علاقات تاريخية بين مصر والإمارات.. وزيارات متبادلة بين "السيسي" وولي عهد أبو ظبي لتوطيد وحدة الصف العربي

تقارير وحوارات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي


استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، بمطار القاهرة الدولي، حيث من المقرر أن يعقدا في وقتٍ لاحق اليوم، جلسة مباحثات تتناول دعم العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والتنموية وسبل تنميتها، مع بحث التطورات الراهنة على الساحة الإقليمية والدولية.

دعم متبادل بين الدولتين
وتتسم العلاقات المصرية الإماراتية بالترابط فيما بينهما، بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين، فكانت مصر من أولى الدول التي أيدت بشكل مطلق الاتحاد فور إعلانه عام 1971، ودعمته كركيزة للأمن والاستقرار دوليًا وإقليميًا، وإضافة لقوة جديدة للعرب.

وأدركت الإمارات أهمية مصر فكان موقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الدولة سابقًا، في حرب أكتوبر 1973 باتخاذه قراره التاريخي بدعم المعركة القومية حتى آخر فلس في خزينته، وقال كلمته الشهيرة: "ليس المال أغلى من الدم العربي وليس النفط أعلى من الدماء العربية. واستمرارًا لمساندة مصر، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس وزراء حاكم دبي، عن أهمية دور واستقرار مصر،  أنها  " قلب الأمة العربية النابض".

وشهدت العلاقات السياسية بين مصر والإمارات دفعة قوية عقب ثورة 30 يوينو، حيث أيدت أبوظبي تولي المستشار عدلي منصور رئاسة مصر، وأكدت دعمها الكامل والمستمر للشعب المصري في تنفيذ خارطة الطريق، التي أعلنتها القوات المسلحة بمشاركة القوي السياسية والدينية، وتبادل الطرفان الزيارات رفيعة المستوى.

كما شهدت السنوات الماضية تنسيقًا وثيقًا بين البلدين على الصعيد السياسي، وتعددت لقاءات قيادتي البلدين ومسئوليها على كافة المستويات للتنسيق حيال قضايا المنطقة، وهو ما أظهر نجاحًا كبيرًا في العديد من الملفات التي تحظى باهتمام الجانبين.

الزيارات المتبادلة

تعد الزيارات المتبادلة بين مصر والإمارات من أهم علامات قوة العلاقات بين البلدين الشقيقين، وقد شهدت الفترة الأخيرة عدة زيارات مهمة لقادات البلدين.

في يناير قبل الماضي، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للإمارات للمشاركة في أعمال "القمة العالمية لطاقة المستقبل"، استقبله خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. 

وتسلم الرئيس السيسي جائزة زايد الفخرية لطاقة المستقبل، من محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء حاكم دبي.

وفي مارس من العام الماضي،  قام محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة بزيارة لمصر، لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري.

في السادس من أغسطس من العام الماضي، قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة والشيخ سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتى بزيارة لمصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، استقبلهم الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وفي أكتوبر الماضي زار الرئيس عبد الفتاح السيسي دولة الإمارات العربية المتحدة، واستقبله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 تطرق اللقاء إلى أهمية متابعة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتدارك الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية، وبحث الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما فيما يتعلق بالأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، وسبل التعامل مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعى.

وفي إبريل الماضي قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات بزيارة لمصر، اِستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتم خلال اللقاء التباحث بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها.

وتوافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واليمن وسوريا وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها. 

وأكد الجانبان أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة، بما يساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.

التعاون العسكري
يرتبط الأمن القومي للدولتين ببعضهما البعض، إذ طفت أهمية مناقشة سبل دعم العلاقات الثنائية في مجال التعاون العسكري، وتطويرها خلال الزيارات المتبادلة بينهما.

في مارس 2014 تم انتهاء التدريبات العسكرية بين الجيشين المصري والإماراتي، بهدف تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين وكذلك تعزيز الجهاز التشغيلي لمختلف وحدات الجيشين. 

وقد تضمنت المناورات المشتركة ثلاث مراحل بدءا من وصول القوات المصرية إلى الإمارات العربية المتحدة، وتلاها التدريب المتخصص والتدريبات العملية، التي أجريت بالذخيرة الحية، وطائرات ميراج 2000 ومقاتلات وسفن حربية، كما تم نشر وحدات مدفعية ومروحيات هجومية بالإضافة للمشاة البحرية والقوات الخاصة والمظلات.

وفي 22 من مارس الماضي، انطلقت فعاليات التدريب البحري المشترك "تحية النسر2016" الذي تنفذه عناصر من القوات البحرية المصرية والأمريكية والإماراتية، لعدة أيام بنطاق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر.

 وجاءت الفعاليات في اطار الخطط السنوية للتدريبات المشتركة بين القوات المسلحة المصرية ونظائرها من الدول الشقيقة ، وتضمن التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات منها إدارة أعمال قتال بحرية مشتركة تشمل أعمال الاستطلاع البحري وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار لاتخاذ الأوضاع الهجومية والدفاعية والتعامل مع الأهداف المعادية بكفاءة عالية بمشاركة العديد من الوحدات والقطع البحرية. 

هذا ويوجد ملحق عسكري مصري بالإمارات وأيضا ملحق عسكري إماراتي بمصر للاطلاع على ما يجد فيما يخص الشأن العسكري وتنسيق التعاون بشكل دائم.