أحمــد متولــى يكتب: "الزعيــم" لا يمــوت!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


أنقضى شهر رمضان بأعماله الدرامية المتنوعة، فاز به من فلح فى جذب الأنظار وخاب فيه من فشل فى أن يفرض سيطرته على الجمهور، فالأعمال الدرامية المميزة هذا العام نافس عليها عدد قليل من الأعمال الناجحة فرضت نفسها بقوة على الساحة مثل "جراند أوتيل" و"أفراح القبة" و"الأسطورة" و"الخروج" و"يونس ولد فضة" و"وعد" وغيرها ممن اجتهدوا فى تقديم شيء جيد للجمهور فى موسم درامي متوسط المستوى.

 

"الزعيم" عادل إمام بمسلسله "مأمون وشركاه" كتب انجاز جديد يضاف لتاريخه الفني؛ فبالأرقام يعد هو المسلسل السابع فى مشواره الفني، والخامس له بعد ثورة 25 يناير 2011، فى تعاون للمرة الرابعة مع نجله المخرج رامي إمام، بعد مسلسلات "العراف"، و"فرقة ناجى عطا الله"، و"صاحب السعادة"، والتعاون رقم 5 بينه وبين المؤلف يوسف معاطي دراميًا بعدما قدما عدد من الأعمال السينمائية الناجحة مثل: "حسن ومرقص، السفارة في العمارة، عريس من جهة أمنية، مرجان أحمد مرجان، التجربة الدنماركية، الواد محروس بتاع الوزير، بوبوس".

 

ربما هى المرة الأولى التى يقدم فيها عادل إمام شخصية "مأمون" البخيل، فى مسلسله هذا العام، ورغم أنها من الشخصيات المكروهة داخل مجتمعنا الشرقى المعروف بكرمه وشهامته؛ إلا أن "الزعيم" جعلنا نتعاطف معه أحيانًا داخل أحداث المسلسل لاعتماده على كوميديا "الزعيم" التى عرف بها طيلة مشواره الفني وبحركاته وإيفيهاته الكوميدية، حيث جسد شخصية أب لديه 4 أبناء يحرمهم من كل شىء هم وزوجته حتى ينفصلوا جميعًا عنه، وبعدها يكتشفوا أنه ملياردير، ويبدأوا رحلة البحث عن مكان أمواله المخفية، لتتصاعد الأحداث فى إطار كوميدى اجتماعى ساخر إلى أن يموت فى نهاية المسلسل ويترك لهم وصيه غاية فى الأهمية وهى أنه رغم بخله الشديد إلا أن ما فعله كان دائما ما يصب فى صالح أولاده وعائلته.

 

أوجه هنا عتابًا شديدًا على كاتب المسلسل يوسف معاطى، والذى جعل بطل مسلسله (بعد المط والتطويل) يموت فى أخر حلقة من أحداث المسلسل لكسب عطف الجماهير رغم أنه شخصية مكروهة داخل أسرته، وكنت أنتظر من المؤلف أن يحول شخصية "مأمون" فى أخر حلقة دون أن يموت بهذا الشكل لنيل استحسان المشاهدين، فـ"الزعيم" طيلة أعماله الفنية لم يمت فى أعماله سوى فى أفلام "الإرهابي" و"حتى لا يطير الدخان" ومسلسل "أحلام الفتى الطائر".

 

كما أوجه لومًا شديدًا للزعيم ولمؤلف المسلسل معًا بسبب اعتمادهما دائمًا فى أعمالهما الفنية على ظهور الشخص المتشدد دينيًا باللحية كثيفة الشعر جاحظ العينين والذى يرتدي الجلباب الأسود، وهى الشخصية التى قدمها (حمزة العيلي) فى المسلسل، وكان من الأفضل تقديم هذه الشخصية بشكل آخر عما تم تقديمه فى أعمال سابقة مثل الإرهابي والإرهاب والكباب وطيور الظلام وغيرها من الأعمال.

 

أشيد بأداء المخرج رامى إمام الذى دائمًا ما يؤكد أنه مازال قادر على إبهارنا بالصورة التى يقدمها لنا على شاشة التلفزيون سواء كان العمل لوالده أو كان العمل لنجم آخر، وأشيد أيضًا بأداء النجمة لبلبة والتى أدت شخصية مركبة داخل المسلسل وتحولت فى الجزء الثاني من المسلسل إلى شخصية أخرى ازدادت فيها بريقًا على الشاشة لملامح السيدة الأرستقراطية ابنة الذوات والعز، واستطاع الممثل خالد سرحان أن يثبت أنه فنان وكوميديان من الطراز الأول ينتظر الفرصة المناسبة فى عمل يظهر قدراته بشكل أكبر رغم تقديمه هذه النوعية فى مسلسل "يوميات زوجة مفروسة أوى" أمام الفنانة داليا البحيري.

 

المطرب خالد سليم يثبت كل مرة يقوم فيها بدور تمثيلي أنه ممثل يهوى الفن لذا كان وجوده داخل أحداث المسلسل إضافة مميزة زادت من نجوميته، كما أتاح "الزعيم" الفرصة لظهور بعض الوجوه الشابة مثل محمد ثروت (محامى مأمون) وهنا الزاهد التى لمع اسمها جيدًا لأدائها أمام "الزعيم" وريم مصطفى وحمزة العيلي وغيرهم من أبطال المسلسل، بالإضافة إلى المشاركة المميزة لنجمي السينما والتلفزيون مصطفى فهمي وشيرين .

 

"الزعيم" دخل فى صراع مجهول المصدر مع الفنان محمد رمضان، صراع زادت من نيرانه الصحافة المصرية، وأخذ الجميع يحلل ويقارن نجومية "زعيم" بنجومية "أسطورة" مازالت تتحسس خطاها فى عالم الدراما المصرية، وكانت النتائج والتقارير دائمًا فى صالح "الزعيم"؛ فعادل إمام "زعيم" لا يقارن بأحد لأنه باختصار حالة استثنائية خاصة فلا يستطيع أحد يقارن نفسه به وبنجاحاته طوال مشواره الفني الممتد عبر عقود طويلة من الزمن، ولأنه صاحب أكبر بطولة سينمائية تجاوزت الـ114 فيلم، و7 مسلسلات، و11 عرض مسرحي، وتربع على قمة الكوميديا فى مصر والعالم العربي طيلة 40 عاما، وبعيدًا عن ميوله وآراءه السياسية التى قد تغضب البعض منه، إلا أنه لا أحد يختلف على موهبته التى منحها الله له.

 

همسة أخيرة فى أذن عادل إمام: "الزعيم" يمرض ولكنه لا يموت، "مأمون وشركاه" سيكون نقطة تحول فى حياتك الفنية، عليك أن تجسد ما يحب أن يراه جمهورك، وليس ما يحب أن يقدمه يوسف معاطي، ومتأكدين بأنك ستقدم عمل يحترم فكر وعقل المشاهدين فى 2017.. دامت صحتك، وعاشت ضحكتك، وأطال الله فى عمرك لتسعدنا يا "زعيم".

 

للتواصل مع الكاتب @ramadan_ah