روحانيات رمضان تعلو مسجد العطارين.. والأهالي: "ارتباطنا به لأنه أول مسجد بعد الفتح" (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


مع أيام وليالي شهر رمضان الكريم يكون المسجد هو المقصد الأول لدى المصلين والصائمين، الذين يستمتعون بنفاحات الشهر داخل بيوت الله، وتشهد المساجد منذ بداية الشهر اقبالاً واسعاً، والذي عادة يكون وفق حجم وقيمة المسجد العمرانية، ويأتي مسجد"العطارين" بوسط محافظة الإسكندرية أولى أهم وأعرق المساجد، الذي يعد أول مسجد تم تأسيسه عقب الفتح الإسلامي للإسكندرية.

ويقع مسجد العطارين في الشارع الذي يحمل اسمه بحي العطارين، وقد عرف بهذا الاسم لوقوعه بالقرب من سوق العطارين أحد أشهر أسواق المحافظة قديماً، وقد عُرف أيضا باسم الجامع الجيوشي نسبة إلى أمير الجيوشي بدر الدين الجمالي، الذي جدده وطوره ووسعه في عام 477 هـ ، وكان يعرف عقب الفتح الإسلامي باسم الجامع الشرقي، لأنه لم يكن في الإسكندرية غير جامعين هما الجامع الشرقي "جامع العطارين"، الجامع الغربي وهو الجامع الذي بناه عمرو بن العاص وعرف باسمه.

أجرت  "الفجر" جولة داخل مسجد العطارين الذي يقع وسط كتلة سكنية ومحلات تجارية متواجدة أسفل مبنى المسجد، والتي تعهدت تلك المحلات بالرعاية وجمع أموال لترميمه وتجديده، للحفاظ على شكله من الخارج والرسومات والنقوش الإسلامية التي تملئ أركانه وأسقفه.

وقد حرص المسجد على تعريف المترددين إليه بأهميته بتعليق لوحة قديمة بداخله، والتي كُتب بها: "يعتبر مسجد العطارين من أقدم مساجد الإسكندرية، فقد قام ببناؤه أمير الجيوش بدر الجمالي وزير الخليفة المستنصر بالله الفاطمي 477ه، وقد كان المسجد مركزاً ثقافياً تولى التدريس فيه نخبة من العلماء منهم سيدي أبو العباس المرسي، والعلامة محمد ابن سليمان بن أحمد الضهاجي المراكشي، واتخذه مسكناً له إلى أن توفى 717ه، ودفن فيه وأقيمت فوق قبره قبة مازالت باقية إلى اليوم، وقد جدد هذا المسجد في عهد الظاهر بيبرس 660ه، ثم جدد مرة أخرى في عهد الخديوي عباس حلمي 1319ه، وأعيد بنائه وتم افتتاحه في 8 أكتوبر عام 1976م.

- الوفود الهندية والباكستانية تأتي لزيارة المسجد وتنظيم حلقات في رمضان
وقال ممدوح محمود- أحد أهالي منطقة العطارين لـ"الفجر"- أثناء جلوسه داخل المسجد: إن مسجد العطارين أول مسجد تم بنائه بالإسكندرية، وعُرف باسم سيدي محمد العطار والذي كان مدرس المرسي أبو العباس والمحيطين به، وتم تجديده في عهد الخديوي عباس، وكان هناك اختلاف عن ساحة المسجد الحالية، فقد كانت الميضة والسلالم عبارة عن خشب، وأقدم نجفة في المسجد داخل الضريح الملحق به، وأنا بالنيابة عن أهالي العطارين المتواجدين منذ مئات السنين بالتوراث، المسجد فيه روحانيات عالية جداً، والأهالي بيهتموا به بشكل كبير، ونقوم كل فترة بإقامة تجديدات فيه.

وأضاف "محمود" أنه كان قديمًا يوجد وفود إنجليزية وهندية وباكستانية تأتي لزيارة المسجد، حتى الآن المسجد يشهد زيارات عديدة، وهم ياتوا للصلاة داخل المسجد، وفي رمضان يأتوا لتنظيم حلقات داخل المسجد، والفطار بداخله، والروحانيات داخل المسجد تكون عالية جداً  في صلاتي التراويح والفجر، والمسجد يشهد حضور كبير من المصلين، مكملاً: "أهالي المنطقة بيهتموا بشكل كبير بالضريح الملحق بالمسجد، وهناك داخل غرفة الضريح لوحة أثرية، وهناك رخام أثري، حتى الوفود الأجنبية، حينما تأتي الوفود بيدخلوا الضريح وفق معتقداتهم أنهم من الأولياء".

- الخلاف حول حرمانية الأضرحة أدى إلى الهروب من الصلاة في المسجد
فيما شدد أحد أهالي المنطق، على مدى اعتزازهم بالمسجد الذي يعود إلى بداية الفتوحات الإسلامية، قائلاً: "المسجد قديماً كان أكبر من تلك المساحة في بدايته، ثم تقلص إلى تلك المساحة الحالية، والمبنى دخل في تعديلات في عهد الخديوية والملوك، حتى وصل إلى المرحلة الحالية، ونحن كأهالي نحاول بقدر الإمكان الحفاظ على المسجد الآثري، ونحن نرتبط بالمسجد لأنه أقرب وأكبر مسجد داخل كتلة منطقة سكنية شعبية".

ونوه الأهالي، إلى أن الوفود الأجنبية تقلصت أعدادها بشكل كبير داخل المسجد، بسبب ظروف أحداث الثورة والأحداث السياسية، مكملاً: "الضريح متواجد وملاحق للمسجد، ولكن الخلاف حول حرمانية الصلاة داخل مسجد به ضريح، قد أدى إلى هروب عدد من الناس عن الصلاة داخل المسجد في وقت من الأوقات، وتذهب إلى مساجد خالية من الضريح، على الرغم أن الأضرحة متواجدة منذ أكثر من ألف سنة، فكيف كانت حلال قديماً وأصبحت حرام حالياً، وهذا الكلام غير منطقي".

وأوضح عمرو محمد- أحد الأهالي، أن جامع العطارين معروف أنه من أقدم المساجد، ولكن الموسم الشتوي الماضي نزلت مياه الأمطار داخل صحن المسجد، وحاولنا ترميم المسجد على حساب الأوقاف ولم يحدث، وقد جمع أهالي المنطقة من أصحاب المحلات والتجار فلوس لصيانة المسجد وترميمه، ولكن كان يجب تواجد جهود الوزارة، خاصة للحفاظ على نقوش الإسلامية، لأنه أقدم من مسجد المرسي أبو العباس، وأنه من الجوامع التي عليها ضغط كبير"، نوه إلى أن المسجد مساحته كبيرة وبالتالي هو يحتاج إلى عمالة أكثر من، فقد تم تقليص العمالة من أربعة عمال إلى عاملين، لأن تقليص العمالة يؤثر على نظافة المسجد والاهتمام به.