الدولة، وهو ما جعل كفة الميزان في منحنى خطر، بين شقي الرحى.

وبينما يحتفل العالم بحرية الصحافة، تحت مصر المركز الـ 159 من أصل 180 دولة، في حرية الرأي وتداول المعلومات، وتحتل المركز الثاني لأكثر الدول حبسًا للصحفيين، بحسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود عن عام 2015، وهو ما يجعل الأمر يزداد صعوبة، على "قلاش" لإدارة هذا الكم من الأزمات والنكبات.