البيزنس يرسم خارطة السياسة الإعلامية.. وخبراء: فرصة للترويج لمصالحهم

تقارير وحوارات

القنوات الفضائية-
القنوات الفضائية- أرشيفية



خبير إعلامي: فرض الأصوات على المؤسسات الإعلامية لتشكيل الرأي العام

أستاذ إعلام: فرصة للترويج لمصالحهم.. والمادة هي السلاح الأقوى

برز على الساحة الإعلامية والسياسية منذ تسعينات القرن الماضي عدد من وسائل الإعلام ذات الطبيعة الأكثر مرونة في وقتها والتي حظت ولازالت بشعبيةٍ كبيرةٍ لدى المشاهدين، حيث بدأت تلك القنوات مسيرتها بإنشاء أولى القنوات الفضائية المصرية من أمثال المحور ودريم، والتي ابتعدت منذ تأسيسها عن "الروتين الإعلامي"، لاسيما وكان الاعتماد في التمويل لرجال الأعمال الذين يمتلكون المنابر الإعلامية من قنوات تلفزيونية وصحف مطبوعة.

ورصدت "الفجر"، آراء بعض خبراء الإعلام في تأثير أصحاب المال على إدارة وتوجيهات المؤسسات الإعلامية

نجيب ساويرس 

يعتبر نجيب ساويرس واحدًا من أغنى الشخصيات في مصر، فوفقًا لفوربس تبلغ ثروة "ساويرس" 3.2 مليار دولار، ليحتل بذلك المركز 577 عالميًّا والثالث بمصر في قائمة أغنى الشخصيات في العالم لعام 2015، وبجانب الشركات التي يملكها "ساويرس" في مجال الاتصالات، يمتلك الرجل ويساهم بحصص في عدد من المنابر الإعلامية من صحف مطبوعة وقنوات فضائية تنطق بالعربية والإنجليزية أيضًا.

فيمتلك ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، قناة أون تي في وأون تي في لايف قبل بيعها لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، إضافة إلى امتلاكه حصة تزيد عن 20% من صحيفة "المصري اليوم"، التي أسسها رجل الأعمال صلاح دياب كان قد عرضها للبيع، تزامنًا مع تأكيده على أنه "في المرحلة النهائية لشراء 60% من أسهم قناة ten"، تلك القناة التي يمتلكها رجل الأعمال عماد جاد القيادي بحزب المصريين الأحرار وعضو اللجنة التنسيقية لقائمة "في حب مصر".

مؤخرًا، حاز ساويرس مطلع العام الجاري شبكة قنوات "يورو نيوز"، وهي شبكة ناطقة بالإنجليزية، وذلك بهدف "إيصال صوت مصر للعالم"، وفقًا لقوله، وقد استحوذ ساويرس على 53% من حصة الشبكة وأصبح رئيس مجلس إدارة تلك الشبكة التي يعمل بها حوالي 400 صحفي من مختلف دول العالم.

أحمد بهجت 
يمتلك رجل الأعمال أحمد بهجت مجموعة قنوات دريم ، وهي أيضًا من أقدم القنوات الخاصة المصرية، وقد تم وقف بث القناتين في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي لأسباب تتعلق بعدم بث القناة من داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، وعدم سداد كل الضرائب المفروضة عليهم بحسب الرواية الرسمية آنذاك.

يقدم الإعلامي وائل الإبراشي البرنامج الأساسي للقناة (العاشرة مساءً)، ودائمًا ما يتواجد في صحبة السيسي في زياراته بالخارج، ذلك بالإضافة إلى توجهات برنامجه الواضحة في دعم "السيسي"،  ويبدو أن الوضع الاقتصادي غير مُبشر لـ"بهجت" إذ صرح مؤخرًا بأنه: "أغلق 5 مصانع بسبب أزمة الدولار الحالية، وإن استمرت سيضطر لإغلاق قناة دريم قريبًا".

محمد أبو العينين
 يمتلك  قنوات صدى البلد التي كان أول بثٍ لها في 28 نوفمبر 2011- وموقع صدى البلد الإخباري، وتتبع تلك القنوات والموقع شركة كليوباترا ميديا التي تديرها الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح والتي تتبع بدورها مجموعة شركات كليوباترا للسيراميك.

ويعد أحد الشخصيات الاقتصادية المؤثرة في مصر والعالم، فهو رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات سيراميكا كليوباترا في مصر ورئيس اتحاد المستثمرين العرب، وكذلك فهو عضو غرفة التجارة الأمريكية بمصر منذ عام 1994، ومن حيث المناصب السياسية، فقد تولى أبو العينين العديد من تلك المناصب منها: رئاسة لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير بمجلس الشعب المصري (2000-2005) كما أنه كان رئيس الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط (2010-2011).

محمد الأمين
يمتلك الأمين مجموعة قنوات "سي بي سي" الشهيرة التي أُطلقت أولا في يوليو 2011، وفي سبتمبر 2011 استحوذ "الأمين" على 85% من قناة النهار الفضائية والنهار دراما، وتركها بعد فترة قصيرة، ثم استحوذ على مجموعة قنوات "مودرن" من مالكها آنذاك وليد دعبس.

علاء الكحكي
يمتلك رجل الأعمال علاء الكحكي شبكة قنوات "النهار" تلك الشبكة التي تم تدشينها عقب أحداث 25 يناير، ولكنها لم تخلُ أيضًا من وجه إعلامي ارتبط بالإعلام الحكومي في عهد مبارك، وتضم شبكة تلفزيون النهار قنوات: النهار العامة- النهار دراما- النهار رياضة، وقدم تم إلغاء الأخيرة بسبب مشاكل بث مباريات الدوري المصري لكرة القدم.

ولم يتوقف "الكحكي" على امتلاك قنوات تلفزيون النهار فقط، وإنما يمتلك كلٌّ من "الكحكي" و رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة صحيفة "اليوم السابع".

السيد البدوي
يمتلك السيد البدوي رجل الأعمال المصري ورئيس حزب الوفد، مجموعة قنوات "الحياة" ومنها قناة الحياة "الحمراء" التي دائمًا ما تطلق على نفسها القناة "الأولى في مصر" باعتبارها الأكثر مشاهدة، ولا تهتم تلك القناة بمضمونها السياسي ولكن تهتم أيضًا ببرامج الفن والمنوعات مما يضيف على قدرتها في جذب الجمهور ورفع نسب المشاهدة.

وتضم مجموعة الحياة عددًا من القنوات وهي: قنوات الحياة "1 و2 و3" وقناة الحياة مسلسلات وقناة الحياة سينما والحياة رياضة، إضافة إلى قناة للأفلام الأجنبية وأخرى للمسلسلات الأجنبية.

صلاح دياب
صلاح الدين محمد توفيق دياب، أحد أهم رجال الأعمال المصريين، وهو ابن محمد توفيق دياب، وهو أحد المؤسسين الرئيسيين لأول جريدة مستقلة يومية بعد جريدة الأخبار، التي صدرت في أول الخمسينات، وهي صحيفة المصري اليوم وذلك في عام 2004، والتي يرأس تحريرها الآن الكاتب الصحفي محمود مسلم. 

اندماج النهار و CBC
واليوم قرر مسئولو شبكتى تليفزيون النهار وقنوات سى بى سى، الدخول فى شراكة باندماجهما فى كيان اقتصادى واحد، جاء ذلك بعد اجتماعات بين كل من علاء الكحكى، رئيس شبكة تليفزيون النهار، ومحمد الأمين رئيس شبكة قنوات سى بى سى، وهو ما وصفه البعض بخطوة كبيرة لتغيير الخطاب الإعلامي.

محاولات للربح وأهداف سياسية    
ويرى الدكتور" هشام قاسم"، الخبير الإعلامي، أن امتلاك رجال الأعمال للمؤسسات الإعلامية يفرض أصواتهم بشكل دائم على المادة الإعلامية، ولكن تختلف درجة التدخل من شخص لآخر، تعود إلى الهدف من تأسيس المؤسسة.

وأوضح "قاسم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه يوجد منهم من يعمل منهم بغرض محاولة للربح، ومنهم من ساهم لهدف سياسي، وفي الحالتين درجة مفهومهم تختلف من شخص لآخر، إنما لا نستطيع أن نجزم أن هناك إدارة رشيده قائمة على المؤسسة؛ طالما الحصة الحاكمة تظل في أيدي بعيدة عن المهنة فلا تنتج إدارة رشيدة.

وشدد "قاسم"، على ضرورة إدراك رجال الأعمال أن الانفاق والتمويل للمؤسسات الإعلامية حتى لو زادت لن تعطيهم حصة أكبر في تشكيل الرأي العام، وبث توجهاتهم أي كانت هي.

خدمة رأس المال   
فيما قال الدكتور  "محمد حسن"، أستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ومعهد التدريب الإذاعي والتليفزيوني، إن امتلاك بعض القنوات لرجال الأعمال يعطيهم الفرصة الكاملة للترويج لمصالحهم بحكم أن المادة هي الحاكمة والسلاح الأقوى، وأن سياسة القناة ستكون في خدمة مصالحه وتوجهاته.

وأضاف "حسن"، أن استحوذ رجال الأعمال على القنوات الفضائية يخضع لأبجديات الرأسمالية الإعلامية، يخدم فكر الرأس المال.

ويرى "حسن"، أن الحل يكمن في أن استقلالية الإعلام يخدع لرجال الأعمال أو الحكومة، ليبث إعلام حر دون تدخل من جميع الأطراف، والرقابة عليه من الجهة المختصة فقط، مثل هيئة الدفاع البريطانية، لكي يظهر الحقيقة دون اللجوء إلى الرأسمالية المتحكمة في المشروعات الإعلامية.