أحمد شوبير يكتب: الأهلى البطل هل من مزيد؟.. الزمالك لا جديد

الفجر الرياضي



أن يفوز الأهلى ببطولة الدورى العام أمر عادى، فعدد بطولاته فى الدورى وصل إلى 38 بطولة، إذن الأهلى معتاد على الفوز بهذه البطولة، ولكن الجديد هو الإصرار الواضح لدى الجميع فى الأهلى لأن يكون الموسم كله أحمر، فمن خلال حواراتى مع بعض اللاعبين، خصوصاً الكبار منهم، وجدت لديهم الرغبة غير العادية فى الفوز هذا الموسم بكل البطولات وإعادة أمجاد الأهلى كاملة، بل إن بعضهم أكد لى أنهم لو خسروا بطولة واحدة فسيعتبرون أن الموسم بالنسبة لهم فاشل تماماً والحقيقة أن هذا هو سر انتصارات الأهلى، فالرغبة الجامحة فى الحصول على كل البطولات والإصرار على العودة لكأس العالم للأندية والتحدى من أجل الفوز بالبطولة الأفريقية، بالإضافة إلى الارتباط الغريب بين الأهلى وجماهيره، كلها عوامل تجعل من انتصارات الأهلى شيئاً عادياً، وتجعل من الفوز ببطولة الدورى العام أمراً شديد الإلحاح، لذلك نجد الجميع يتحدث دائماً عن روح النادى الأهلى وعزيمة لاعبيه، وهذه هى الحقيقة أن لاعبى الأهلى لا يشبعون من حصد البطولات وإنما يتطلعون إلى المزيد ويتغنون مع جماهيرهم بروح الفانلة الحمراء ويعتبرون أن حصد البطولات هو الأمر الطبيعى وما دون ذلك هو الاستثناء، لذلك فالتهنئة واجبة لكل منظومة الأهلى بالفوز المستحق ببطولة الدورى العام، ونحن فى الانتظار.. هل سيحقق اللاعبون وعدهم بالفوز بكل البطولات؟.. الإجابة خلال الأيام المقبلة.


■ ■ ■

كتبتُ الأسبوع الماضى مشيداً بمحمد حلمى وجهازه المعاون وقلت إن أهم ما نجح فيه حلمى هو وضع سياسة الانضباط داخل الفريق، وهى السياسة التى ستؤدى فى النهاية إلى الفوز ولكنها تحتاج إلى النفس الطويل، وطالبت مجلس إدارة الزمالك بتجديد الثقة فى حلمى وإعطائه الفرصة كاملة لاختيار جهازه المعاون للموسم المقبل وإطلاق يده فى التعاقد مع اللاعبين الذين يحتاجهم الموسم المقبل، وتمنيت أن يستمع مجلس إدارة الزمالك إلى النصيحة، ألا أننى فوجئت بثورة عارمة داخل مجلس إدارة الزمالك ضد حلمى وجهازه المعاون بحجة أنهم عاقبوا محمد كوفى وأيمن حفنى ولم يشاركا فى مباراة الزمالك والمصرى الأخيرة التى انتهت بالتعادل، وبالتالى فاز الأهلى ببطولة الدورى العام بعد فوزه على الإسماعيلى، والحقيقة أننى اندهشت جداً لقرار المجلس بأن الجهاز سيعمل بالمجان طوال الأشهر الثلاثة المقبلة، وأن رواتبهم ستكون تبرعاً لبناء المسجد!! فلا يوجد شخص فى العالم يعمل بالمجان، اللهم إلا إذا كان له مصدر رزق آخر، أما دون ذلك فلا أحد يفهم أبداً مغزى القرار وما المقصود منه، وهل المطلوب أن يرحل الجهاز، ليكون السؤال: ومن ذا الذى سيدرب الزمالك مستقبلاً؟ فالمدربون الأجانب يرحلون الواحد تلو الآخر أياً كانت الأسباب والمبررات، والمدربون المصريون يعلمون أن أيامهم معدودة داخل الفريق، وأن أول هزيمة أو تعادل سيطيح بالجهاز، وحتى اللاعبون أنفسهم سيكونون فى غاية القلق والاضطراب من كثرة التغييرات للسادة المدربين، وهذا سيؤثر وبالتأكيد على التعاقدات الجديدة للفريق مرة أخرى، أرجو أن يعيد مجلس إدارة الزمالك النظر فى هذه السياسة التى ستؤدى فى النهاية إلى فشل المنظومة بالكامل، وسيكون نادى الزمالك وجماهيره هو الضحية لسنوات ليست بالقليلة، وساعتها لن يستطيع أحد العودة من جديد لأن القطار سيكون قد تحرك وبأقصى سرعة ولن تجدى أى محاولات للحاق به أبداً!

■ ■ ■

تابعت بشغف مباراة الإسماعيلى والأهلى فى الدورى العام، وانتظرت ومعى الملايين أداء الإسماعيلى بالتحديد فى هذا اللقاء، خصوصاً بعد الضجة الكبيرة التى صنعها الصديق العزيز خالد القماش واعتراضه وتهديده بعدم لعب المباراة فى استاد برج العرب، وأن الإسماعيلى سيلعب فى أى مكان إلا هذا الملعب، وقلت فى نفسى إن الكابتن خالد القماش سيجهز مفاجأة مدوية لجماهير الكرة المصرية وسيلعب أفضل مبارياته على الإطلاق من كثرة الثقة التى تحدث بها عن الفريق، ومن شدة إصراره على أن التكتيك الذى سيلعب به سيكون مفاجأة للجميع، وأن ملعب برج العرب لا يتناسب أبداً مع فكر وقدرات الكابتن القماش.

وطبعاً لعلمى بقدرات النادى الإسماعيلى كنت على يقين من أن السامبا الإسماعيلاوية ستبهرنا فى المباراة بصرف النظر عن النتيجة، فليس بالضرورة أن تعبر النتيجة عن سير المباراة، المهم كرة القدم الجميلة التى اشتهرت بها الإسماعيلية ودعوتُ عددا كبيرا من أصدقائى لمشاهدة يوم الكرة الجميلة بين الأهلى والإسماعيلى، إلا أن شكل وأداء فريق الإسماعيلى أصابنى بالصدمة، لأن الإسماعيلى أصلاً لم يحضر إلى المباراة، بل إن شريف إكرامى، حارس الأهلى، لم يُختبر طوال المباراة أقول للصديق خالد القماش ولمجلس إدارة الإسماعيلى ما هى الأرباح التى عادت عليكم بالإصرار على نقل المباراة وما هو الجديد الذى قدمتموه خلال اللقاء.. وهل كان من الأفضل أن يركز الفريق فى المباراة وأن يلعب فى أى مكان ويقدم الكرة الجميلة أم أن السير وراء الجماهير المتعصبة أتى بثماره ونتائجه والتى أوصلت الإسماعيلى بكل أسف إلى ترتيب متأخر لا نقبله ولا نرضاه للنادى الإسماعيلى؟.. ما حدث خطأ كبير أرجو ألا يتكرر فى المستقبل.

■ ■ ■

بجدارة واستحقاق يحصل حسام حسن على لقب أفضل مدرب فى مصر هذا الموسم، فالرجل الذى قاد النادى المصرى الباقى فى الدورى الموسم الماضى بمعجزة إلى الحصول على المركز الثالث فى بطولة الدورى العام بأقل إمكانيات ممكنة وبلاعبين مقاتلين من الدرجة الأولى، ليسوا من مصاف النجوم الكبار ولكنهم على الأقل مع مدربهم وجهازهم الفنى استماتوا فى إثبات وجودهم، فكان لهم ما أرادوا ونجحوا فى الفوز على الأهلى البطل وإحراج الزمالك وكل الفرق الكبرى، ورغم أنهم لا يلعبون أى مباراة فى بورسعيد- صحيح أنهم أيضاً لهم ميزة عدم اللعب فى أرض المنافس- لكنهم فى نفس الوقت محرومون من اللعب على أرضهم على الإطلاق، لذلك كان يجب علينا أن نبحث عن الجديد فى النادى المصرى، ودون عناء سنجد حسام حسن الذى أعاد شكل وهيبة فريق النادى المصرى وأعاد الانتصارات على الفرق الكبرى، وعاد مع المصرى إلى البطولات الأفريقية من جديد ضارباً مثالًا رائعاً للإصرار الذى نقله حسام حسن بطريقته للاعبين فى النادى المصرى، لذلك أرى أن حسام يستحق بجدارة لقب الأفضل هذا الموسم لما قدمه على مر الدورى العام بأكمله مع النادى المصرى.

المقال نقلا عن المصري اليوم