اكتشاف جينات بشرية تنشط لأيام بعد الوفاة
يعد الموت أعمق لغز يواجه البشرية حتى الآن، ولا يزال الإنسان يسعى بأساليب مختلفة لفك رموز هذا اللغز المحير والمستغلق على العقل البشري، فنراه يلجأ إلى الأساطير أحيانا، وإلى العلم أحيانا كثيرة.
ولا تزال الأبحاث تحاول معرفة بعض حقائق الموت، فقد كشف العلماء النقاب عن أن بعض الجينات البشرية تستمر في النشاط لعدة أيام بعد الوفاة، وتشير الدلائل إلى أن أكثر من ألف من الجينات يستمر في نشاطه بينما يتوقف بعضها عن العمل خلال 24 ساعة بعد الموت.
وويقود هذا الاكتشاف المهم العلماء إلى حقيقة أن استمرار الحياة في الجينات بعد الموت يمكن استغلاله بصورة إيجابية في مجال تحسين عمليات زرع الأعضاء، وأيضا لتكثيف الجهود من أجل معرفة طبيعة هذا النشاط الجيني، ولماذا لا يتوقف بعض الجينات عن العمل بعد موت الإنسان.
ولذا فقد تحول الباحثون في جامعة واشنطن نحو دراسة نموذجين من حيوانات المختبر، الفئران والسمك المخطط أو سمك الزرد، من أجل البحث في علامات النشاط الجيني وطبيعته.
ووجد العلماء أن الجينات النشطة في الخلايا الحية تعمل على تشكيل نسخ مؤقتة من الأوامر الجينية على شكل أحماض أمينية، وبالتحليل وجد الفريق أدلة على استمرار نشاط 1063 من الجينات لدى الفئران وسمكات الزرد بعد نفوقها.
وتأكيدا لهذا الاكتشاف فقد أكدت دراستان نشرتا على موقع بيوركسيف على الانترنت هذا الشهر، أن معظم الجينات بالفعل تعمل لمدة نصف ساعة بعد نفوق الحيوانات، وبعضها الآخر يستمر في العمل من 24 إلى 48 ساعة بعد الموت.
وكان العلماء قبل هذا الاكتشاف يعتقدون أن جسم الإنسان يقوم بتوجيه جزء كبير من طاقته لحفظ نشاط الحمض النووي وتنظيمه في أثناء الحياة فقط، وأنه بمجرد الموت تتوقف هذه الأحماض عن العمل بشكل منتظم لانقطاع مصدر الطاقة.
