بعد الحديث عن قمة ثلاثية مرتقبة بين السيسي ونتنياهو وأبو مازن.. خبراء يكشفون مصيرها.. و"نافعة" يصفها بـ"سراب"

تقارير وحوارات

السيسي وأبومازن-
السيسي وأبومازن- أرشيفية


نافعة: ما يحدث من مبادرات ما هي إلا بحثا عن السراب
وجيه: المفاوضات هامة لحصار إسرائيل لحين استعادة الأرض
اللاوندي: نتنياهو يرفض مبادرة السيسي


في إطار سعي مصر الدائم لحل القضية الفلسطينية التي لديها  أهمية كبيرة خاصة في هذا التوقيت الحرج، تشهد القاهرة جهودا كبيرة للعمل على تجميع الأطراف المتنازعة المتمثلة في فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، وذلك للعمل على إيجاد حل لتلك القضية.

وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الأيام الأخيرة شهدت اتصالات دبلوماسية على مستوى عال بقيادة مصر، وذلك لتنظيم لقاء ثلاثي بين رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن، يتوسطهما الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال مصدر فلسطيني مسؤول للصحيفة الإسرائيلية، إن الاتصالات التي تُجرى بواسطة مصرية، تهدف إلى عقد لقاء ثلاثي قريبا، ورغم الجهود، لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، لكن كل الأطراف معنية بذلك ولم يعترض أحدا على تلك المجهودات المبذولة.

وتابعت "يديعوت أحرونوت"،إن الرئيس السيسي الذي يمتلك تأثيرًا كبيرًا على القيادة الفلسطينية، يقف وراء مبادرة تزيد احتمالية تحقيقها، مشيرة إلى أنه على ضوء العلاقات الأمنية القريبة بين مصر وإسرائيل، فإن التقديرات تشير إلى أنهم في إسرائيل سيجدوا صعوبة في رفض المبادرة المصرية.

كما أكدت الصحيفة، أن نتنياهو صرح مؤخرًا بأنه مستعد للقاء أبو مازن وإجراء مفاوضات مباشرة معه، كما أكدت الصحيفة، أن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي رفض التعليق على الأنباء.

وتناول موقع "المصدر" الإسرائيلي حيث أكد أن نتنياهو قال أمس الأول، في الكنيست الإسرائيلي: "هناك فرصة للدفع نحو تسوية إقليمية، لكي نكون قادرين على مواجهة التحديات، وكذلك استغلال الفرص المُختلفة التي تنفتح أمامنا، فأنا أبذل قصارى جهدي لتوسيع الحكومة".

وأضاف الموقع الإسرائيلي في تقرير تحت عنوان "مُبادرة السلام المصرية" السيسي يقترح عقد قمة في القاهرة بمشاركة نتنياهو وعباس"، إنه في مصر أيضا لم يتم تأكيد الأنباء رسميا، إلا أنه أيضا لم يتم دحض التقارير، ونقل أن مسئولون كبار في مصر، قالوا إن السيسي لم يتراجع عن نيته إعادة إحياء عملية السلام ومبادرة السلام العربية، حتى بعد التطورات الأخيرة في السياسة الإسرائيلية.

وكان الرئيس السيسي أكد  خلال افتتاحه عددا من المشروعات بمحافظة أسيوط موجها بكلامه إلى الجانب الإسرائيلي أن هناك فرصة قوية للغاية لحل الأزمة القضية الفلسطينية، حيث وجه  الرئيس عددا من الرسائل إلى الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، خلال كلمته في افتتاح عدد من المشروعات بمحافظة أسيوط، مؤكدا أن مصر مستعدة للقيام بهذا الدور انطلاقا من المسؤولية، قائلا " نريد إيجاد فرصة حقيقة لحل هذه الأزمة، التي طال انتظارها".
 
الإرهاب يدفع بضرورة حل القضية   
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور حسن وجيه، أستاذ التفاوض الدولي، أن مصر لديها دورا رائدا على مدار التاريخ في محاولاتها المستمرة لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية .

وأضاف وجيه في تصريحات خاصة لـ " الفجر" أن الإرهاب الموجود في المنطقة يأتي على خلفية التوترات الكثيرة التي تشهدها العديد من المناطق والتي تستغلها الجماعات الإرهابية، وبالتالي يتم العمل على إخماد مناطق الصراع التي من بينها القضية الفلسطينية .

وبسؤاله عما إذا كانت المفاوضات ستؤتي أكلها، أوضح أستاذ التفاوض الدولي أن هذا لا يمكن التنبؤ به، ولكن المفاوضات أمرا مهما في الجانب السياسي، لحصار هذا المعتدي والضغط عليه لحين استعادة الحق .
 
المفاوضات تتعلق بقوة العرب مع إسرائيل
فيما أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، أن هذه المفاوضات تتعلق تعلقا كبيرا بمدى قدرة وقوة الجانب العربي مع إسرائيل، قائلًا إن ما يحدث من مبادرات ما هي إلا بحثا عن السراب.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن أي مبادرة تظهر من الجانب العربي حتى وإن كانت من مصر في تلك الفترة التي تشهد ضعفا للعرب تماما، ستعتبرها إسرائيل ضعفا من العرب وبالتالي ستستمر في تعنتها .

ولفت إلى أن هناك الكثير من الدلائل على هذا التعنت الإسرائيلي من بينها رفض نتنياهو لتسوية  القضية الفلسطينية وفقا للقوانين الدولية وما أملته عليهم، فضلا عن رد نتنياهو بتعيين افيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع .

ووصف المبادرة المصرية بالمبادرة الغير حقيقية، قائلا إنها تأتي مجازا وليس لها واقعا على الإطلاق، بل إنها تعد رؤية للرئيس السيسي ليبين أنه عاقدا على السير في طريق السلام فحسب .
 
إسرائيل دولة حرب
وأكد الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، أن دعوة الرئيس السيسي جاءت في الوقت المناسب خاصة في هذا التوقيت الذي تراجعت فيه القضية الفلسطينية .

وأضاف في تصريحات خاصة له، أن القضية السورية واليمنية والعراقية ومشكلات الإرهاب في المنطقة أثرت سلبا  على القضية الفلسطينية، وبالتالي فإنه من المهم جدًا استئناف الحوارات والمفاوضات في هذا التوقيت .

وأوضح اللاوندي، أن نتنياهو يرفض تماما مبادرة الرئيس السيسي، قائلا إنه يقترح أن تكون المفاوضات بينه وبين محمود عباس فقط لا غير واصفا هذا بغير المنصف، فضلا عن أنه يؤكد استغلال إسرائيل لما للأوضاع المهترئة في العالم العربي، قائلا أن إسرائيل لا تريد سلاما، بل إنها دولة حرب ولن يجدي معها أمور المفاوضات.