علاء الأسوانى.. أديبا أم سياسيا معارضا!

الفجر الفني

علاء الأسواني
علاء الأسواني


 

علاء الأسوانى.. أديبا أم سياسيا معارضا !!

 

جسد الأديب والروائى، علاء الأسوانى، فى روايته الشهيرة "عمارة يعقوبيان" التى أصدرها عام 2002، وتحولت إلى فيلم سينمائى عام 2006، عددا من الشخصيات التى عبرت عن فئات المجمتع المصرى، الذين تجمعهم عمارة واحدة، موجودة بالفعل فى شارع طلعت حرب، بوسط القاهرة، وتشهد على تاريخ مصر الحديث في المائة عام الأخيرة، بكل ما يحمله من أزمات ونجاحات ونكبات.


ورسم الأسوانى،  فى رواية "عمارة يعقوبيان" صورة للشاب "طه الشاذلى" الذى قدم فى كلية الشرطة وتم استبعاده لأنه ابن "حارس عقار"، فى إشارة إلى الظلم الاجتماعى الواقع على الطبقة الفقيرة فى المجتمع، وهو ما سعت إلى تغييره ثورة 25 يناير المجيدة، بحسب تصريحات له.


بالرغم من النجاح الذى شهدته كتابات "علاء الأسوانى" وحصوله على العديد من الجوائز، كان أبرزها حصوله على جائزة الدولة التقديرية للرواية والأدب عام 1972 وهو أول مصري يحصل على جائزة "برونو كرايسكي" التي فاز بها المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا، لكنه لم يسيرعلى وتيرة واحدة فى مواقفه السياسية، التى أثارت نوعا من الجدل حوله.


فكان تأييد الأسوانى، لثورة 25 يناير، التى أسقطت نظام الرئيس محمد حسنى مبارك، ووصفها بأنها "لم تكن تغييرا سياسيا بل إنسانيا، وأن أيام الثورة الـ18 كانت أجمل أيام حياته"، أمرا طبيعيا بسبب موقفه الواضح، الذى عبرت عنه مجموعة من مقالاته المعادية لنظام مبارك، كما كان للأسواني، عراك مع رئيس الوزراء المُعين من قبل مبارك آنذاك الفريق أحمد شفيق، على قناة "on tv".


فى عام 2013 أصدر الأسوانى، روايته عن الثورة بعنوان "نادي السيارات"، ووصفها النقاد بأنها رواية الربيع العربي، والتي تقع أحداثها في أربعينيات القرن الماضي وتحكي ازدهار وتدهور الشرق الأوسط بين الخدم والأسياد، المصريين والأجانب، العائلة المالكة المنحلّة والعائلة المصرية العادية.


لم يكن علاء الأسوانى، من رافضى تولى الرئيس السابق محمد مرسى، حكم مصر، كأول رئيس منتخب، بعد ثورة 25 يناير، بالرغم من تصريحاته الصحفية مؤخرا، التى أكد خلالها أن "الإخوان" نجحوا فى استعمال ثورة يناير لحسابهم، بمساعدة المجلس العسكرى وقتها.


أعلن الأسوانى، تأييده لقضاء محمد مرسى، مدته الرئاسية الأربع سنوات، بدعوة أنها تجربة ديمقراطية، ومازالت فى بدايتها ولابد أن نحترمها، بحسب تصريحاته، ولكن فوجئ الجميع بموقفه السياسى المختلف، حيث كان الأسوانى، من مؤيدى ثورة 30 يونيو، التى أسقطت نظام محمد مرسى، وأوضح، "أنه كان رافضا للإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى، فى نوفمبر عام 2012، وأنه كان أول من أطلق عليه الرئيس السابق فى الإعلام ، وهو ما زال فى الحكم".


وبعد أن أصبح الأسوانى، من ألد أعداء مؤيدى الحكم الإخوانى، الذين وصفوه بأنه مؤيدا للإنقلاب على الرئيس الأسبق محمد مرسى، أعلن الأسوانى، عن رفضه للسياسة التى يتبعها الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى، فى حكم مصر، وأثار الأمر حفيظة البعض، خاصة بعد شن الأسوانى، هجوما شرسا على "السيسى" من خلال مقالاته، فىإحدى الصحف عام 2014.


ويقول الأسوانى، خلال تصريحات صحفية: "هل يمكن لأى شخص يختلف مع الرئيس السيسى ويقول إنه أخطأ دون أن يتم التنكيل به إعلاميا ويتهم بالعمالة والخيانة؟! وهذه علامة مقلقة، تصل إلى حد الوزراء الذين لن يدلى أحدهم برأيه، فقط سينفذ تعليمات الرئيس، هذا ما فعلناه من قبل وأدى إلى كوارث كان سببها الرئيسى الحكم الفردى، ومهما عملت لن تنجز.


وعن أسباب اتساع الفجوة بين السلطة وشباب ثورة يناير عام 2011، قال الأسوانى: "هناك قطاعات فى السلطة وقطاعات أمنية تعتبر شباب الثورة خصوما، وهذا شىء على المستوى السياسى لا يجوز، لكن يمكن فهمه على المستوى الإنسانى، فمن كان ضابط أمن دولة وكان متحكما فى البلد كلها وبسبب هؤلاء الشباب اضطر للسفر إلى دبى مثلا ثم عاد فمن الطبيعى أن يكون هناك عملية ثأرية واضحة مع كل من اشترك فى ثورة يناير وطبعا الشباب فى القلب منهم".


وعلق الأسوانى، مؤخرا على حادث تحطم الطائرة المصرية، بالقرب من السواحل اليونانية، من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، قائلا: "برغم خلافى التام مع النظام الحالى، فإن تحميل مسئولية سقوط الطائرة على مصر للطيران ظلم لها، أسافر دائما على مصر الطيران وطياروها على أعلى مستوى".


كما سخر علاء الأسواني، من تراجع عدد من الصحفيين عن مواقفهم ضد اقتحام وزارة الداخلية لنقابة الصحفيين، وقال الأسواني، في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر": "الان لم يبق إلا أن تعتذر نقابة الصحفيين للداخلية وتدعوها لاقتحامها من جديد، لماذا لا ندافع عن الحق للنهاية ؟ هل هو تراث مصري أم ضعف أفراد ؟".