أحمد سمير قمرة يكتب: حوت الساحل الشمالي ليس خطرًا

مقالات الرأي

بوابة الفجر


يعتبر الحوت المزعنف - المهدد بالانقراض- من أضخم الكائنات الموجودة على سطح الأرض، حيث يصل طول الأنثي إلى 20 مترًا والذكر 19 مترًا، وقد يصل وزنه إلى 70 طنًا. 

ويتغذي الحوت على حيوانات دقية عالقه في الماء تسمى العوالق الحيوانية وقد يصل وزن ما يأكله يوميًا عن طريق فلترة المياه إلى 1800 كجم. 

ويعتبر البحر الأبيض المتوسط من أماكن استيطان الحوت المزعنف، ويقدر العلماء أن هناك عشرة آلاف حوت مزعنف بالغ، يتجول في مياه المتوسط، بحثًا عن الطعام أو الزواج. 

وتعيش الحيتان المزعنفة المتوسطية، في تجمعين كبيرين؛ التجمع الغربي عند مضيق جبل طارق حيث يغزو الحوت المياه الإقليميه للجزائر وتونس وفرنسا، والتجمع الشرقي حيث يغزو المياه الإقليمية لمصر وإسرائيل وسوريا وتركيا وإيطاليا.  

ويفضل الحوت المزعنف، الحياة في أعماق أكبر من 250 مترًا، بعيدًا عن ضوضاء السفن وتصادمها معه، وشباك الصيادين التي يعلق بها ويموت مختنقًا. 

وظهور الحوت المزعنف على الشاطيء ليس بالأمر الجديد فكثيرًا ما يرصد العلماء أعدادًا من الحيتان المزعنفة على المناطق الشاطئية الضحلة أمام السواحل الإيطالة، حيث تعتبر مناطق نفوز قوي له. 

ويعتقد العلماء أن سبب تغيير سلوكه واضطراره للخروج من الأعماق الآمنة، إلى المناطق الضحلة، هو البحث عن الطعام المتمثل في ملايين العوالق الحيوانية، التي تزدهر وتنمو بكثرة في أشهر الصيف. 

ويفسر العلماء هجرة الحيتان المزعنفة إلى عده عوامل منها، كما أسلفنا البحث عن العوالق الحيوانية الشهية الغنية بالبروتين أو بحثًا عن التزواج أو الهروب من التلوث - أثبتت العديد من الأبحاث خطورة المعادن الثقيلة كالنحاس على الحيتان - أو الهروب من الضوضاء الناتجة عن السفن والتنقيب عن الغاز والبترول في البحار، والتي قد تكون سببًا أيضًا في نفوقها، بالإضافة إلى أن ارتفاع درجة الحرارة، قد يكون عاملًا آخرًا وراء هجرة الحيتان، كما أثبت فريق بحثي إيطالي عام 2008. 

والتغيرات المناخية أيضًا قد تؤدي إلى اختفاء أو هجرة أنواع مفضلة من العوالق الحيوانية مثل (الكريليات) - وهي شعبه من المفصليات شديدة الغنى بالبروتين وتعتبر الطعام المفضل للحيتان.

وظهور الحوت المزعنف في الساحل الشمالي الغربي، هو بالتأكيد لم ولن يكون الحالة الأولى لأنه يفضل أن يتحرك في جماعات، قد تصل إلى سبعه أفراد، وهذه الجماعات تكون على اتصال بالموجات الصوتية بجماعات أخرى قد تبعد عنها مئات الكيلومترات. 

وقد يكون الحوت - أو مجموعة الحيتان – اتجهت شرقا حيث المناطق المزدهرة بالعوالق الحيوانية. 

والحوت الزعنفي لن يمثل خطرًا مباشرًا على المصايد السمكية في مياهنا الإقليمية، لأنه لا يتغذى مباشرة على الأسماك لكنه قد يكون منافسًا شرسًا لأنواع كثيرة من الأسماك تعتمد على العوالق الحيوانية، كغذاء رئيسي لها.