بعد أزمة الطائرة الروسية.. 4 مبادرات لتنشيط السياحة والمحصلة "صفر"
يعد قطاع السياحة في مصر من أهم القطاعات المصرية في دعم ومساعدة الاقتصاد المصري، حيث ظلت السياحة لفترة طويلة الدعامة الأساسية للاقتصاد المصري، حيث كانت تستحوذ على 10 % من قوة العمل في مصر، وتساهم بحوالي 12.5 مليار دولار سنويا في إيرادات الدولة ، لكن الحال تبدل كثيرا في ظل تطورات الأوضاع، لاسيما استهداف السياح بالعمليات الإرهابية، فضلا عن مشكلات ضرب الطائرات ممثلة في ضرب الطائرة الروسية، وكذلك حادث الطائرة المنكوبة الأخيرة.
عمليات إرهابية وحوادث الطائرات
و في ظل الهجمات الأخيرة ضد السياح ، وسيطرة داعش على مساحات كبيرة من ليبيا المجاورة لمصر، فإن شركات السياحة الأجنبية مترددة في العمل في مصر.
كما شهد أيضا منتجع الغردقة على البحر المتوسط هجوما لمسلحين طعنوا ثلاثة سياح أجانب في يناير الماضي، لكن جراح المصابين لم تكن خطيرة.
وفي شهر سبتمبر الماضي قتل 8 سياح مكسيكيين بالخطأ من قبل قوات الأمن المصرية في الصحراء الغربية لمصر، إضافة إلى إعدام مواطن كرواتي تم خطفه بالقرب من القاهرة
حادث تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء
وهذه الحادثة كانت بمثابة القشة التي قصمت قطاع السياحة المصري، خاصة بعد سقوط هذه الطائرة ومقتل جميع ركابها، وكانت كارثة الطائرة الروسية الأخيرة في سلسلة من الأحداث التي هزت الثقة الدولية في الأمان الذي توفره مصر للسياح، حيث يرى مسئولي شركات السياحة أن كارثة الطائرة الروسية يمكن أن تكون الضربة الأكبر للسياحة، إذ تحتل روسيا المركز الأول في قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر تليها بريطانيا.
وعلى الفور أعلنت شركات سياحية في روسيا أن المبيعات انخفضت بنسبة تتراوح بين 30% و50% في رد فعل الصدمة.
سمعة السياحة
كما أن شرم الشيخ مازالت ضمن الوجهات التي حذرت وزارة الخارجية البريطانية من السفر إليها خاصة جوا، بعد حادث سقوط طائرة الركاب الروسية التي أقلعت من مطار المدينة في أكتوبر الماضي.
وقالت الخارجية البريطانية :"الإرهابيون مستمرون في خططهم لتنفيذ هجمات بمصر، وهناك احتمالات في تزايد العمليات الإرهابية.
مبادرات لدعم السياحة
وبعد هذه الأزمات الكارثية التي أودت كثيرا بمصير السياحة في مصر وأدت إلى ضعفها، اتخذت العديد من المبادرات السياحية التي جاءت على اختلاف أنواعها في محاولات لإعادة تقوية السياحة المصرية ولكن دون أن تؤتي بأي ثمار لها، ورصدت "الفجر" تلك المبادرات.
مبادرة شرم الشيخ في قلوبنا
وفي أعقاب الحوادث الإرهابية، أعلن وزير السياحة السابق هشام زعزوع عن انطلاق "مبادرة شرم الشيخ في قلوبنا" لدعم السياحة الداخلية، وذلك ضمن مجهودات تنشيط حركه السياحة و العمل على وضع خطه تبدأ بتنشيط السياحة الداخلية مثل (الأقصر و أسوان ) و الوافدة .
وخاطب وزير السياحة كل مسئول سواء كان عامل بسياحة أو مواطن عام بزيادة تعمق العلاقات العامة و تطويرها و إتاحة أفكار جديدة خارج الصندوق
كما أكد أيضا على أنه سوف يبدأ بمبادرة عن طريق المراسلة مع منظمه السياحة العالمية لمساندتها و مساعدتها في تخطي الأزمة الحالية .
كما بيّن أنهم يعدون برامج سياحية جديدة للدولة لضمان استمرار النشاط السياحي في شرم الشيخ و لتحسين الصورة في أذهان السياح مره أخرى و على جميع الفنادق زيادة الخدمات الفندقية تعويضا لما حدث .
كما أشار نائب رئيس هيئه تنشيط السياحة احمد حمدي، أن بداية التنشيط يوم 15-11-2015 و سوف يستمر حتى الانتهاء في برنامج التنشيط فى30-4-2016
كما عمل على تخفيض لتذاكر الطيران وصلت الأسعار إلى 1000 ج ل 4 أيام ثلاث ليالي و تبدأ ب 270 ج للسفر بواسطة الأتوبيس السياحي
رايح شرم
وفي ظل المشكلات التي تعرضت لها السياحة خاصة بعد إعلان أكثر من دولة أوروبية قراراتها بوقف رحلاتها السياحيّة إلى مصر تصدر هاشتاج "رايح شرم" ضمن قائمة الأعلى تداولًا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تشجيعا للسياحة الداخلية.
واستجابة لهذه المبادرة الوطنية التي تدعو إلى حشد كل الطاقات لتنشيط السياحة وعودة السياح إلى مصر أعلن عدد كبير من الفنانين تضامنهم مع هذه المبادرة قائلين "ذلك واجب وطني ومصر أعطتنا الكثير فلابد أن نساندها في هذا الوقت الحرج.
وشارك حينها العديد من الفنانين كان من بينهم، الفنان عزت أبو عوف وكذلك الفنان الراحل وائل نور والفنان عزت العلايلي، كما شاركت العديد من الفنانات كان من بينهم الفنانة الشابة إيمان أيوب، والمخرجة إيناس الدغيدي والفنانة انتصار.
كما شارك أيضا العديد من الفنانين الآخرين كان أبرزهم الفنان علي ربيع، والفنان أحمد عز، وكذلك الفنان محمد رياض وخالد النبوي الذي علّق حينها قائلًا: "أصدقائي الأعزاء، مصر ليست شرم الشيخ فقط، أنا أعيش في مصر وبدعوكم للقدوم إلى مصر".
هيئة تنشيط السياحة تطلق حملة "شرم الشيخ في قلوبنا"
حيث أكد حينها أحمد حمدي، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة، إن الهيئة بدأت منذ حادث سقوط الطائرة الروسية، بشن حملات لتنشيط السياحة الداخلية ، من خلال طرح أماكن لزيارة السياح، مع توفير الانتقالات بالطيران والاوتوبيسات السياحة، وذلك من خلال رسوم مخفضة جدا.
كما أكد أن الهيئة تتعاون مع وزارة السياحة، بالترتيب لإطلاق حملة "شرم الشيخ في قلوبنا"، فيما أوضح نائب رئيس الهيئة، أن حملات التوعية، لم تكتف بـ"شرم الشيخ" فقط، بل هي ممتدة منذ بداية الخريف، برحلات مدعمة للأقصر وأسوان.
مبادرات ومجهودات وزير السياحة الجديد
وقال وزير السياحة يحي راشد، أنهم يستهدفون أيضا النهوض بواقع السياحة المصرية، مؤكدا أن من ضمن خطة الوزارة تحديث حركة السياحة، وإنشاء مركز إلكتروني بأربع عشرة لغة، يشمل جميع المواقع الأثرية والسياحية في مصر، متصل بجميع مراكز الحجز الإلكترونية على مستوى العالم.
وأضاف أن هذا المركز بمثابة أجندة سياحية لمصر سيتم إطلاقها خلال شهر ونصف من الآن.
وأوضح أن المركز يستهدف 35 سوقا سياحية بدلا من 14 سوقا، مشيرا إلى أن كل تلك الدراسات أعدت وجاهزة للانطلاق قريبا، وأنه سيكون هناك مفاجآت في السوق العربية أيضا سيعلن عنها قريبا.
كما أكد على أنه لا بد من تدريب وتعليم العاملين في القطاع السياحي ليتمكنوا من التعامل مع السياح من كافة دول العالم، مشيرا إلى أن الوزارة أجرت 20 مقابلة تليفزيونية في القنوات الإعلامية الأجنبية لتغيير الصورة الذهنية عن مصر.
وقال وزير السياحة، إنه لا بد من تسهيل التأشيرات وتفعيل التأشيرة الإلكترونية، والسماح لأبناء دول الخليج أن يدخلوا مصر بدون تأشيرة لدعم الحركة السياحية بصورة سريعة، موضحا أن رفع القيود عن التأشيرات جزء من منظومة النهوض بالسياحة، مؤكدا أن الوزارة لديها خطط طموحة وتسعى للوصول إلى 10 ملايين سائح بنفس إيرادات 14 مليون سائح الذين دخلوا مصر في 2010.
وعن مبادرة مصر في قلوبنا أكد يحيى راشد أن الحملة تنتهي في آخر مايو الجاري بتكلفة 90 مليون جنيه، مشيرًا إلى أن الحملة تستهدف السياحة الداخلية ودعم القطاع السياحي والفندقي في مصر.
وأضاف أن الحملة دعمت السياحة الداخلية، وبعض الفنادق التي كانت على وشك الإغلاق أنقذت بفضل هذه الحملة، مشيرًا إلى أنه سيتم إيقاف الحملة إذا تعلقت بأي نوع من الفساد.
