موجة غضب ومخاوف من إشعال الفتنة الطائفية بعد سحل وتعرية سيدة مُسنة بـ"المنيا"

تقارير وحوارات

السيدة المعتدى عليها
السيدة المعتدى عليها - أرشيفية


نواب المنيا: نسعى لحل جذري قبل حدوث فتنة طائفية.. وآخر: نمهد لجلسة صلح
نائب سابق: محافظ المنيا ومدير أمنها تخاذلا ولابد من اقالتهما
أسقف مطرانية المنيا: 300 شخص شهروا بالسيدة المُسنة.. والخسائر وصلت 350 ألف جنيه


سادت حالة من الغضب في الشارع المصري لاسيما محافظات الصعيد، عقب الجريمة التي قام بها متطرفون بقرية "الكرم" التابعة لمدينة أبو قرقاص بمحافظة المنيا بتعرية سيدة قبطية مُسنة وتجريدها من ملابسها وزفها في شوارع القرية في مشهد غير إنساني وذلك على خلفية تردد شائعة في القرية بعلاقة محرمة بين سيدة مسلمة مع مسيحي بالقرية.

فيما أثار الخبر الذي تداولته صفحات التواصل الاجتماعي استياء المواطنين الذين استنكروا حدوث أمر كهذا دون علم من قوات الشرطة، لاسيما بعد نفيهم للواقعة عقب حدوثها.
ورصدت "الفجر"، آراء بعض نواب مجلس الشعب، والمسئولين حول هذه الواقعة، حيث ندد بعضهم به، فيما طالب آخرين بسرعة حل الأزمة قبل أن تتصاعد وتصل إلى حد الفتنة الطائفية.

سُنة حياة     
من جانبه رأى النائب، أحمد فرغلي شرموخ، نائب عن دائرة ملوي بالمنيا، أن هذه الواقعة تنم على سلوكيات أفراد "غير واعية"، بحسب رؤيته، موضحًا أن هذه الأحداث واردة فيما بين جميع الأطياف في المجتمع بدليل حدوثها مرات عديدة، وهذه سُنة الحياة، مشيرًا إلى أن هذا يرجع للتربية والنشأة.

وأشار "شرموخ"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إلى أنه لابد من وجود خطاب ديني في المساجد والكنائس يراعي هذه المواقف، لافتًا إلى أنهم تحركوا للمصالحة، واعتذار الجانب المخطئ، ويسعون إلى أن يضعوا حل جذري لحل هذه الأزمة بسرعة قبل أن تتسع وتتوسع لحرب طائفية.

وأضاف "شرموخ": "علينا جميعًا أن نعي أن مثل هذه الأحداث الفردية الناتجة عن أخلاقيات متدنية بالمجتمع يجب أن نتعامل معها بحجمها الطبيعي"، موضحًا أن ما حدث بقرية الكرم غير مقبول لأنه لم يثبت صحة الشائعة التي تم تداولها على أن هناك علاقة بين شاب مسيحي وزوجة مسلمة وكان رد الفعل للشباب غير مقبول وتم القبض على 6 من الجناة وتقديمهم للنيابة.

حادثة جنائية   
وعن دور النواب علق النائب أحمد الشعراوي، نائب عن دائرة العدوة بالمنيا، إنه تم عقد جلسة مع أحد الطرفين تمهيدا لعقد جلسة صلح بينهما، لافتًا إلى أنه تم التواصل مع بعض الأقباط للوصول إلى حلول لإنهاء المشكلة، مؤكدًا أن نواب الدائرة سيقومون بدورهم لاحتواء الواقعة والتهدئة بين الأطراف، متابعًا: "إن الوقائع الطائفية موجودة، ولكن ليست ظاهرة منتشرة".

 وأكد "الشعراوي"، أن الأحداث التي وقعت بالقرية تعتبر حادثة جنائية يجب اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، إلى جانب الاستمرار في القضية المتداولة حال عدم تقديم التعويض المناسب عن الخسائر التي وقعت، وسوف يتم التصالح في تلك القضية.

وطالب "الشعراوي"، بصرف تعويضات للمتضررين، وتطبيق القانون فورًا، وبشدة، وتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة الاعتذار لهذه السيدة ورد الاعتبار إليها؛ لأن الأقباط والمسلمين في حالة غضب بسبب هذه الجريمة التي هزت الضمير العام في مصر.

تخاذل الأمن   
في السياق ذاته أوضح إيهاب رمزي، المحامي ونائب المنيا السابق، أنه يتابع القضية منذ بدايتها حيث تم إخطار الأمن في يوم سابق على الحادث شفاهية من كاهن القرية القس بولا، الذي أكد أن السيدة تلقت تهديدات وتم تحرير محضر 3917 إداري يوم الخميس الماضي، وتم إخطار الأمن بما يتردد في القرية من تهديدات بسحل السيدة، حيث وزع منشور بذلك وتخاذل الأمن عن التدخل ولم يرسل أي قوات ولم يهتم بهذا البلاغ، مما ترتب عليه حدوث ذلك.

وطالب "رمزي"، بإقالة محافظ المنيا، ومدير أمنها فورًا، لأنه تخاذل في التصرف _على حد تعبيره، مضيفًا: حين سألوه عن الواقعة نفاها في بيان رسمي، فإما أنه يرغب في طمس الحقيقة، أو لا يعرف ما يدور في محافظته.
وأكمل "رمزي"، "كذلك فإن المحافظ لم يقدم يد العون لا معنويًا ولا اجتماعيًا للأسر التي تم حرق منازلها، رغم أنهم فقراء لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب لهم سوى أنهم جيران صاحب الواقعة.

الأمور مستقرة 
وفى السياق ذاته قال السيد سعداوي، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بدائرة أبو قرقاص بمحافظة المنيا، إن الأمور مستقرة داخل قرية "الكرم"، التي وقع فيها الحادث الطائفي، مؤكدًا أنه لا يوجد حاليًا أي أحداث عنف بعد سيطرة الأمن على القرية.

وأضاف "سعداوي"، أن هناك مساعي قوية للدخول في صلح بين الطرفين قد تبدأ غدًا أو بعد غد على أقصى تقدير.

وحول مصير من تم القبض عليهم أوضح "سعداوي"، أنه بعد إجراء الصلح بين الطرفين، يتنازل كل طرف عن المحاضر ثم يتم الإفراج عن المتهمين فى الأحداث بالتنسيق مع الأمن.

أحداث مؤسفة   
فيما أكد الأنبا مكاريوس، أسقف مطرانية المنيا وأبو قرقاص، في بيانا حول أحداث قرية الكرم بالمنيا، أن الأحداث المؤسفة في قرية "الكرم" والتي تبعد مسافة أربعة كيلو مترات من مدينة الفكرية، مركز أبوقرقاص، بدأت بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة، وقد تعرض المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية للتهديد مما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس 19 مايو بتقديم بلاغ بمركز شرطة أبوقرقاص،  بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي، وبالفعل فإن مجموعة يقدر عددها ثلاثمائة شخص، خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي، الجمعة 20 مايو 2016 يحملون أسلحة متنوعة وتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها "حيث تقدر الخسائر مبدئيا بحوالي ثلاثمائة وخمسين ألفاً من الجنيهات".

 وأضاف: "قام المتعدين بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، وقد وصلت قوات الأمن إلى هناك فى العاشرة من مساء نفس اليوم، وقامت بالقبض على ستة أشخاص وتباشر الآن التحقيق معهم".

وقال "الأنبا مكاريوس":" نحن نثق أن مثل هذه السلوكيات لا يقبلها أي شخص شريف، كما نثق بأن أجهزة الدولة لن تقف منها موقف المتفرج، ونحن إذ نشكر مقدماً أجهزة الأمن، نثق بأنها لن تألون جهدا فى القبض على جميع المتورطين ومحاسبتهم".

الأمر بسيط وتم السيطرة عليه
من جانبه قال اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، في تصريحات صحفيه له اليوم، إن ما يدور بقرية "الكرم" أمر بسيط، وهناك بعض أشخاص من المتورطين ألقى القبض عليهم، وتم عرضهم على النيابة العامة، مشيرًا إلى أن هناك إجراءات تم اتخاذها من جانب "بيت العائلة"، وأن الواقعة منذ 5 أيام وليست وليدة اليوم.

وأكد "نصر"، أن الأمر تحت السيطرة ومن المفترض ألا تتناول وسائل الإعلام الأمر بشكل مبالغ فيه، خاصة أن الأمر يمس "الشرف والعرض"، موضحًا أن الحادثة نتجت عن إشاعة، ومن الممكن أن يكون مصدرها أحد المغرضين.

 وتابع "نصر": أن الأمن سيطر على القرية وتواجد رجال الأمن بمجرد حدوث الواقعة، ولم يتأخر بمجرد وجود المعلومات، كما احتوى بعض المسلمين العقلاء الأزمة متابعًا "دي قرية صغيرة مش مدينة بس الكلام فى الإعلام سيثير مشكلة".