في ذكراها الـ 49.. أصعب 10 مشاهد من نكسة 67 رسخت في أذهان المصريين

تقارير وحوارات

ذكرى النكسة - أرشيفيية
ذكرى النكسة - أرشيفيية


حرب 1967  أو نكسة حزيران أو حرب الأيام الستة.. مسميات عديدة لنكسة وأحدة نشبت بين العدو الإسرائيلي كل من مصر وسوريا والأردن في 5 يونيو و10 يونيو 1967 لإيقاف العدوان الإسرائيلي، وانتهت باحتلال إسرائيل كل من سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.
 
قبل 49 عامًا استيقظ المصريون على «كابوس» بعد أيام من الحرب، بعدما كانت الإذاعة المصرية و«مانشيتات» الصحف تقول ليلًا ونهارًا إن «الإسرائيليين يتلقون درسًا قاسيًا من المصريين».
 
ترصد "الفجر" مشاهد ما زالت عالقة في ذاكرة ووجدان المصريين سواء ممن عاصروا النكسة أو من الأجيال الحديثة التي قرأت عنها في الكتب.
 
الإذاعة المصرية انتصرنا
احتشد المواطنون المصريون في أحد المقاهي بوسط القاهرة، واستمعوا إلى الإذاعة المصرية، الذي انبعث منها صوت من الأثير تملؤه الحرارة وزهوة النصر، وأخبرت الحاضرين أن القوات المصرية نجحت في إسقاط العشرات من طائرات العدو، وهي الآن تتقدم نحو مدينة تل أبيب الإسرائيلية، بينما كانت الإذاعة البريطانية على موجة أخرى من الأثير تتحدث عن نكسة لحقت بالجيش المصري.


أغاني وطنية
أغانٍ وطنية وحماسية تُذاع على الإذاعات العربية المختلفة، تتحدث عن قرب وصول طلائع الجيوش العربية إلى تل أبيب وحيفا لتحرير أرض فلسطين والثأر من نكبة 1948، وسط هتافات تهليل من المواطنين الذي لم يدركوا بعد حجم النكسة التي حلت بهم وبأقوى جيش عربي.


عناوين الصحف
احتفت عناوين الصحف بعشرات المانشيتات الكاذبة والخداعة في الوقت الذي يستشهد فيه الجنود العرب وتتدمر فيه آليات وعتاد الجيش، منها مثلا: "الجيش العربي يزحف إلى تل أبيب، وقواتنا تتوغل داخل إسرائيل".
 
آليات محترقة وجثث متناثرة
ومع اقتراب الظلام، أغربت الشمس على العشرات من الآلات العسكرية المحترقة، وجثث لشهداء الجيش المصري متناثرة في مختلف الأرجاء، وسيطرة إسرائيلية تامة على جميع الأجواء العربية، وتدمير شبه كامل للقوات الجوية لكل من مصر والأردن وسوريا، واحتلال أجزاء كبيرة من سيناء.


هزيمة كبرى
ومع نهاية يوم 6 يونيو كان الموقف الميداني وصل إلى درجة الهزيمة الكبرى للقوات العربية والجيش المصري، لم يعد هناك غطاء جوي لأكثر من 100 ألف جندي في سيناء، وأمام الانسحاب الغير منظم، كانت المدرعات والدبابات والطائرات الإسرائيلية تصطاد الجنود المصرية بسهولة وبدون مقاومة تذكر.


السيطرة على غزة والجولان وسيناء
اليوم التالي كانت إسرائيل قد سيطرت تمامًا على قطاع غزة وهضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء بالكامل، كما نجحت في أسر الآلاف من الجنود المصريين، واغتنام العشرات من المعدات والآليات العسكرية، فيما كانت بعض وحدات الجيش المصري تقاوم وتسجل الملاحم ضد الجيش الإسرائيلي لكن دون أن يغير ذلك من واقع الهزيمة، ثم قرارًا من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في 8 يونيه.


تنحي عبدالناصر
وكان آخر المشاهد انضمام الإذاعات المصرية إلى إذاعة القاهرة لإذاعة خطاب التنحي للرئيس جمال عبدالناصر، وذلك في التاسع من يونيه، والذي اعترف فيه بالهزيمة، وقرر فيه اعتزال منصبه السياسي والتنحي عن سدة الحكم، لكن هذا الخطاب رفضه الملايين من الشعب المصري حيث نزل الالاف إلى الشوارع المصرية يعلنون رفضهم للتنحي، ويطالبون عبدالناصر باستكمال المسيرة حتى النصر.


ضحايا الحرب
وتعتبر ثالث حرب في الصراع العربي الإسرائيلي؛ أسفرت الحرب عن مقتل 15,000 - 25,000 من المقاتلين العرب مقابل 800 جندي اسرائيلي، وتدمير 70 - 80% من العتاد الحربي للدول العربية المشاركة فيها مقابل 2 - 5% لإسرائيل، إلى جانب عدد من الجرحى والأسرى.


نتائج النكسة
كان من أهم نتائجها صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.


تبعات الحرب
لم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تزال إسرائيل تحتلّ الضفة الغربية كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها، وكان من تبعاتها أيضًا نشوب حرب أكتوبر عام 1973 وفصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ «الأرض مقابل السلام» الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب بإسرائيل .